حديث: أن تهجر ما كره ربك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب هجرة الحاضر أفضل من هجرة البادي

عن عبد الله بن عمرو قال: قال رجل يا رسول الله، أي الهجرة أفضل؟ قال: «أن تهجر ما كره ربَّك عز وجل» وقال رسول الله ﷺ: «الهجرة هجرتان، هجرة الحاضر وهجرة البادي. فأما البادي فيجيب إذا دُعيّ، ويطيع إذا أمر. وأمّا الحاضر فهو أعظمها بلية، وأعظمها أجرًا»

صحيح: رواه النسائيّ (٤١٦٥) وصحّحه ابن حبَّان (٤٨٦٣) كلاهما من حديث عمرو بن مرة، عن عبد الله بن الحارث، عن أبي كثير الزبيديّ، عن عبد الله بن عمرو .

عن عبد الله بن عمرو قال: قال رجل يا رسول الله، أي الهجرة أفضل؟ قال: «أن تهجر ما كره ربَّك ﷿» وقال رسول الله ﷺ: «الهجرة هجرتان، هجرة الحاضر وهجرة البادي. فأما البادي فيجيب إذا دُعيّ، ويطيع إذا أمر. وأمّا الحاضر فهو أعظمها بلية، وأعظمها أجرًا»

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام النسائي في سننه، وغيرهما، عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.

أولاً. شرح المفردات:


● أي الهجرة أفضل؟: أي: أي أنواع الهجرة أعظم ثوابًا عند الله تعالى.
● أن تهجر ما كره ربك: أي أن تترك وتبتعد عن كل ما يبغضه الله تعالى ويحرمه.
● هجرة الحاضر: المقصود به ساكن المدن والأمصار، الذي يعيش في مجتمع المسلمين.
● هجرة البادي: المقصود به ساكن البادية، أو من كان بعيدًا عن مراكز الفتن والاختلاط.
● يجيب إذا دعي: أي يستجيب لدعوة الإمام أو الوالي إذا دعاه للجهاد أو نصرة الحق.
● يطيع إذا أُمِر: ينقاد للأمر الشرعي ويذعن له.
● أعظمها بلية: أكثرها اختبارًا وامتحانًا بالفتن والمشقات.
● أعظمها أجرًا: أكثرها ثوابًا عند الله تعالى لصعوبتها وشدة الابتلاء فيها.

ثانيًا. شرح الحديث:


ينقسم الحديث إلى جزأين:
الجزء الأول: يجيب النبي صلى الله عليه وسلم على سؤال عن أفضل أنواع الهجرة، فيضع قاعدة عظيمة وهي أن حقيقة الهجرة وأساسها ليست مجرد الانتقال من مكان إلى مكان، بل هي هجرة القلب والجوارح عن كل ما يغضب الله عز وجل. فهي هجرة دائمة مستمرة، تشمل:
- هجرة الشرك إلى التوحيد.
- هجرة المعاصي والذنوب إلى الطاعة.
- هجرة البدع والمحدثات إلى السنة والاتباع.
- هجرة سوء الأخلاق إلى مكارم الأخلاق.
فهذا هو معنى الهجرة الحقيقية التي لا تنقطع بانقطاع الهجرة من مكة إلى المدينة.
الجزء الثاني: يبين النبي صلى الله عليه وسلم نوعًا آخر من التقسيم للهجرة المكانية، فيقول إنها نوعان:
1- هجرة البادي: وهو الذي يعيش في البادية أو في مكان بعيد عن الفتن ومراكز الاختلاط والصراعات. وفضيلته أنه سهل الانقياد، سريع الاستجابة لدعوة الحق والجهاد في سبيل الله عندما يُدعى إليه، لأنه أبعد عن التعلقات والشواغل الدنيوية.
2- هجرة الحاضر: وهو الذي يعيش في المدينة أو المجتمع الذي تكثر فيه الفتن، وتختلط فيه الأمور، ويصعب فيه التمييز بين الحق والباطل أحيانًا، ويكثر فيه الداعون إلى الضلال. فهجرته أعظم بلية لأنه يبتلى بمشاهدة المنكرات، ويدعوه الناس إلى الشر، ويصبر على أذى الجيران والأقارب، ويحتاج إلى جهد عظيم ليثبت على دينه ويحافظ على استقامته. ولهذا كانت أعظم أجرًا عند الله تعالى، فالثواب على قدر المشقة، والله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- سعة مفهوم الهجرة: الهجرة ليست حدثًا تاريخيًا انتهى، بل هي شعيرة مستمرة إلى قيام الساعة، وكلما كثرت الفتن وعمّت البلوى كانت الهجرة المعنوية (هجر المعاصي والبدع) آكد وأوجب.
2- تفاضل الأعمال: الأعمال تتفاضل بحسب ما فيها من مشقة وجهاد للنفس، وصبر على الطاعة في وسط الفتنة.
3- ثبات أهل الإيمان في الفتن: الحديث يحث المسلم الذي يعيش في مجتمع تكثر فيه المعاصي والمنكرات على الصبر والثبات، ويبشره بأن صبره وثباته أعظم أجرًا من غيره.
4- الحكمة من الابتلاء: الابتلاء والفتنة تمحص المؤمنين، وترفع درجاتهم، وتكفر سيئاتهم.
5- مسؤولية كل فرد بحسب حاله: كل إنسان مطالب بالهجرة التي تتناسب مع وضعه، فالبادي مطالب بالاستجابة السريعة للحق، والحاضر مطالب بالصبر والثبات والجهاد الدعوي.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يجمع بين بيان الهجرة المعنوية (هجر ما يكره الله) وهي الأساس، وبيان الهجرة الحسية التي تختلف باختلاف أحوال الناس ومواطنهم.
- الهجرة الحسية قد تكون واجبة في حالات، كالهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام إذا لم يقدر المسلم على إظهار دينه، وقد تكون مستحبة في أحيان أخرى.
- الهجرة المعنوية (هجر المعاصي) فرض عين على every Muslim في كل time وplace.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المهاجرين إليه هجرة دائمة، المعتصمين بحبله المتين، الثابتين على دينه حتى نلقاه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائيّ (٤١٦٥) وصحّحه ابن حبَّان (٤٨٦٣) كلاهما من حديث عمرو بن مرة، عن عبد الله بن الحارث، عن أبي كثير الزبيديّ، عن عبد الله بن عمرو .. فذكره. وإسناده صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 410 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أن تهجر ما كره ربك

  • 📜 حديث: أن تهجر ما كره ربك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أن تهجر ما كره ربك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أن تهجر ما كره ربك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أن تهجر ما كره ربك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب