حديث: لا هجرة بعد الفتح إنما هو الحشر والنية والجهاد
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب لا هجرة بعد فتح مكة
صحيح: رواه سعيد بن منصور في سننه (٢٣٥٣) عن عبد الله بن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث أن ابن أبي هلال حدَّثه عن يزيد بن خصيفة عن عبد اللهْ بن رافع، عن غزية .

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع:
الحديث:
عن غزية بن الحارث أنه أخبره أن شبابًا من قريش أرادوا أن يهاجروا إلى رسول الله ﷺ فمنعهم آباؤهم. فذكروا ذلك لرسول الله ﷺ فقال رسول الله ﷺ: «لا هجرة بعد الفتح، إنّما هو الحشر، والنية، والجهاد».
1. شرح المفردات:
● غزية بن الحارث: صحابي جليل، راوي الحديث.
● شباب من قريش: فئة من الشباب المؤمنين من قبيلة قريش الذين أسلموا.
● يهاجروا: يتركوا مكة وينتقلوا إلى المدينة للانضمام إلى المسلمين.
● الفتح: فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة، حيث دخلها النبي ﷺ منتصرًا دون قتال.
● الحشر: الانتقال من مكان إلى مكان، أو التجمع.
● النية: القصد والإرادة الباطنة للعمل.
● الجهاد: بذل الجهد في سبيل الله، سواء بالقتال أو الدعوة أو غيرها.
2. شرح الحديث:
هذا الحديث يروي قصة شباب من قريش أسلموا وأرادوا الهجرة من مكة إلى المدينة المنورة للانضمام إلى النبي ﷺ والمجتمع الإسلامي، ولكن آباءهم (الذين كانوا كفارًا) منعوهم من الهجرة. فشكوا أمرهم إلى النبي ﷺ، فأخبرهم أن الهجرة من مكة إلى المدينة قد انتهت بفتح مكة، لأن مكة أصبحت دار إسلام، ولم تعد دار كفر كما كانت من قبل. فلم يعد هناك حاجة للهجرة منها.
ثم بين النبي ﷺ أن ما بقي هو:
● الحشر: أي الانتقال من دار الكفر إلى دار الإسلام إذا كان الشخص يعيش في مكان لا يستطيع فيه إظهار دينه أو ممارسة عباداته.
● النية: أي أن قيمة الأعمال تكون بنياتها، فمن نوى الهجرة ولكن لم يستطع، فإنه يُكتب له أجرها بنيته الصادقة.
● الجهاد: أي أن الجهاد في سبيل الله باقٍ إلى يوم القيامة، وهو من أعظم القربات، ويشمل جهاد النفس والشيطان والكفار.
3. الدروس المستفادة:
● انتهاء هجرة مكة: بعد فتح مكة، أصبحت دار إسلام، فلم تعد الهجرة منها واجبة، بل صارت الهجرة واجبة من أي دار كفر إلى دار الإسلام.
● أهمية النية: أن النية الصادقة تكتب للإنسان أجر العمل إذا عجز عنه، كما في قوله ﷺ: «إنما الأعمال بالنيات».
● استمرار الجهاد: أن الجهاد باقٍ إلى قيام الساعة، وهو من أعظم الطاعات.
● رفع الحرج: أن الإسلام ييسر على الناس، ويرفع عنهم المشقة، فلم يوجب عليهم الهجرة بعد أن أصبحت مكة دار إسلام.
● طاعة الوالدين في غير المعصية: أن الشبام كانوا يريدون الهجرة، ولكن آباءهم منعوهم، فلما ذكروا ذلك للنبي ﷺ بين لهم أن الهجرة لم تعد واجبة، فلم يلزمهم عصيان آبائهم في هذه الحالة.
4. معلومات إضافية:
- هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتفق عليها.
- الهجرة أنواع: هجرة مكانية (من دار الكفر إلى دار الإسلام)، وهجرة معنوية (هجر المعاصي والذنوب).
- بعد فتح مكة، انتشر الإسلام في الجزيرة العربية، فلم يعد هناك دار كفر بالمعنى الذي كان قبل الفتح.
- الجهاد يشمل جهاد النفس (بالتعلم والعمل الصالح)، وجهاد الشيطان (بمقاومة وساوسه)، وجهاد الكفار (بالدعوة والقتال إذا لزم).
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا للعمل بما علمنا، وأن يجعلنا من المجاهدين في سبيله. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وأمّا ما رُوي عن أبي سعيد الخدريّ، عن رسول الله ﷺ أنه قال: لما نزلت هذه السورة: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١) وَرَأَيْتَ النَّاسَ﴾ قال: قرأها رسول الله ﷺ حتَّى ختمها. وقال: «الناس حَيِّز، وأنا وأصحابي حيز» وقال: «لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية» فقال له مروان: كذبت، وعنده رافع بن خديج، وزيد بن ثابت، وهما قاعدان معه على السرير. فقال أبو سعيد: لو شاء هذان لحدثاك ولكن هذا يخاف أن تنزعه عن عرافة قومه، وهذا يخشى أن تنزعه عن الصّدقة. فسكتا، فرفع مروان عليه الدرة ليضربه، فلمّا رأيا ذلك، قالا: صدق. فإسناده منقطع.
رواه أحمد (١١١٦٧) عن محمد بن جعفر، حَدَّثَنَا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري الطائيّ، عن أبي سعيد .. فذكره.
ورواه الطيالسي (٢٣١٩) ومن طريقه الحاكم (٢/ ٢٥٧) من رواية شعبة به.
وهذا إسناد منقطع، فإن أبا البختري الطائي - وهو سعيد بن فيروز - لم يدرك أبا سعيد، كما قال أبو حاتم. وأمّا الحاكم فقال: صحيح الإسناد.
وقوله «حيز» بفتح الحاء المهملة. وتشديد الياء المكسورة، وفي آخره الزاي: أي في ناحية في الفضل.
وفي هذا الباب عدة آثار:
منها: ما جاء عن مجاهد قال: قلت لابن عمر ﵄: إني أريد أن أهاجر إلى الشام. قال: لا هجرة، ولكن جهاد، فانطلق فاعرض نفسك، فإن وجدت شيئًا وإلَّا رجعت. وفي رواية: «لا هجرة اليوم، أو بعد رسول الله ﷺ.
رواه البخاريّ في المناقب (٣٨٩٩) وفي المغازي (٤٣١١، ٤٣١٠، ٤٣٠٩) وهي كلها موقوفة على ابن عمر.
ومنها: ما جاء عن عطاء بن أبي رباح قال: زرت عائشة مع عبيد بن عمير الليثيّ، فسألناها عن الهجرة فقالت: لا هجرة اليوم. كان المؤمنون يفرّ أحدهم بدينه إلى الله تعالى، وإلى رسوله مخافة أن يفتن عليه، فأما اليوم فقد أظهر الله الإسلام، واليوم يعبد ربه حيث شاء. ولكن جهاد ونية.
رواه البخاريّ في مناقب الأنصار (٣٩٠٠) عن إسحاق بن يزيد الدمشقيّ، حَدَّثَنَا يحيى بن حمزة، حَدَّثَنِي الأوزاعيّ، عن عطاء بن أبي رباح، قال فذكره.
هكذا رواه البخاريّ في عدة مواضع موقوفًا على عائشة، ورواه مسلم كما سبق مرفوعًا.
وفي قول عائشة دليل على أن المسلم إذا كان في بلد ولو في بلد الكفر، ولكن له حرية في العبادة لله وحده، وأداء شعائر الإسلام الأخرى فلا تجب عليه الهجرة، بل البقاء في مثل هذا البلد أفضل من الهجرة منه لدعوة غير المسلمين إلى الإسلام. وأمّا إن كان في بلد لا يستطيع أن يعبد الله كما ينبغي، فيجب عليه الهجرة من هذا البلد وعليه يدل الباب الآتي:
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 418 من أصل 424 حديثاً له شرح
- 375 أول مشهد شهده رسول الله غيبت عنه
- 376 بعث النبي سبعين رجلاً يعلمون القرآن والسنة فقتلوا
- 377 أرواح الشهداء في طير خضر تعلق من ثمرة الجنة
- 378 أرواح الشهداء في جوف طير خضر تسرح في الجنة
- 379 أرواح الشهداء في جوف طير خضر ترد أنهار الجنة
- 380 الجهاد في سبيل الله والإيمان بالله أفضل الأعمال
- 381 من قتل في سبيل الله كفر الله عنه خطاياه إلا...
- 382 يُغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين
- 383 أول ما يهراق من دم الشهيد يغفر له ذنبه كله...
- 384 من قتل في سبيل الله صابرًا محتسبًا دخل الجنة إلا...
- 385 لو قتل في سبيل الله ثم عاش وعليه دين ما...
- 386 من مات مدينًا لم يُغفر له دينه
- 387 من طلب الشهادة صادقا أعطيها ولو لم تصبه
- 388 من سأل الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء
- 389 أيهم أكثر أخذًا للقرآن؟
- 390 من أخّر غصن شوك عن الطريق فشكر الله له فغفر...
- 391 من قاتل دون ماله فقتل فهو شهيد
- 392 من مات في الطاعون فهو شهيد
- 393 من صبر على الطاعون في بلده كان له أجر شهيد
- 394 الموت بالطاعون شهادة لكل مسلم
- 395 من قتل دفاعا عن ماله فهو شهيد
- 396 تُستشهدون بالقتل والطاعون والغرق والبطن
- 397 من قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله...
- 398 من صرع عن دابته في سبيل الله فهو شهيد
- 399 إذا مات فلا تبكين باكية
- 400 دعهن فليبكين ما دام حيا فإذا وجب فليسكتن
- 401 المتوفون بالطاعون يقولون نحن شهداء فيقال انظروا فإن كانت جراحهم...
- 402 من مات بالطاعون فهو شهيد
- 403 من آمن بالله وجاهد في سبيل الله وقاتل حتى قتل...
- 404 المرأة يقتلها ولدها جمعًا شهادة
- 405 من مات على فراشه بأي حتف شاء الله فهو شهيد
- 406 شهداء الله في الأرض أمناء الله من خلقه
- 407 عليك بالهجرة فإنه لا مثل لها
- 408 من مات ولم يأكل من أجره شيئًا
- 409 هل لك من إبل؟ فاعمل من وراء البحار
- 410 أن تهجر ما كره ربك
- 411 فرض لابن عمر ثلاثة آلاف وخمس مائة
- 412 أبايعه على الإسلام والإيمان والجهاد
- 413 لا هجرة بعد الفتح ويكون من التابعين بإحسان
- 414 لا هجرة ولكن جهاد ونية
- 415 لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية، وإذا استنفرتم فانفروا
- 416 لا هجرة بعد الفتح
- 417 لا هجرة بعد فتح مكة ولكن جهاد ونية
- 418 لا هجرة بعد الفتح إنما هو الحشر والنية والجهاد
- 419 إقامة المهاجر ثلاث بعد الصدر
- 420 الهجرة لا تنقطع ما كان الجهاد
- 421 عنوان الحديث: لا تنقطع الهجرة ما قوتل العدو
- 422 الهجرة لا تنقطع ما دام العدو يقاتل.
- 423 رسول الله ﷺ أذن في البدو
- 424 اللهم لا تجعل منايانا بها حتى تخرجنا منها
معلومات عن حديث: لا هجرة بعد الفتح إنما هو الحشر والنية والجهاد
📜 حديث: لا هجرة بعد الفتح إنما هو الحشر والنية والجهاد
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا هجرة بعد الفتح إنما هو الحشر والنية والجهاد
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا هجرة بعد الفتح إنما هو الحشر والنية والجهاد
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا هجرة بعد الفتح إنما هو الحشر والنية والجهاد
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








