حديث: أول من قدم علينا مصعب بن عمير وابن أم مكتوم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب بدء الهجرة من مكة إلى المدينة

عن البراء بن عازب قال: أول من قدم علينا مصعب بن عمير، وابن أم مكتوم، ثم قدم علينا عمار بن ياسر، وبلال ﵃.

صحيح: رواه البخاري في المناقب (٣٩٢٤) عن أبي الوليد، حدثنا شعبة، قال: أنبانا أبو إسحاق، سمع البراء يقول: فذكره.

عن البراء بن عازب قال: أول من قدم علينا مصعب بن عمير، وابن أم مكتوم، ثم قدم علينا عمار بن ياسر، وبلال ﵃.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المرسلين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يفتح علينا أبواب فهم سنّة نبيه صلى الله عليه وسلم.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث عظيم له دلالات تاريخية وعظيمة في تاريخ الدعوة الإسلامية الأولى. وإليك الشرح المفصل له على النحو التالي:


1. شرح المفردات:


● عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ: هو صحابي جليل، من الأنصار، شهد بدرًا مع النبي صلى الله عليه وسلم، وهو راوي الحديث.
● أَوَّلُ مَنْ قَدَمَ عَلَيْنَا: أي أول من وصل إلينا (إلى المدينة المنورة) من المسلمين المهاجرين، قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم نفسه.
● مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ: صحابي شاب من شباب قريش، كان جميلاً وغنيًا، فتنصر في سبيل الله، وكان سفير الإسلام الأول إلى المدينة ليعلم الأنصار الدين قبل الهجرة.
● وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ: هو عبد الله بن أم مكتوم، صحابي جليل، وكان أعمى، وهو مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم ومن المهاجرين الأوائل.
● عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ: صحابي جليل، من السابقين إلى الإسلام، عُذِّب هو وأهله في سبيل الله، وهو من المبشرين بالجنة.
● بِلالٌ: هو بلال بن رباح، مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم، كان عبدًا حبشيًا، اشتراه أبو بكر الصديق وأعتقه، عُذِّب في مكة ثم هاجر إلى المدينة.


2. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنه عن أول المهاجرين الذين قدموا إلى المدينة المنورة (وكانت تسمى يثرب آنذاك) بعد بيعة العقبة الثانية، حيث بايع مجموعة من الأنصار النبي صلى الله عليه وسلم على نصرته وإيوائه إذا هاجر إليهم.
فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم معهم مصعب بن عمير ليعلمهم القرآن وشرائع الإسلام، وكان معه عبد الله بن أم مكتوم، فكانا أول من قدم المدينة من المسلمين المهاجرين.
ثم بعد ذلك قدم مجموعة أخرى من المهاجرين، منهم عمار بن ياسر وبلال بن رباح رضي الله عنهم أجمعين.
وهذا الترتيب في القدوم له دلالة مهمة؛ حيث إن قدوم مصعب بن عمير وابن أم مكتوم كان له دور كبير في تهيئة الأجواء لدخول الإسلام في المدينة وتعليم أهلها، مما مهد لاستقبال النبي صلى الله عليه وسلم والمهاجرين فيما بعد.


3. الدروس المستفادة منه:


1- فضل السبق والتضحية: هؤلاء الصحابة كانوا من أوائل من آمنوا وهاجروا، وتحملوا المشاق في سبيل الله، مما يدل على فضل السبق والتضحية في الدعوة إلى الله.
2- التعاون في الدعوة: إرسال النبي صلى الله عليه وسلم لمصعب بن عمير إلى المدينة لتعليم أهلها الإسلام يدل على أهمية التعاون في نشر الدين وتعليم الناس.
3- التواضع ونبذ العصبية: ضمن المهاجرين الأوائل كان هناك الأغنياء مثل مصعب بن عمير، والفقراء مثل بلال، والأعاجم مثل بلال الحبشي، والأعمى مثل ابن أم مكتوم، مما يدل على أن الإسلام يساوي بين الناس ويقيم التقوى.
4- الصبر على الأذى: هؤلاء الصحابة عانوا من التعذيب في مكة، ثم هاجروا إلى المدينة، فكانت هجرتهم درسًا في الصبر والثبات على الدين.
5- أهمية التخطيط في الدعوة: اختيار النبي صلى الله عليه وسلم لمصعب بن عمير - وهو شاب مثقف وخلوق - ليكون سفيرًا للإسلام في المدينة، يدل على حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في اختيار الرجال المناسبين للمهمات المناسبة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- كانت هجرة هؤلاء الصحابة إلى المدينة تمهيدًا للهجرة النبوية الشريفة، حيث أصبحت المدينة دارًا للإسلام وانطلقت منها الدولة الإسلامية.
- مصعب بن عمير رضي الله عنه استشهد في غزوة أحد، وكان فقيرًا عند استشهاده حتى لم يوجد ما يكفن به إلا ثوب قصير، فكان مثالاً للتضحية والزهد في الدنيا.
- ابن أم مكتوم رضي الله عنه كان مؤذنًا للرسول صلى الله عليه وسلم، وقد نزلت فيه آيات من القرآن تقدّر مكانته، كما في قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ} [عبس: 1].
- عمار بن ياسر من أهل الجنة، وقد بشره النبي صلى الله عليه وسلم بها، وهو من الذين عُذّبوا في الله حتى قالوا كلمة الكفر تحت التعذيب، فنزلت فيه آية: {مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} [النحل: 106].
- بلال بن رباح رضي الله عنه كان أول مؤذن في الإسلام، وصوته الشجي في الأذان كان يثير شوق النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا حسن الاتباع لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المناقب (٣٩٢٤) عن أبي الوليد، حدثنا شعبة، قال: أنبانا أبو إسحاق، سمع البراء يقول: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 154 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أول من قدم علينا مصعب بن عمير وابن أم مكتوم

  • 📜 حديث: أول من قدم علينا مصعب بن عمير وابن أم مكتوم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أول من قدم علينا مصعب بن عمير وابن أم مكتوم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أول من قدم علينا مصعب بن عمير وابن أم مكتوم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أول من قدم علينا مصعب بن عمير وابن أم مكتوم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب