حديث: أحب الناس إلي أن أجاهدهم فيك من كذبوا رسول الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أن النبي ﷺ وأصحابه اضطروا للخروج من مكة

عن عائشة قالت: إن سعدًا قال: اللهم إنك تعلم أنه ليس أحد أحب إلي أن أجاهدهم فيك من قوم كذبوا رسول الله ﷺ، وأخرجوه. اللهم فإني أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم.

صحيح: رواه البخاري في مناقب الأنصار (٣٩٠١) عن زكريا بن يحيى، حدثنا ابن نُمير، قال
هشام: فأخبرني أبي، عن عائشة قال: فذكرته.

عن عائشة قالت: إن سعدًا قال: اللهم إنك تعلم أنه ليس أحد أحب إلي أن أجاهدهم فيك من قوم كذبوا رسول الله ﷺ، وأخرجوه. اللهم فإني أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فالحديث الذي طلبت شرحه هو حديث عظيم يُظهر مدى حب الصحابة رضي الله عنهم لله ورسوله، وغيرة أحد كبار الصحابة، سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، على حرمات الله ودينه. إليك الشرح الوافي لهذا الحديث:

نص الحديث:


عن عائشة رضي الله عنها قالت: إن سعدًا قال: "اللهم إنك تعلم أنه ليس أحد أحب إلي أن أجاهدهم فيك من قوم كذبوا رسول الله ﷺ، وأخرجوه. اللهم فإني أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم."

1. شرح المفردات:


● سعدًا: هو سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد السابقين الأولين إلى الإسلام.
● أجاهدهم فيك: أي أقاتلهم وأبذل جهدي في سبيلك ونصرة دينك.
● كذبوا رسول الله ﷺ: أي جحدوا رسالته وكذبوا ما جاء به من عند الله.
● أخرجوه: أي أخرجوه من مكة المكرمة، وهي مسقط رأسه وموطنه، بعد أن آذوه وأصحابه أشد الإيذاء.
● وضعت الحرب بيننا وبينهم: أي أوقفت القتال وأسكتت السيوف بعد أن انتهت فترة الصراع المسلح.

2. شرح الحديث:


يخبرنا هذا الحديث عن دعاء دعا به سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وهو من أشد الصحابة حماسة للإسلام وغيرة على رسول الله ﷺ. كان سعد رضي الله عنه يتوجه إلى الله تعالى بقلب مفعم بالإيمان، معترفًا بعلم الله الشامل، فيقول: "اللهم إنك تعلم" – وهذا توحيد وعظيم أدب مع الله، حيث يقر بأن الله يعلم سريرته ونيته.
ثم يبين سعد رضي الله عنه أن أعدى أعدائه وأحب الناس إليه أن يجاهدهم هم أولئك القوم الذين كذبوا رسول الله ﷺ وأخرجوه من مكة. وهنا نرى قمة الحب لله ورسوله؛ فعداوة سعد لهم ليست لأجل مصلحة شخصية، بل لأنهم عادوا الله ورسوله. وهذا من أعلى درجات الإيمان: أن تكون عداوتك وبغضك لله، وحبك وجهادك لله.
ثم يختم سعد دعاءه بقوله: "اللهم فإني أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم". وهذا تعبير عن رجائه ورغبته في أن تكون فترة القتال قد انتهت، وأن الله قد أراد لهذه الأمة السلام والاستقرار بعد جهاد طويل. وقوله "أظن" هنا لا يعني الشك، بل يعني الظن الراجح واليقين برحمة الله، كما في قوله تعالى: "الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ" (البقرة: 46)، أي يوقنون.

3. الدروس المستفادة منه:


● حب الله ورسوله فوق كل حب: يجب أن يكون حبنا لله ورسوله هو المحرك الأساسي لأفعالنا ومواقفنا، حتى في مشاعر البغض والعداوة.
● الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام: وكان سعد رضي الله عنه من المجاهدين الأوائل، وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله.
● الأدب مع الله في الدعاء: كما في قول سعد "اللهم إنك تعلم"، وهو أدب عظيم في مناجاة الله والاعتراف بعلمه الكامل.
● الرجاء في رحمة الله: حتى في أحلك الظروف، كان الصحابة يرجون رحمة الله ويوقنون بأن أمره نافذ.
● الغيرة على حرمات الله: فسعد رضي الله عنه يذكر سبب عداوته لهم، وهو تكذيبهم للرسول وإخراجهم له، مما يظهر غيرته على دين الله.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه هو عم رسول الله ﷺ (أخواله من بني زهرة)، وكان من أوائل المسلمين، وأحد الستة أهل الشورى الذين اختارهم عمر رضي الله عنه للخلافة من بعده.
- كان سعد رضي الله عنه قائد الجيش في معركة القادسية التي هزمت فيها الفرس، وكان له دور عظيم في فتح العراق.
- هذا الدعاء يدل على نقاء القلب وصفاء النية، حيث لم يرد سعد رضي الله عنه الانتقام لنفسه، بل غضبه لله وحده.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا حبه وحب رسوله، وأن يجعلنا من المجاهدين في سبيله بالقلب واللسان واليد. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في مناقب الأنصار (٣٩٠١) عن زكريا بن يحيى، حدثنا ابن نُمير، قال
هشام: فأخبرني أبي، عن عائشة قال: فذكرته.
وقال أبان بن يزيد: حدثنا هشام، عن أبيه، أخبرتْني عائشة: من قوم كذبوا نبيك، وأخرجوه من قريش.
وسعد: هو ابن معاذ الخزرجي، أصيب يوم الخندق في الأكحل. فضرب النبي ﷺ خيمة في المسجد ليعوده من قريب. إلا أن جرحه يغذو دمًا فمات فيها، كما ذكره البخاري (٤٦٣).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 161 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أحب الناس إلي أن أجاهدهم فيك من كذبوا رسول الله

  • 📜 حديث: أحب الناس إلي أن أجاهدهم فيك من كذبوا رسول الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أحب الناس إلي أن أجاهدهم فيك من كذبوا رسول الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أحب الناس إلي أن أجاهدهم فيك من كذبوا رسول الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أحب الناس إلي أن أجاهدهم فيك من كذبوا رسول الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب