حديث: عمر يقول لأقومن في أول مقام أقومه بالمدينة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
المدينة دار هجرة وسُنَّة
صحيح: رواه البخاري في مناقب الأنصار (٣٩٢٨) عن يحيى بن سليمان، حدثني ابن وهب، حدثنا مالك، وأخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله، أن ابن عباس أخبره، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه:
نص الحديث:
عن عبيد الله بن عبد الله أن ابن عباس أخبره، أن عبد الرحمن بن عوف رجع إلى أهله وهو بمنى، في آخر حجة حجها عمر، فوجدني، فقال عبد الرحمن: فقلت: يا أمير المؤمنين! إن الموسم يجمع رَعاع الناس، وغوغاءهم، وإني أرلى أن تُمهِل حتى تقدم المدينة، فإنها دار هجرة والسنة، وتَخلُصَ لأهل الفقه وأشراف الناس وذوي رأيهم. قال عمر: لأقومنّ في أول مقام أقومه بالمدينة.
1. شرح المفردات:
● الموسم: يقصد به موسم الحج، حيث يجتمع الناس من كل مكان.
● رَعاع الناس: هم العامة من الناس الذين قد لا يكون لديهم عمق في الفقه أو العلم.
● غوغاءهم: هم الأصوات المختلطة والضوضاء، ويقصد بهم الجمهور غير المنظم.
● تَمْهِل: تؤخر وتتريث.
● دار الهجرة والسنة: المدينة المنورة، فهي دار الهجرة النبوية ومكان تشريع许多 السنة النبوية.
● تَخْلُصَ: تنفرد وتتخصص، أي يكون الكلام لأهل العلم دون تشويش.
● لأقومنّ: قسم وتأكيد على العزم والنية للقيام بالعمل.
2. شرح الحديث:
يحدثنا هذا الحديث عن موقف حصل في آخر حجة حجها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في منى. فقد رجع عبد الرحمن بن عوف إلى أهله فوجد ابن عباس، فأخبره أنه نصح عمر بن الخطاب قائلاً: إن موسم الحج يجمع كل أنواع الناس، بما فيهم العامة والذين قد لا يكونون من أهل الفقه والرأي، وخشي أن يُتخذ قرار أو يُقال كلام في مثل هذا الجمع غير المتجانس قد يُفهم خطأ أو لا يُقدر حق قدره. لذلك اقترح عليه أن يؤخر أي بيان أو خطبة مهمة حتى يصل إلى المدينة المنورة، حيث يجتمع هناك أهل الفقه والعلم وأشراف الناس وأصحاب الرأي، فيكون الكلام في جو من الفهم والتقدير.
فأجابه عمر رضي الله عنه بقوله: "لأقومنّ في أول مقام أقومه بالمدينة"، أي أنه عزم على أن يفي بنصيحة عبد الرحمن بن عوف، وسيطرح ما يريد قوله في أول مناسبة في المدينة، حيث يكون الحضور من أهل العلم والرأي.
3. الدروس المستفادة:
● الحكمة في اختيار الوقت والمكان للموعظة والتوجيه: فليس كل جمع مناسبًا لكل كلام، بل ينبغي مراعاة طبيعة الحضور ومستوى فهمهم.
● قيمة المشورة وأخذ الرأي: فقد قبل عمر بن الخطاب، وهو خليفة، نصيحة عبد الرحمن بن عوف دون تردد أو استكبار.
● احترام أهل العلم والفقه: إدراك قيمة أن يكون الكلام في مسائل مهمة بين من يفهمها ويقدرها.
● العزم على فعل الصواب: استجابة عمر رضي الله عنه كانت سريعة وحاسمة، مما يدل على حرصه على الأخذ بالأفضل.
4. معلومات إضافية:
- هذا الحديث يظهر جزءًا من منهج عمر بن الخطاب في الحكم، حيث كان يشاور الصحابة ويأخذ برأيهم.
- المدينة المنورة كانت ولا تزال رمزًا للعلم والسنة، لذا كان اختيارها مقصودًا لخطب عمر.
- القصة تدل على فقه عبد الرحمن بن عوف وحكمته في تقدير المواقف.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا الفقه في الدين، والحكمة في القول والعمل. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وقوله: «لأقومن في أول مقام»: أي أقوم خطيبًا إذا رجعت إلى المدينة بدلا من منى.
وقوله: «دار الهجرة والسنة»: أي أن السنة مصدرها المدينة؛ لوجود أصحاب رسول الله ﷺ الذين هم عمدة، والناس عيال عليهم.
ثم هذا حديث مختصر لا يظهر منه معناه، وقد رواه البخاري في الاعتصام (٧٣٢٣) كاملا وهو: أن ابن عباس ﵄ قال: كنت أقرئ عبد الرحمن بن عوف، فلما كان آخر حجة حجها عمر، فقال عبد الرحمن بمنى: لو شهدتَ أمير المؤمنين أتاه رجل قال: إن فلانًا يقول: لو مات أمير المؤمنين لبايعنا فلانًا، فقال عمرت لأقومن العشية، فأحذّر هؤلاء الرهط الذين يريدون أن يغصبوهم، قلت: لا تفعل، فإن الموسم يجمع رعاع الناس، يغلبون على مجلسك، فأخاف أن لا يُنَزِّلوها على وجهها، فيُطِير بها كل مُطير، فأَمهِل حتى تقدم المدينة دار الهجرة ودار السنّة، فتخلُص بأصحاب رسول الله ﷺ من المهاجرين والأنصار، فيحفظوا مقالتك ويُنَزِّلوها على وجهها، فقال: والله! لأقومن به في أول مقام أقومه بالمدينة، قال ابن عباس: فقدمنا المدينة، فقال: إن الله بعث محمدًا ﷺ بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان فيمن أُنزل آيةُ الرجم.
رواه من وجه آخر عن معمر، عن الزهري، بإسناده وأخرجه في الحدود (٦٨٣٠) أطول منه من
وجه آخر عن ابن شهاب بإسناده، وفيه:
«فمن عقلها ووعاها فليحدث بها حيث انتهت به راحلته، ومن خشي أن لا يعقلها فلا أحل لأحد أن يكذب علي» ثم ذكر خطبة طويلة.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 158 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 133 عند سدرة المنتهى أُعطِي رسول الله ﷺ ثلاثًا
- 134 رفعت لي سدرة المنتهى في السماء السابعة
- 135 هل من رجل يحملني إلى قومه فإن قريشًا قد منعوني
- 136 من يؤويني؟ من ينصرني؟ حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة
- 137 يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا
- 138 يا أيها الناس إن هذا قد غوى فلا يغوينكم
- 139 قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا
- 140 يا بني إني رسول الله إليكم
- 141 رأيت رسول الله ﷺ في سوق ذي المجاز، وعليه حلة...
- 142 يوم بُعاث يومًا قدّمه الله لرسوله
- 143 أنا رسول الله أدعو إلى أن يعبدوا الله لا يشركوا...
- 144 لقاء النبي ﷺ مع نفر من الخزرج ودعوتهم إلى الإسلام
- 145 بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئًا ولا تسرقوا ولا...
- 146 من يؤويني من ينصرني حتى أبلغ رسالات ربي وله الجنة
- 147 شهد بي خالاي العقبة
- 148 تخلف كعب بن مالك عن النبي في غزوة تبوك
- 149 صلاة البراء بن معرور إلى الكعبة قبل القبلة
- 150 رأيت في رؤياي هذه أني هززت سيفا فانقطع صدره
- 151 دار هجرتكم ذات نخل بين لابتين
- 152 لن تخلّف فتعمل عملا تبتغي به وجه الله إلا زادت...
- 153 أريت دار هجرتكم سبخة ذات نخل بين لابتين
- 154 أول من قدم علينا مصعب بن عمير وابن أم مكتوم
- 155 قدم رسول الله ﷺ وفرح أهل المدينة
- 156 اللهم أجُرني في مصيبتي وأخلف لي خيرًا منها
- 157 اتّعد عمر وعياش وهشام للهجرة إلى المدينة
- 158 عمر يقول لأقومن في أول مقام أقومه بالمدينة
- 159 بعث النبي لأربعين سنة ومات وهو ابن ثلاث وستين
- 160 إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله
- 161 أحب الناس إلي أن أجاهدهم فيك من كذبوا رسول الله
- 162 قصة هجرة النبي مع أبي بكر
- 163 أبو بكر يحتمل ماله كله معه في الهجرة
- 164 ذات النطاقين
- 165 أول مولود في الإسلام وريقة النبي ﷺ في فيه
- 166 مكر المشركين بالنبي ﷺ في دار الندوة
- 167 ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما
- 168 نكبت إصبع رسول الله ﷺ في الغار
- 169 تشاورت قريش ليلة بمكة ليُثبتوا النبي بالوثاق
- 170 من هذا الرجل الذي بين يديك؟ هذا الرجل يهديني السبيل
- 171 من قتل محمدًا أو أسره فله دية
- 172 قصة سراقة بن مالك مع رسول الله ﷺ في الهجرة
- 173 دعا رسول الله ﷺ فساخت فرس سراقة
- 174 اشترى أبو بكر من عازب سرجًا بثلاثة عشر درهمًا
- 175 لما عطش النبي ﷺ حلبت له كثبة من لبن فشرب
- 176 راعي الغنم يحلب لبنًا لرسول الله ﷺ فيسقيه إياه.
- 177 هل عندك من لبن تسقينا
- 178 عناقًا حملت أول الشتاء وقد أخدجت وما بقي لها لبن
- 179 أم معبد تصف النبي ﷺ: ظاهر الوضاءة أبلج الوجه حسن...
- 180 خروج النبي ﷺ من الغار مهاجرًا مع أبي بكر
- 181 المسلمون يغدون كل غداة إلى الحرة ينتظرون رسول الله
- 182 اللهم اصرعه فصرعه الفرس
معلومات عن حديث: عمر يقول لأقومن في أول مقام أقومه بالمدينة
📜 حديث: عمر يقول لأقومن في أول مقام أقومه بالمدينة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: عمر يقول لأقومن في أول مقام أقومه بالمدينة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: عمر يقول لأقومن في أول مقام أقومه بالمدينة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: عمر يقول لأقومن في أول مقام أقومه بالمدينة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








