من كان له مال بخيبر فليلحق به فإني مخرج يهود

حديث: من كان له مال بخيبر فليلحق به فإني مخرج يهود

عن عبد الله بن عمر قال: خرجت أنا والزُّبير والمقداد بن الأسود إلى أموالنا بخيبر نتعاهدها، فلمّا قدمناها تفرقنا في أموالنا، قال: فعدي عليّ تحت الليل وأنا نائم على فراشي، ففدعت يداي من مرفقي، فلمّا أصبحت استصرخ عليَّ صاحباي، فأتياني فسألاني عمن صنع هذا بك؟ قلت: لا أدري قال: فأصلحا من يديَّ، ثمّ قدموا بي على عمر، فقال: هذا عمل يهود. ثمّ قام في الناس خطيبًا، فقال: أيها الناس! إن رسول الله ﷺ كان عامل يهود خيبر على أنا نخرجهم إذا شئنا، وقد عدوا على عبد الله بن عمر رضي الله عنه ففدعوا يديه كما بلغكم، مع عدوتهم على الأنصاري قبله، لا نشك أنهم أصحابهم، ليس لنا هناك عدو غيرهم فمن كان له مال بخيبر فليلحق به فإني مخرجٌ يهود، فأخرجَهم.

حسن: رواه أبو داود (٣٠٠٧) عن الإمام أحمد وهو في مسنده (٩٠) عن يعقوب بن إبراهيم حَدَّثَنَا أبي، عن ابن إسحاق، حَدَّثَنِي نافع مولى عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر فذكره واللّفظ لأحمد، وأمّا أبو داود فاختصره على قول عمر: أيها الناس! إن رسول الله ﷺ كان عامل يهود خيبر على أنا نخرجهم إذا شئنا، فمن كان له مال فليلحق به، فإني مخرج يهود فأخرجهم.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وفيه قصة عدوان يهود خيبر على الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، ودروس عظيمة في حماية المسلمين والقيام بواجب الولاية.
أولاً: شرح المفردات:
● خيبر: مدينة ذات واحات شمال المدينة المنورة، كانت موطناً لليهود.
● نتعاهدها: نتفحصها ونرعاها ونزورها للعناية بها.
● عدي علي: هجم عليّ وأغار.
● فدعت يداي: كسرت يداي أو خلعت من مفاصلهما.
● من مرفقي: من مفصل الكوع.
● استصرخ: استغاث وطلب النجدة.
● فأصلحا من يدي: عالجَا يدي وجبرَا كسرها.
● عمل يهود: فعل اليهود وجنايتهم.
● كان عامل يهود خيبر: كان قد صالحهم على أن يبقوا في أرض خيبر يعملون فيها ويأخذون نصف الثمار.
● فدعوا يديه: كسروا يديه.
● عدوتهم: عدوانهم وجرأتهم.
● فليلحق به: فليسرع إلى ماله فيها.
ثانياً: شرح الحديث:
يحدثنا الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه خرج هو وصاحباه الزبير بن العوام والمقداد بن الأسود رضي الله عنهم إلى أموالهم في خيبر ليتفقدوها ويرعوها. وعندما وصلوا، تفرق كل واحد إلى ماله. وفي الليل، بينما كان عبد الله نائماً على فراشه، هجم عليه بعض المعتدين فكسرا ذراعيه من المرفقين.
فلما أصبح، استغاث بصاحبيه فجاءا وسألاه عمن فعل به هذا، فأخبرهما أنه لا يعرف الفاعل. فعالجَا كسر يده، ثم ذهبوا به إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في المدينة. فلما رآه عمر واستمع إلى قصته، حكم مباشرة بأن الفاعلين هم يهود خيبر، مستنداً في ذلك إلى عدة قرائن:
1. سابقة عدوانهم حيث أنهم قد اعتدوا على أنصاري قبل هذه الحادثة.
2. عدم وجود عدو آخر في تلك المنطقة غيرهم.
لم يتردد عمر رضي الله عنه، فقام خطيباً في الناس معلناً قراره الحاسم: إخراج يهود خيبر منها، تنفيذاً لشرط صلح رسول الله ﷺ معهم الذي أعطى المسلمين الحق في إخراجهم متى شاءوا. ونادى على كل من له مال في خيبر أن يسرع إليه لأنه سيخرج اليهود، ثم نفذ ذلك وأخرجهم.
ثالثاً: الدروس المستفادة والعبر:
1- حكمة عمر وفراسته: حيث استطاع أن يحكم بأن الفاعلين هم اليهود من خلال القرائن والأحداث السابقة، دون تردد.
2- الحزم في مواجهة المعتدين: لم يقبل عمر بالتهاون مع المعتدين، بل اتخذ قراراً حاسماً يحمي به المجتمع المسلم.
3- تنفيذ شروط الصلح: حيث نفذ شرط رسول الله ﷺ في حق إخراج اليهود من خيبر عندما رأى المصلحة في ذلك.
4- العدل والمسؤولية: يظهر موقف عمر تحمله للمسؤولية الكاملة في حماية رعيته وأعراضهم وأنفسهم.
5- التضامن بين الصحابة: حيث قام الزبير والمقداد بمساعدة عبد الله بن عمر وعلاجه وإيصاله إلى الخليفة.
6- وجوب ردع المعتدين: وأن التسامح لا يعني التهاون مع من يعتدي على الدماء والأعراض.
رابعاً: معلومات إضافية:
- وقعت هذه الحادثة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
- خيبر كانت من أكبر معاقل اليهود في الجزيرة العربية، وفتحها رسول الله ﷺ في السنة السابعة للهجرة.
- الصلح الذي عقده النبي ﷺ مع يهود خيبر كان على أن يتركهم يعملون في الأرض مقابل نصف الثمار، وللمسلمين حق إخراجهم متى شاءوا.
- إخراج عمر ليهود خيبر كان تطهيراً لبلاد الحجاز من اليهود تنفيذاً لوصية رسول الله ﷺ: "أخرجوا المشركين من جزيرة العرب".
هذا والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٠٠٧) عن الإمام أحمد وهو في مسنده (٩٠) عن يعقوب بن إبراهيم حَدَّثَنَا أبي، عن ابن إسحاق، حَدَّثَنِي نافع مولى عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر فذكره واللّفظ لأحمد، وأمّا أبو داود فاختصره على قول عمر: أيها الناس! إن رسول الله ﷺ كان عامل يهود خيبر على أنا نخرجهم إذا شئنا، فمن كان له مال فليلحق به، فإني مخرج يهود فأخرجهم.
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق.
قال الواقدي: فلمّا كان عمر أخرج يهود خيبر وفدك، ولم يخرج أهل تيما ووادى القرى لأنها داخلتان في أرض الشام، ويرى أن ما دون وادي القرى إلى المدينة حجاز، وما وراء ذلك من الشام. مغازي الواقدي (٢/ ٧١٢).

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 549 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من كان له مال بخيبر فليلحق به فإني مخرج يهود

📜 حديث: من كان له مال بخيبر فليلحق به فإني مخرج يهود

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من كان له مال بخيبر فليلحق به فإني مخرج يهود

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من كان له مال بخيبر فليلحق به فإني مخرج يهود

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من كان له مال بخيبر فليلحق به فإني مخرج يهود

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية