حديث: رسول الله يقاتل أهل خيبر ويصالحهم على الجلاء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب للإمام عقد الصلح والأمان بالشروط التي يراها، وله إجلاء أهل الذمة إذا شعر بخطورتهم

عن ابن عمر أن رسول الله ﷺ قاتل أهل خيبر حتَّى ألجأهم إلى قصرهم، فغلب على الأرض والزرع والنخل، فصالحوه على أن يُجْلَوا منها، ولهم ما حملت ركابهم، ولرسول الله ﷺ الصفراء والبيضاء، ويخرجون منها، فاشترط عليهم ألا يكتموا ولا يغيبوا شيئًا، فإن فعلوا فلا ذمة لهم، فغيبوا مسكًا فيه مال وحلي لحيي بن أخطب كان احتمله معه إلى خيبر، حين أجليت النضير، فقال رسول الله ﷺ لعم حيي بن أخطب: «ما فعل مسك حيي الذي جاء به من النضير؟» قال: أذهبته النفقات والحروب، فقال: «العهد قريب، والمال أكثر من ذلك» فدفعه رسول الله ﷺ إلى الزُّبير، فمسه بعذاب، وقد كان قبل ذلك دخل خربة، فقال: قد رأيت حييا يطوف في خربة ها هنا. فذهبوا فطافوا، فوجدوا المسك في الخربة. فقتل رسول الله ﷺ ابني أبي الحقيق - وأحدهما زوج صفية بنت حيي بن أخطب وسبى رسول الله ﷺ نساءهم وذراريهم وقسم أموالهم للنكث الذي نكثوا، وأراد أن يجليهم منها، فقالوا: يا محمد! دعنا نكون في هذه الأرض نصلحها ونقوم عليها، ولم يكن لرسول الله ﷺ ولا لأصحابه غلمان يقومون عليها، فكانوا لا يتفرغون أن يقوموا، فأعطاهم خيبر على أن لهم الشطر من كل زرع ونخل وشيء ما بدا لرسول الله ﷺ.
وكان عبد الله بن رواحة يأتيهم كل عام فيخرصها، ثمّ يضمنهم الشطر، فشكوا إلى رسول الله ﷺ في عام شدة خرصه، وأرادوا أن يرشوه، فقال: يا أعداء الله! تطعموني السحت، ولقد جئتكم من عند أحب الناس إلي، ولأنتم أبغض إلي من عدتكم من القردة والخنازير، ولا يحملني بغضي إياكم وحبي إياه على أن لا أعدل عليكم، فقالوا: بهذا قامت السموات والأرض.
قال: ورأى رسول الله ﷺ بعيني صفية خضرة فقال: «ما هذه الخضرة بعينيك؟» قالت: كان رأسي في حجر ابن أبي حقيق وأنا نائمة فرأيت كأن قمرًا وقع في حجري فأخبرته بذلك فلطمني وقال: تمنين ملك يثرب؟ قالت: وكان رسول الله ﷺ من أبغض الناس إليّ قتل زوجي وأبي وأخي فما زال يعتذر إلي ويقول: «إنَّ أباك ألب عليّ العرب وفعل وفعل» حتَّى ذهب ذلك من نفسي. وكان رسول الله ﷺ يعطي كل امرأة من نسائه ثمانين وسقًا من تمر كل عام وعشرين وسقًا من شعير.
فلمّا كان زمن عمر بن الخطّاب، غشوا المسلمين، وألقوا ابن عمر من فوق بيت، فقال عمر بن الخطّاب: من كان له سهم من خيبر فليحضر حتَّى نقسمها بينهم، فقسمها عمر بينهم، فقال رئيسهم: لا تخرجنا دعنا نكون فيها كما أقرنا رسول الله ﷺ وأبو بكر، فقال عمر لرئيسهم: أتراه سقط عني قول رسول الله ﷺ لك: «كيف بك إذا أفضت بك راحلتك نحو الشام يومًا ثمّ يومًا» وقسمها عمر بين من كان شهد خيبر من أهل الحديبية.

صحيح: رواه أبو داود (٣٠٠٦) وصحّحه ابن حبَّان (٥١٩٩) والبيهقي في السنن (٩/ ١٣٧ - ١٣٨) ودلائل النبوة (٤/ ٢٢٩ - ٢٣١) من طرق عن حمّاد بن سلمة، عن عبيد الله بن عمر قال: أحسبه عن نافع، عن ابن عمر فذكره، ورواية أبي داود مختصرة.

عن ابن عمر أن رسول الله ﷺ قاتل أهل خيبر حتَّى ألجأهم إلى قصرهم، فغلب على الأرض والزرع والنخل، فصالحوه على أن يُجْلَوا منها، ولهم ما حملت ركابهم، ولرسول الله ﷺ الصفراء والبيضاء، ويخرجون منها، فاشترط عليهم ألا يكتموا ولا يغيبوا شيئًا، فإن فعلوا فلا ذمة لهم، فغيبوا مسكًا فيه مال وحلي لحيي بن أخطب كان احتمله معه إلى خيبر، حين أجليت النضير، فقال رسول الله ﷺ لعم حيي بن أخطب: «ما فعل مسك حيي الذي جاء به من النضير؟» قال: أذهبته النفقات والحروب، فقال: «العهد قريب، والمال أكثر من ذلك» فدفعه رسول الله ﷺ إلى الزُّبير، فمسه بعذاب، وقد كان قبل ذلك دخل خربة، فقال: قد رأيت حييا يطوف في خربة ها هنا. فذهبوا فطافوا، فوجدوا المسك في الخربة. فقتل رسول الله ﷺ ابني أبي الحقيق - وأحدهما زوج صفية بنت حيي بن أخطب وسبى رسول الله ﷺ نساءهم وذراريهم وقسم أموالهم للنكث الذي نكثوا، وأراد أن يجليهم منها، فقالوا: يا محمد! دعنا نكون في هذه الأرض نصلحها ونقوم عليها، ولم يكن لرسول الله ﷺ ولا لأصحابه غلمان يقومون عليها، فكانوا لا يتفرغون أن يقوموا، فأعطاهم خيبر على أن لهم الشطر من كل زرع ونخل وشيء ما بدا لرسول الله ﷺ.
وكان عبد الله بن رواحة يأتيهم كل عام فيخرصها، ثمّ يضمنهم الشطر، فشكوا إلى رسول الله ﷺ في عام شدة خرصه، وأرادوا أن يرشوه، فقال: يا أعداء الله! تطعموني السحت، ولقد جئتكم من عند أحب الناس إلي، ولأنتم أبغض إلي من عدتكم من القردة والخنازير، ولا يحملني بغضي إياكم وحبي إياه على أن لا أعدل عليكم، فقالوا: بهذا قامت السموات والأرض.
قال: ورأى رسول الله ﷺ بعيني صفية خضرة فقال: «ما هذه الخضرة بعينيك؟» قالت: كان رأسي في حجر ابن أبي حقيق وأنا نائمة فرأيت كأن قمرًا وقع في حجري فأخبرته بذلك فلطمني وقال: تمنين ملك يثرب؟ قالت: وكان رسول الله ﷺ من أبغض الناس إليّ قتل زوجي وأبي وأخي فما زال يعتذر إلي ويقول: «إنَّ أباك ألب عليّ العرب وفعل وفعل» حتَّى ذهب ذلك من نفسي. وكان رسول الله ﷺ يعطي كل امرأة من نسائه ثمانين وسقًا من تمر كل عام وعشرين وسقًا من شعير.
فلمّا كان زمن عمر بن الخطّاب، غشوا المسلمين، وألقوا ابن عمر من فوق بيت، فقال عمر بن الخطّاب: من كان له سهم من خيبر فليحضر حتَّى نقسمها بينهم، فقسمها عمر بينهم، فقال رئيسهم: لا تخرجنا دعنا نكون فيها كما أقرنا رسول الله ﷺ وأبو بكر، فقال عمر لرئيسهم: أتراه سقط عني قول رسول الله ﷺ لك: «كيف بك إذا أفضت بك راحلتك نحو الشام يومًا ثمّ يومًا» وقسمها عمر بين من كان شهد خيبر من أهل الحديبية.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الشريف الذي رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما حول فتح خيبر وما جرى فيه من أحداث، مع بيان الدروس والعبر المستفادة منه:

أولاً. شرح المفردات:


● ألجأهم إلى قصرهم: حصرهم وحاصرهم في حصنهم.
● الصفراء والبيضاء: الذهب والفضة.
● مسك: وعاء من جلد يوضع فيه المال والحلي.
● يخرصها: يقدر ثمار النخيل والزرع قبل جنيها لتحديد مقدار الزكاة أو النصيب.
● يرشوه: يقدموا له رشوة.
● السحت: المال الحرام.
● الوسق: مكيال يساوي ستين صاعًا.

ثانيًا. شرح الحديث:


1- فتح خيبر: بعد أن حاصر النبي ﷺ يهود خيبر، اضطروا إلى الاستسلام وطلب الصلح، فصالحهم النبي على أن يخرجوا من خيبر ويأخذوا ما تحمله ركائبهم من متاع، ويتركوا الذهب والفضة (الصفراء والبيضاء) لرسول الله ﷺ.
2- نقض العهد: اشترط عليهم النبي ألا يخفوا شيئًا من الأموال، لكنهم أخفوا مسكًا (وعاءً) فيه مال وحلي لحيي بن أخطب زعيم يهود بني النضير، وعندما سأل النبي ﷺ عم حيي عن هذا المال، أنكر وجوده، لكن النبي ﷺ علم بحقيقة الأمر وأمر بالبحث، فوجد المسك مخبأ في خربة.
3- العقوبة: بسبب نقض العهد وإخفاء المال، أمر النبي ﷺ بقتل رجلين من زعمائهم (ابني أبي الحقيق) وسبي النساء والذرية وتقسيم الأموال.
4- طلب البقاء في الأرض: طلب يهود خيبر من النبي ﷺ أن يبقيهم في الأرض ليعملوا فيها ويصلحوها، لأن المسلمين لم يكن لديهم خبرة كافية في الزراعة، فوافق النبي ﷺ على أن يعطيهم نصف المحصول.
5- عدالة عبد الله بن رواحة: كان عبد الله بن رواحة يذهب كل عام لتقدير المحصول (الخرص) لتحديد نصيب المسلمين، وعندما حاول اليهود رشوته، رفض وأعلن عدله وحبه لرسول الله ﷺ وكراهيته لهم، فاعترفوا بعدالته.
6- قصة صفية رضي الله عنها: كانت صفية بنت حيي بن أخطب تحت أسيرٍ من اليهود، ورأت في المنام أن قمرًا وقع في حجرها، ففسر زوجها ذلك بأنها تريد الزواج بملك يثرب (النبي ﷺ)، فلما قُتل زوجها وأسرت، تزوجها النبي ﷺ واعتذر لها عن قتل أبيها وزوجها بسبب خيانتهم ونقض العهد، فقبلت عذره ورضيت بالإسلام.
7- إجلاؤهم في عهد عمر: في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حاول يهود خيبر الغدر بالمسلمين وألقوا عبد الله بن عمر من فوق بيت، فقرر عمر إجلاءهم تطبيقًا لوصية النبي ﷺ، وقسم الأرض بين المسلمين.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- وجوف الوفاء بالعهد: نقض العهد له عواقب وخيمة، كما حدث ليهود خيبر.
2- العدل في المعاملة: حتى مع الأعداء، يجب أن يتحلى المسلم بالعدل، كما فعل عبد الله بن رواحة.
3- الحكمة في إدارة الأمور: قبول النبي ﷺ بقاء اليهود في الأرض للاستفادة من خبرتهم الزراعية يدل على الحكمة في إدارة الموارد.
4- العفو والتسامح: كما ظهر في معاملة النبي ﷺ لصفية رضي الله عنها، حيث اعتذر لها وشرح لها الموقف حتى رضيت.
5- التطبيق الدقيق للشريعة: عمر رضي الله عنه طبق أمر النبي ﷺ بإجلاء اليهود عندما ظهر غدرهم.

رابعًا. معلومات إضافية:


- خيبر كانت من أكبر قلاع اليهود في الجزيرة العربية، وفتحها كان نقطة تحول في تقوية المسلمين.
- قصة صفية رضي الله عنها show كيف يكون التعامل مع الأسرى بالحسنى والدعوة إلى الإسلام بالحكمة.
- تقسيم عمر رضي الله عنه لأرض خيبر بين المسلمين الذين شهدوا صلح الحديبية وفتح خيبر يدل على العدل في توزيع الغنائم.
هذا والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٠٠٦) وصحّحه ابن حبَّان (٥١٩٩) والبيهقي في السنن (٩/ ١٣٧ - ١٣٨) ودلائل النبوة (٤/ ٢٢٩ - ٢٣١) من طرق عن حمّاد بن سلمة، عن عبيد الله بن عمر قال: أحسبه عن نافع، عن ابن عمر فذكره، ورواية أبي داود مختصرة. وإسناده صحيح.
ورواه البخاريّ عقب (٢٧٣٠) عن حمّاد بن سلمة معلقًا، ولم يسق لفظه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 548 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رسول الله يقاتل أهل خيبر ويصالحهم على الجلاء

  • 📜 حديث: رسول الله يقاتل أهل خيبر ويصالحهم على الجلاء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رسول الله يقاتل أهل خيبر ويصالحهم على الجلاء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رسول الله يقاتل أهل خيبر ويصالحهم على الجلاء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رسول الله يقاتل أهل خيبر ويصالحهم على الجلاء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب