حديث: كتب حاطب بن أبي بلتعة كتابًا إلى أهل مكة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

إخبار حاطب بن أبي بلتعة أهل مكة بأمر رسول الله ﷺ -

عن عمر بن الخطاب: كتب حاطب بن أبي بلتعة كتابًا إلى أهل مكة، فأطلع الله عليه نبيه، فبعث عليًا والزبير في أثر الكتاب، فأدركا امرأة على بعير، فاستخرجاه من قرن من قرونها، على ما قال لهم نبي الله ﷺ، فأرسل إلى حاطب، فقال: «يا حاطب! أنت كتبت هذا الكتاب؟» قال: نعم يا رسول الله، قال: «ما حملك على ذلك؟» قال: أما والله إني لناصح لله ورسوله، ولكن كنت غريبًا في أهل مكة، وكان أهلي بين ظهرانيهم فخفت عليهم، فكتبت كتابًا لا يضر الله ورسوله شيئًا، وعسى أن تكون فيه منفعة لأهلي، فقال عمر: فاخترطت سيفي فقلت: يا رسول الله! مكني من حاطب فإنه قد كفر فأضرب عنقه، فقال رسول الله ﷺ: «يا ابن الخطاب! وما يدريك لعل الله اطلع على هذه العصابة من أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم».

حسن: رواه البزار - كشف الأستار (٢٦٩٥) والحاكم (٤/ ٧٧) كلاهما من حديث عمر بن
يونس بن القاسم اليمامي، ثنا عكرمة بن عمار، ثنا أبو زميل قال: قال ابن عباس، سمعت عمر بن الخطاب فذكره.

عن عمر بن الخطاب: كتب حاطب بن أبي بلتعة كتابًا إلى أهل مكة، فأطلع الله عليه نبيه، فبعث عليًا والزبير في أثر الكتاب، فأدركا امرأة على بعير، فاستخرجاه من قرن من قرونها، على ما قال لهم نبي الله ﷺ، فأرسل إلى حاطب، فقال: «يا حاطب! أنت كتبت هذا الكتاب؟» قال: نعم يا رسول الله، قال: «ما حملك على ذلك؟» قال: أما والله إني لناصح لله ورسوله، ولكن كنت غريبًا في أهل مكة، وكان أهلي بين ظهرانيهم فخفت عليهم، فكتبت كتابًا لا يضر الله ورسوله شيئًا، وعسى أن تكون فيه منفعة لأهلي، فقال عمر: فاخترطت سيفي فقلت: يا رسول الله! مكني من حاطب فإنه قد كفر فأضرب عنقه، فقال رسول الله ﷺ: «يا ابن الخطاب! وما يدريك لعل الله اطلع على هذه العصابة من أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه:

1. شرح المفردات:


● كتب حاطب بن أبي بلتعة كتابًا: أي أرسل رسالة سرية.
● فأطلع الله عليه نبيه: أي أوحى الله تعالى إلى نبيه بمضمون هذه الرسالة.
● من قرن من قرونها: القرْن هنا يعني ضفيرة من الشعر، حيث خبأت المرأة الرسالة في ضفيرتها.
● فاخترطت سيفي: أي سَللت سيفي استعدادًا لضربه.
● مكني من حاطب: أي ائذن لي في التعامل معه.
● لعَل الله اطلع على هذه العصابة: العصابة هنا الجماعة أو الفئة، والمقصود أهل بدر.

2. شرح الحديث:


يحدثنا هذا الحديث عن موقف مهم من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أن حاطب بن أبي بلتعة - وهو من الصحابة الكرام ومن أهل بدر - كتب رسالة سرية إلى كفار قريش في مكة يخبرهم فيها بتحركات الجيش الإسلامي استعدادًا لفتح مكة. فأوحى الله تعالى إلى نبيه صلى الله عليه وسلم بمضمون هذه الرسالة، فبعث النبي علي بن أبي طالب والزبير بن العوام ليعترضا حاملة الرسالة - وهي امرأة - ويستخرجوا الرسالة منها، وقد دَلَّهم النبي صلى الله عليه وسلم على مكان إخفائها (في ضفيرتها)، ففعلا ذلك وأتيا بالرسالة.
عندها استدعى النبي صلى الله عليه وسلم حاطبًا وسأله: «أنت كتبت هذا الكتاب؟» فأقر حاطب بذلك، وبرر فعله بأنه كان يخاف على أهله الذين كانوا still في مكة تحت سيطرة قريش، وأنه لم يقصد الضرر بالله ورسوله، بل كان يريد حماية أهله فقط.
وهنا غضب عمر بن الخطاب رضي الله عنه غضبًا شديدًا لِما رأى من خيانة عسكرية، فسَل سيفه وطلب من النبي صلى الله عليه وسلم الإذن بقتل حاطب، قائلاً: "إنه قد كفر". لكن النبي صلى الله عليه وسلم رد عليه برد عظيم، قائلاً: «يا ابن الخطاب! وما يدريك لعل الله اطلع على هذه العصابة من أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم».

3. الدروس المستفادة منه:


● عظم فضل أهل بدر: فقد غفر الله تعالى لهم ذنوبهم بسبب فضلهم وجهادهم في سبيله، وهذا يدل على مكانتهم العظيمة عند الله تعالى.
● الحكمة النبوية في التعامل مع الأخطاء: لم يبادر النبي صلى الله عليه وسلم إلى معاقبة حاطب، بل استمع إلى تبريره وحكم بحكمة بالغة.
● التمييز بين الكفر الأكبر والذنب دون الكفر: فعل حاطب كان ذنبًا كبيرًا، ولكنه لم يخرجه من الإسلام، كما بين النبي صلى الله عليه وسلم.
● التثبت وعدم التسرع في إصدار الأحكام: كما فعل عمر رضي الله عنه عندما استعجل في الحكم على حاطب بالكفر.
● مراعاة الظروف والتأويلات: قبل النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب في خوفه على أهله، مع أنه لم يوافق على الفعل.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه من المهاجرين وشهد بدرًا، واستمر على إسلامه حتى توفي في خلافة عمر.
- هذا الحديث يدل على أن الله تعالى قد يغفر للعبد ذنوبه بسبب عمل صالح سابق، كجهاد أهل بدر.
- يستفاد منه أيضًا أن الذنب وإن عظم قد لا يصل إلى حد الكفر، فلا يجوز التكفير بالمعصية ما دام صاحبها مقرًا بالإسلام.
- فيه دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتلقى الوحي بأمور خفية تتعلق بأمن الدولة الإسلامية.
نسأل الله تعالى أن يفقهنا في سنن نبيه، وأن يغفر لنا ذنوبنا كما غفر لأهل بدر، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزار - كشف الأستار (٢٦٩٥) والحاكم (٤/ ٧٧) كلاهما من حديث عمر بن
يونس بن القاسم اليمامي، ثنا عكرمة بن عمار، ثنا أبو زميل قال: قال ابن عباس، سمعت عمر بن الخطاب فذكره.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه هكذا.
إنما اتفقا على حديث عبد الله بن أبي رافع، عن علي بعثني رسول الله ﷺ وأبا مرثد والزبير إلى روضة بغير هذا اللفظ».
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل أبي زميل، وهو سماك بن الوليد الحنفي اليمامي فإنه من رجال مسلم، وهو حسن الحديث.
وقال الهيثمي في: المجمع (٩/ ٣٠٤): رواه أبو يعلى في الكبير والبزار، والطبراني في الأوسط باختصار، ورجالهم رجال الصحيح».
وقال البزار: قد وردت قصة حاطب من غير وجه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 634 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كتب حاطب بن أبي بلتعة كتابًا إلى أهل مكة

  • 📜 حديث: كتب حاطب بن أبي بلتعة كتابًا إلى أهل مكة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كتب حاطب بن أبي بلتعة كتابًا إلى أهل مكة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كتب حاطب بن أبي بلتعة كتابًا إلى أهل مكة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كتب حاطب بن أبي بلتعة كتابًا إلى أهل مكة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب