حديث: النبي ﷺ يطوف على بعير ويستلم الركن بمحجن
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب طواف النَّبِيّ ﷺ يوم الفتح
حسن: رواه أبو داود (١٨٧٨) من حديث محمد بن إسحاق وهو في سيرة ابن هشام (٢/ ٤١١) قال: حَدَّثَنِي محمد بن جعفر بن الزُّبير، عن عبد الله بن عبد الله بن أبي ثور، عن صفية بنت شيبة فذكرته.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فحديث صفية بنت شيبة رضي الله عنها الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، يحكي لنا مشهدًا عظيمًا من مشاهد الفتح الأعظم، فتح مكة، وهو مشهد طَواف النبي صلى الله عليه وسلم على بعيره يستلم الركن بمحجن. وإليك الشرح المفصل:
أولاً. شرح المفردات:
● اطمأن: سكن وهدأ بعد الشدة والقتال، أي بعد أن استتب له الأمر ودخل مكة منتصرًا.
● عام الفتح: هو فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة، وهو الفتح الأعظم الذي أعز الله به الإسلام وأهله.
● طاف: أدى مناسك الطواف حول الكعبة المشرفة.
● يستلم الركن: أي يلمس حجر الركن الأسود بيده أو بما في يده تكريمًا له، وهو سنة عند الطواف.
● بمحجن: والمحجن هو عصا معوجة الرأس (كالعكاز). كان يستخدمها لاستلام الحجر لأنه كان على بعير.
ثانيًا. شرح الحديث:
تصف لنا الصحابية الجليلة صفية بنت شيبة رضي الله عنها ما رأته بعينها في ذلك اليوم المشهود، يوم فتح مكة. فقد دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة منتصرًا متواضعًا لله شاكرًا لنعمته، وقد سكنت الحرب وهدأت النفوس.
ولم يكن طوافه صلى الله عليه وسلم مشياً على قدميه كما في حجة الوداع، بل كان على بعير، وذلك لأسباب حكيمة:
1- لإراحة الناس وإعلامهم بانتهاء القتال: فكان طوافه على بعير إعلانًا واضحًا أن الزمن قد تحول من زمن القتال والاستعداد له إلى زمن السلم والأمان والعبادة. فلو طاف ماشيًا لظن الناس أن الأمر لا يزال على حال الاستعداد، فجاء بهذه الهيئة ليطمئنهم.
2- للتيسير على الناس ورفع الحرج: فالناس كانوا معه في جيش عظيم، وطواف الجميع ماشين قد يشق عليهم، ففعله على بعير ليكون أسهل وأيسر، ويبيّن لهم الرخصة في الطواف راكبًا لمن يشق عليه المشي.
3- لإظهار التواضع لله تعالى: فدخل مكة منتصرًا وهو في ذروة قوته، فتواضع لله ولم يتكبر، فطاف على بعير وهو يستلم الركن بمحجنه.
وأما استلامه للركن بالمحجن (العصا) فهو من كمال أدبه صلى الله عليه وسلم وحكمته:
- لأنه كان على بعير مرتفع، فلم يستطع أن يصل إلى الحجر بيده مباشرة، فاستلمه بالمحجن تكريمًا للحجر وتحقيقًا للسنة.
- ثم إنه بعد أن استلم الحجر بالمحجن، قَبَّلَ المحجن، كما في رواية أخرى، وذلك إكرامًا لما مس الحجر، فبيّن بذلك كيفية استلام الحجر لمن كان راكبًا أو بعيدًا عنه.
ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:
1- التواضع في النصر: يعلّمنا النبي صلى الله عليه وسلم كيف يكون المؤمن عند النصر والتمكين، فلا يكون فيه كبر أو بطر، بل شكر لله وتواضع له ولخلقه. قال تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}.
2- التيسير على الأمة ورفع الحرج: من هديه صلى الله عليه وسلم التيسير وعدم التشديد على الناس، ومراعاة أحوالهم، فشرع لهم الرخصة في الطواف راكبين لمن يحتاج إلى ذلك.
3- الحكمة في التصرف: كان كل فعل من أفواله صلى الله عليه وسلم حكمة، فطوافه على بعير كان رسالة عملية للناس بأن الأمور قد استقرت وهدأت.
4- تعظيم شعائر الله: ومنها استلام الحجر الأسود وتقبيله، أو تقبيل ما مسه تكريمًا له، وهو من تعظيم شعائر الله التي قال عنها تعالى: {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}.
5- جواز الطواف على الراحلة: لمن عذر من مرض أو كبر سن أو مشقة، وهو قول جمهور العلماء.
رابعًا. معلومات إضافية:
● الركن الأسود: هو حجر من الجنة، نزل آدم عليه السلام من الجنة ومعه، وكان أبيض يتلألأ فسوّدته خطايا بني آدم، كما ورد في الأحاديث. وهو يمين الله في أرضه يصافح بها عباده.
- هذا الطواف كان طواف القدوم، لأنه أول ما فعله صلى الله عليه وسلم عند دخوله مكة.
- في هذا الموقف بيان كمال أدبه صلى الله عليه وسلم مع ربه، حيث بدأ بالطواف مباشرة عند دخوله مكة شكرًا لله على نعمة الفتح.
فالحمد لله الذي منّ علينا بهذا النبي الكريم الأسوة الحسنة، الذي ترى في كل حركاته وسكناته الحكمة والرحمة والتواضع لله رب العالمين.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق. واللّفظ لأبي داود، وهو مختصر، ولفظ ابن إسحاق في سيرة ابن هشام وهو الآتي:
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 656 من أصل 1279 حديثاً له شرح
- 631 أمركم رسول الله ﷺ بالجهاز
- 632 لعل الله اطلع على من شهد بدرا، قال: اعملوا ما...
- 633 يا حاطب أفعلت؟
- 634 كتب حاطب بن أبي بلتعة كتابًا إلى أهل مكة
- 635 من اطلع الله عليه من أهل بدر فقال اعملوا ما...
- 636 كتاب حاطب إلى كفار قريش
- 637 خروج النبي في رمضان إلى مكة مع عشرة آلاف
- 638 من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق بابه...
- 639 أمرنا رسول الله ﷺ بالفطر في السفر
- 640 خروج أبي سفيان لطلب خبر رسول الله ﷺ عام الفتح
- 641 المحيا محياكم، والممات مماتكم
- 642 قلتم: أما الرجل فقد أخذته رأفة بعشيرته ورغبة في قريته،...
- 643 من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق عليه...
- 644 ابن عباس: أبو سفيان وعبد الله بن أبي أمية يطلبان...
- 645 اهجوا قريشًا فإنه أشد عليها من رشق بالنبل
- 646 منزلنا إن شاء الله إذا فتح الله الخيف
- 647 لا يرث المؤمن الكافر ولا يرث الكافر المؤمن
- 648 دخل النبي ﷺ عام الفتح من كداء.
- 649 اقتلوه إن ابن خطل متعلق بأستار الكعبة
- 650 دخل النبي مكة يوم الفتح وعليه عمامة سوداء
- 651 عليه عمامة سوداء
- 652 دخل النبي مكة ولواؤه أبيض وعليه عمامة سوداء
- 653 رسول الله ﷺ يقرأ سورة الفتح ويرجع فيها
- 654 اليوم يوم يعظم الله فيه الكعبة
- 655 لما قدم رسول الله مكة كان قيس في مقدمته
- 656 النبي ﷺ يطوف على بعير ويستلم الركن بمحجن
- 657 رسول الله ﷺ يدخل الكعبة ويكسر حمامة العيدان
- 658 النبي ﷺ يطعن الأصنام حول الكعبة ويقول جاء الحق وزهق...
- 659 أمر النبي بإخراج الآلهة من البيت ودخل فكبر في نواحيه
- 660 الملائكة لا تدخل بيتًا فيه صورة
- 661 فأمر بها رسول الله ﷺ فكبّت كلها لوجوهها
- 662 لما كان يوم حنين التقى هوازن
- 663 المهاجرون والأنصار أولياء بعضهم لبعض إلى يوم القيامة
- 664 لا يقتل قرشي صبرًا بعد هذا اليوم
- 665 لا تغزى هذه بعد اليوم إلى يوم القيامة
- 666 لا حلف في الإسلام، وأيما حلف كان في الجاهلية لم...
- 667 يجير على المسلمين أدناهم، ويرد على المسلمين أقصاهم
- 668 كفوا السلاح إلا خزاعة عن بني بكر
- 669 لا إله إلا الله وحده نصر عبده وهزم الأحزاب وحده
- 670 إِنَّ مَكَّةَ حَرَّمَهَا اللَّهُ وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ
- 671 إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض
- 672 عنوان الحديث: إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليها...
- 673 بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام حرام
- 674 يؤمكم أكثركم قرآنًا
- 675 على الإسلام والجهاد والخير
- 676 النبي يبايع الناس على الإسلام والشهادة يوم الفتح
- 677 ما مسّ رسول الله ﷺ بيده امرأة قطّ
- 678 بيعة النساء
- 679 بيعة النساء على عدم الشرك والسرقة والزنا
- 680 لا يصافح النساء في البيعة
معلومات عن حديث: النبي ﷺ يطوف على بعير ويستلم الركن بمحجن
📜 حديث: النبي ﷺ يطوف على بعير ويستلم الركن بمحجن
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: النبي ﷺ يطوف على بعير ويستلم الركن بمحجن
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: النبي ﷺ يطوف على بعير ويستلم الركن بمحجن
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: النبي ﷺ يطوف على بعير ويستلم الركن بمحجن
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








