حديث: من اطلع الله عليه من أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

إخبار حاطب بن أبي بلتعة أهل مكة بأمر رسول الله ﷺ -

عن ابن عمر: أن رسول الله ﷺ أتي بحاطب بن أبي بلتعة، فقال له رسول الله ﷺ: «أنت كتبت هذا الكتاب؟» قال: نعم، أما والله، يا رسول الله! ما تغير الإيمان من قلبي، ولكن لم يكن رجل من قريش إلا وله جذم وأهل بيت يمنعون له أهله، وكتبت كتابًا رجوت أن يمنع الله بذلك أهلي، فقال عمر: ائذن لي فيه، قال: «أو كنت قاتله؟» قال: نعم، إن أذنت لي، قال: «وما يدريك، لعله قد اطلع الله إلى أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم».

حسن: رواه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه (٣٧٨٨٣) والإمام أحمد (٥٨٧٨) وأبو يعلى في مسنده (٥٥٢٢) كلهم عن أبي أسامة، أنا عمر بن حمزة، أخبرني سالم، أخبرني ابن عمر، أن رسول الله ﷺ فذكره.

عن ابن عمر: أن رسول الله ﷺ أتي بحاطب بن أبي بلتعة، فقال له رسول الله ﷺ: «أنت كتبت هذا الكتاب؟» قال: نعم، أما والله، يا رسول الله! ما تغير الإيمان من قلبي، ولكن لم يكن رجل من قريش إلا وله جذم وأهل بيت يمنعون له أهله، وكتبت كتابًا رجوت أن يمنع الله بذلك أهلي، فقال عمر: ائذن لي فيه، قال: «أو كنت قاتله؟» قال: نعم، إن أذنت لي، قال: «وما يدريك، لعله قد اطلع الله إلى أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه:

الحديث:


عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله ﷺ أُتِيَ بحاطب بن أبي بلتعة، فقال له رسول الله ﷺ: «أنت كتبت هذا الكتاب؟» قال: نعم، أما والله، يا رسول الله! ما تغير الإيمان من قلبي، ولكن لم يكن رجل من قريش إلا وله جذم وأهل بيت يمنعون له أهله، وكتبت كتابًا رجوت أن يمنع الله بذلك أهلي، فقال عمر: ائذن لي فيه، قال: «أو كنت قاتله؟» قال: نعم، إن أذنت لي، قال: «وما يدريك، لعله قد اطلع الله إلى أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم».


1. شرح المفردات:


● أُتِيَ به: جيء به مُقَيَّدًا أو مُحْتَبَسًا.
● حاطب بن أبي بلتعة: صحابي جليل من المهاجرين، وشهد بدرًا.
● جذم: أصل وعشيرة، أي قرابة ومنعة.
● ائذن لي فيه: اسمح لي بمعاقبته أو قتله.
● اطلع الله: نظر الله بعلمه ورحمته.


2. شرح الحديث:


قصة هذا الحديث وقعت قبيل فتح مكة، حيث أراد رسول الله ﷺ التجهيز للفتح، وكان يحرص على كتمان الخبر حتى يفاجئ قريشًا. لكن حاطبًا - رضي الله عنه - كتب كتابًا يخبر فيه قريشًا بنية المسلمين، وأعطاه لامرأة لتوصله إلى مكة. فأنزل الله تعالى على رسوله ﷺ بخبر هذا الكتاب، فأرسل النبي ﷺ عليًّا والزبير والمقداد ليعترضوا المرأة ويأخذوا الكتاب.
فلما أُحضِر حاطب، سأله النبي ﷺ: «أنت كتبت هذا الكتاب؟» فأقرّ حاطب بفعله، وبيَّن سبب ذلك بقوله: إنه لم يكن في قريش رجل إلا له عشيرة تمنع أهله، وأما هو فليس له في مكة من يمنع أهله، فكتب هذا الكتاب ليكون وسيلة لحماية أهله عند قريش.
وهنا غضب عمر بن الخطاب رضي الله عنه - لحساسية الموقف وخطورة الفعل - فطلب من النبي ﷺ الإذن بقتل حاطب؛ لأنه خان الله ورسوله والمؤمنين.
فرد عليه النبي ﷺ: «أو كنت قاتله؟» أي: هل أنت متأكد من أنك ستفعل ذلك لو أذنت لك؟ فأكد عمر ذلك.
فقال النبي ﷺ: «وما يدريك، لعله قد اطلع الله إلى أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم».


3. الدروس المستفادة:


● عظم فضل أهل بدر: فقد غفر الله لهم ما تقدّم من ذنوبهم، وهذا من فضل الله تعالى على المجاهدين في سبيله.
● الرحمة بالناس والعفو عند المقدرة: فقد عفا النبي ﷺ عن حاطب مع قدرته على معاقبته.
● حسن الظن بالمسلمين: خاصة من لهم سابقة في الخير والجهاد.
● التثبت وعدم الاستعجال في العقوبة: كما فعل النبي ﷺ مع عمر رضي الله عنه.
● جواز الاعتذار الصادق: فقد قبل النبي ﷺ عذر حاطب رغم خطورة فعله.
● الحرص على الأهل والذرية: لكن within حدود الشرع، وعدم الخيانة للدين.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على أن الله تعالى قد غفر لأهل بدر، وأن لهم منزلة عظيمة.
- استدل العلماء به على أن كبيرة الخيانة العظمى قد تُغتفر لسابق الفضل والتوبة.
- نزلت في شأن حاطب آية من القرآن: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} [الممتحنة: 1]، لكن الله عفا عنه بتوبته.
- توفي حاطب رضي الله عنه في المدينة سنة 30 هـ، وهو من السابقين إلى الإسلام.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه (٣٧٨٨٣) والإمام أحمد (٥٨٧٨) وأبو يعلى في مسنده (٥٥٢٢) كلهم عن أبي أسامة، أنا عمر بن حمزة، أخبرني سالم، أخبرني ابن عمر، أن رسول الله ﷺ فذكره.
وإسناده حسن من أجل الكلام في عمر بن حمزة بن عبد الله العمري غير أنه حسن الحديث وهو من رجال مسلم.
قال الهيثمي في المجمع (٩/ ٣٠٣): «رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه، ورجال أحمد رجال الصحيح».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 635 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من اطلع الله عليه من أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم

  • 📜 حديث: من اطلع الله عليه من أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من اطلع الله عليه من أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من اطلع الله عليه من أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من اطلع الله عليه من أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب