حديث: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق عليه بابه فهو آمن

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ترتيب وتحديد مواقع القواد وإسلام أبي سفيان بن حرب

عن ابن عباس أن رسول الله ﷺ عام الفتح جاءه العباس بن عبد المطلب بأبي سفيان بن حرب فأسلم بمر الظهران، فقال له العباس: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل يحب هذا الفخر فلو جعلت له شيئًا، قال: «نعم، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن».

حسن: رواه أبو داود (٣٠٢١) والبيهقي في الدلائل (٥/ ٣١) كلاهما من حديث محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس أن رسول الله ﷺ عام الفتح جاءه العباس بن عبد المطلب بأبي سفيان بن حرب فأسلم بمر الظهران، فقال له العباس: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل يحب هذا الفخر فلو جعلت له شيئًا، قال: «نعم، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث الفتح والعفو عند المقدرة، وقد رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام البخاري في صحيحه، وغيرهم.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● عام الفتح: يقصد به فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة.
● مر الظهران: مكان قريب من مكة، يُعرف الآن بـ "وادي فاطمة".
● أبو سفيان بن حرب: كان من زعماء قريش وأعداء الإسلام، وقائد المشركين في غزوة أحد.
● فأسلم: دخل في الإسلام ونطق بالشهادتين.
● يحب هذا الفخر: أي يحب أن يكون له مكانة ووجاهة بين الناس.
● من أغلق عليه بابه: أي من لَجَأ إلى بيته وأغلق بابه عليه.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحدثنا الحديث عن موقف كريم من النبي ﷺ عند فتح مكة، حيث جاءه العباس بن عبد المطلب -عم النبي وكان قد أسلم قبل ذلك- بأبي سفيان بن حرب، الذي كان زعيمًا كبيرًا من زعماء قريش، وكان من أشد الناس عداوة للإسلام والمسلمين، وقد حاربهم في بدر وأحد وغيرهما.
أسلم أبو سفيان في ذلك المكان (مر الظهران) أمام النبي ﷺ، ثم طلب منه العباس -حسَبًا لطبيعة أبي سفيان ومحبته للمكانة- أن يمنحه النبي ﷺ شيئًا يميزه به، فاستجاب النبي ﷺ لطلبه، وأعلن أمانًا خاصًا لأبي سفيان ولداره، فقال: «من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن».
وهذا القول منه ﷺ يحمل معنيين:
1. من دخل دار أبي سفيان خاصة فهو في أمان.
2. من أغلق بابه ولم يخرج للقتال فهو في أمان أيضًا، وهذا أمان عام لأهل مكة الذين لا يقاومون.

ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:


1- الرحمة والعفو عند المقدرة: لقد دخل النبي ﷺ مكة منتصرًا، وكان بإمكانه أن ينتقم من أبي سفيان ومن قريش كلها، لكنه عفا وصفح، وهذا من أخلاقه الكريمة ﷺ.
2- حسن التعامل مع新المسلمين: أبو سفيان كان من أعداء الإسلام، لكن النبي ﷺ قبل إسلامه ولم يعايره بماضيه، بل أكرمه ومنحه مكانة.
3- الحكمة في قيادة الناس: النبي ﷺ فهم طبيعة أبي سفيان (يحب الفخر) فاستعمل ذلك في ترغيبه في الإسلام وتثبيته عليه، وهذا من فقه الدعوة.
4- تكريم من له مكانة في قومه: أبو سفيان كان سيدًا في قريش، فإكرامه يؤثر في إسلام غيره من زعماء القبائل.
5- الأمان للمستسلمين: الحديث يرسخ مبدأً عظيمًا في الشريعة وهو منح الأمان لمن لا يقاتل، وهذا من رحمة الإسلام.

رابعًا. فوائد إضافية:


- هذا الموقف كان سببًا في تثبيت إسلام أبي سفيان، بل وأسلم بعده مباشرة زوجته هند بنت عتبة (التي كانت تأكل كبد حمزة في أحد)، وأسلموا جميعًا وحسن إسلامهم.
- قول النبي ﷺ: «من دخل دار أبي سفيان فهو آمن» لم يكن تفضيلًا له على غيره، بل حكمة دعوية، كما قال العلماء.
- هذا الحديث من دلائل نبوته ﷺ، حيث استطاع أن يحول عدواً لدودًا إلى مسلم مؤمن، بل وأصبح ولده معاوية بعد ذلك كاتب وحيه وخليفة للمسلمين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
*والله أعلم.*
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٠٢١) والبيهقي في الدلائل (٥/ ٣١) كلاهما من حديث محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس فذكره. وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق.
قال الواقدي: وعسكر رسول الله ﷺ ببئر أبي عنبة، وعقد الألوية والرايات، فكان في المهاجرين ثلاث رايات - راية مع الزبير، وراية مع علي، وراية مع سعد بن أبي وقاص.
وكان في الأوس بني عبد الأشهل راية مع أبي نائلة، وفي بني ظفر راية مع قتادة بن النعمان وفي بني حارثة راية مع أبي بردة بن نيار، وفي بني معاوية راية مع جبر بن عتيك، وفي بني خطمة راية مع أبي لبابة بن عبد المنذر، وفي بني أمية راية مع مبيّض، وفي بني ساعدة راية مع أبي أسيد الساعدي، وفي بني الحارث بن الخزرج راية مع عبد الله بن زيد، وفي بني سلمة راية مع قطبة بن
عامر بن حديدة، وفي بني مالك بن النجار راية مع عمارة بن حزم، وفي بني مازن راية مع سليط بن قيس، وفي بني دينار راية يحملها (بياض) مغازي الواقدي (٢/ ٨٠٠).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 643 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق عليه بابه فهو آمن

  • 📜 حديث: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق عليه بابه فهو آمن

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق عليه بابه فهو آمن

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق عليه بابه فهو آمن

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق عليه بابه فهو آمن

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب