حديث: لا يرث المؤمن الكافر ولا يرث الكافر المؤمن

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب نزول النَّبِيّ ﷺ في خيف بني كنانة يوم الفتح

عن أسامة بن زيد أنه قال زمن الفتح: يا رسول الله! أين ننزل غدًا؟ قال النَّبِيّ ﷺ: «وهل ترك لنا عقيل من منزل؟» ثمّ قال: «لا يرث المؤمن الكافر، ولا يرث الكافر المؤمن» قيل للزهري: من ورث أبا طالب؟ قال: ورثه عقيل وطالب.

متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤٢٨٣، ٤٢٨٢) ومسلم في الحجّ (٤٤٠: ١٣٥١) الجزء الأوّل - وأمّا الجزء الثاني ففي كتاب الفرائض (١: ١٦١٤) كلاهما من طريق الزّهري، عن عليّ بن حسين، عن عمرو بن عثمان، عن أسامة بن زيد قال: فذكره.

عن أسامة بن زيد أنه قال زمن الفتح: يا رسول الله! أين ننزل غدًا؟ قال النَّبِيّ ﷺ: «وهل ترك لنا عقيل من منزل؟» ثمّ قال: «لا يرث المؤمن الكافر، ولا يرث الكافر المؤمن» قيل للزهري: من ورث أبا طالب؟ قال: ورثه عقيل وطالب.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف:
الحديث: عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أنه قال زمن الفتح: يا رسول الله! أين ننزل غدًا؟ قال النَّبِيّ ﷺ: «وهل ترك لنا عقيل من منزل؟» ثمّ قال: «لا يرث المؤمن الكافر، ولا يرث الكافر المؤمن» قيل للزهري: من ورث أبا طالب؟ قال: ورثه عقيل وطالب.
[رواه البخاري في صحيحه]


1. شرح المفردات:


● زمن الفتح: أي فتح مكة المكرمة في السنة الثامنة للهجرة.
● عقيل: هو عقيل بن أبي طالب، أخو علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكان قد بقي على كفره حتى فتح مكة.
● منزل: بيت أو دار للسكنى.
● لا يرث المؤمن الكافر: أي لا يأخذ المؤمن ميراثًا من الكافر إذا مات.
● لا يرث الكافر المؤمن: والعكس كذلك، فلا يأخذ الكافر ميراثًا من المؤمن.
● الزهري: هو الإمام محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري، من كبار أئمة الحديث والتابعين.
● أبو طالب: عبد مناف بن عبد المطلب، عم النبي ﷺ وأبو علي رضي الله عنه، وقد مات على الكفر.


2. شرح الحديث:


السياق والمناسبة:
يقع هذا الحديث في سياق فتح مكة، حينما دخل النبي ﷺ منتصرًا، وسأله أسامة بن زيد رضي الله عنهما: "أين ننزل غدًا؟" وكان المقصود بيوت مكة وأماكن الإقامة فيها.
فأجابه النبي ﷺ بقوله: «وهل ترك لنا عقيل من منزل؟» وهذا كلام يحمل معنى التهكم والاستنكار، لأن عقيلًا بن أبي طالب -وكان لا يزال كافرًا آنذاك- قد استولى على بيوت بني هاشم، ومنها بيت النبي ﷺ، بعد هجرتهم إلى المدينة، ولم يترك لهم شيئًا.
ثم انتقل النبي ﷺ من هذه الواقعة إلى بيان حكم شرعي مهم، فقال: «لا يرث المؤمن الكافر، ولا يرث الكافر المؤمن». وهذا بيان أن الميراث لا يتوارث بين المختلفين في الدين، فالمؤمن لا يرث من الكافر، والكافر لا يرث من المؤمن.
سبب ذكر هذا الحكم:
لأن أبا طالب عم النبي ﷺ مات على الكفر، وكان له أولاد: علي بن أبي طالب (مؤمن)، وعقيل وطالب (كانا كافرين وقت وفاة والدهم). فلم يرث عليٌّ أبا طالب لأنه مؤمن وأبو طالب كافر، بينما ورثه عقيل وطالب لأنهما كانا كافرين مثله. وهذا ما أجاب به الإمام الزهري عندما سُئل: "من ورث أبا طالب؟" فقال: "ورثه عقيل وطالب".


3. الدروس المستفادة منه:


1- عدم توارث المسلم والكافر: هذا أصل عظيم في الشريعة الإسلامية، حيث يحرم تبادل الميراث بين المختلفين في الدين، وذلك صونًا لروابط العقيدة وتمييزًا لأهل الإيمان.
2- الحكمة من عدم التوارث: حتى لا يختلط الحق بالباطل، ولا ينتقل مال المسلم إلى من يحارب دين الله، أو العكس.
3- العدل الإلهي: فالشريعة تحفظ حقوق كل إنسان وفق عقيدته، فالكافر يرث من الكافر، والمسلم يرث من المسلم.
4- الربط بين الواقع والأحكام: النبي ﷺ استخدم موقفًا واقعيًا (استيلاء عقيل على البيوت) ليقرر حكمًا شرعيًا عامًا (عدم التوارث بين المختلفين في الدين).
5- حكمة النبي ﷺ في التعليم: حيث انتقل من حادثة خاصة إلى حكم عام يفيد الأمة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل في باب موانع الإرث، حيث أن اختلاف الدين مانع من موانع الميراث.
- أجمع العلماء على أن المسلم لا يرث الكافر، لكن اختلفوا في هل يرث الكافر المسلم؟ والراجح -وهو مذهب الجمهور- أن الكافر لا يرث المسلم، كما هو صريح الحديث.
- لو أسلم الورثة قبل قسمة الميراث، فإنهم يرثون؛ لأن الإسلام يزيل المانع.
- هذه القاعدة ("لا يرث المؤمن الكافر ولا الكافر المؤمن") من القواعد الكلية في الفقه الإسلامي.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا لطاعته، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المغازي (٤٢٨٣، ٤٢٨٢) ومسلم في الحجّ (٤٤٠: ١٣٥١) الجزء الأوّل - وأمّا الجزء الثاني ففي كتاب الفرائض (١: ١٦١٤) كلاهما من طريق الزّهري، عن عليّ بن حسين، عن عمرو بن عثمان، عن أسامة بن زيد قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 647 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يرث المؤمن الكافر ولا يرث الكافر المؤمن

  • 📜 حديث: لا يرث المؤمن الكافر ولا يرث الكافر المؤمن

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا يرث المؤمن الكافر ولا يرث الكافر المؤمن

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا يرث المؤمن الكافر ولا يرث الكافر المؤمن

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا يرث المؤمن الكافر ولا يرث الكافر المؤمن

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب