الجمل الذي أقر بالنبوة وشهد أن محمدًا رسول الله

حديث: الجمل الذي أقر بالنبوة وشهد أن محمدًا رسول الله

عن جابر بن عبد الله قال: أقبلنا مع رسول الله ﷺ من سفر، حتى إذا دفعنا إلى حائط من حيطان بني النجار، إذا فيه جمل لا يدخل الحائط أحد إلا شد عليه. قال: فذكروا ذلك للنبي ﷺ، فجاء حتى أتى الحائط، فدعا البعير، فجاء واضعًا مشفره إلى الأرض، حتى برك بين يديه. قال: فقال النبي ﷺ: «هاتوا خطامه» فخطمه ودفعه إلى صاحبه. قال: ثم التفت إلى الناس فقال: «إنه ليس شيء بين السماء والأرض، إلا يعلم أني رسول الله، إلا عاصي الجن والإنس».

حسن: رواه الإمام أحمد (١٤٣٣٣) وعبد بن حميد (١١٢٢) والدارمي (١٨) كلهم من طرق عن الأجلح، عن الذيال بن حرملة، عن جابر، فذكر مثله.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبيل، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث:

1. شرح المفردات:

● دفعنا: أقبلنا ودنونا.
● حائط: بستان فيه نخيل أو أشجار.
● بني النجار: قبيلة من الأنصار في المدينة المنورة.
● جمل / بعير: الحيوان المعروف، والبعير هو اسم للجمل.
● شَدَّ عليه: هاجم عليه وثب عليه بعنف.
● مشفره: طرف شفته العليا.
● برك: أناخ على ركبتيه كإشارة للخضوع.
● خطامه: الحبل الذي يقاد به البعير ويُربط من أنفه.
● خطمه: ربط الخطام في أنفه.
● عاصي الجن والإنس: المتمردون العصاة من نوعي الجن والإنس.

2. شرح الحديث:

يحدثنا الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن موقف عجيب حدث مع النبي ﷺ وأصحابه عند عودتهم من سفر. فبينما هم مارون ببستان لقبيلة بني النجار، وجدوا جملاً هائجًا شرسًا يهاجم كل من يدخل البستان، مما جعل الدخول إليه خطرًا.
عندما بلغ النبي ﷺ خبر هذا الجمل الهائج، توجه إلى مكانه. وهنا حدثت المعجزة:
● دعا النبي ﷺ البعير فاستجاب الحيوان لدعوته.
● جاء واضعًا مشفره إلى الأرض كعلامة على الخضوع والاستسلام التام.
● برك بين يديه ﷺ كإنسان مطيع يأتمر بأمر سيده.
ثم أمر النبي ﷺ بإحضار "الخطام" (الحبل) فربطه في أنف الجمل وسلمه لصاحبه، بعد أن كان جامحًا لا يُقترب منه.
وفي ختام هذه المعجزة الباهرة، الْتَفَتَ النبي ﷺ إلى الناس وقال قوله العظيم الذي هو مغزى الحديث وهدفه، مؤكدًا على حقيقة نبوته: أن كل مخلوق بين السماء والأرض يعلم ويشهد بأنه رسول الله حقًا، باستثناء العصاة المتمردين من الجن والإنس، الذين غطت معصيتهم على بصيرتهم فلم يؤمنوا.

3. الدروس المستفادة والعبر:

1- إثبات معجزات النبي ﷺ: هذه الحادثة من معجزاته ﷺ الحسية التي أيده الله بها، والتي تخاطب الفطرة وتظهر صدق نبوته. فانقياد الحيوان الجامح له هو أمر خارق للعادة.
2- عموم رسالته ﷺ: رسالته ﷺ شاملة لكل المخلوقات، فكما أن البشر مخاطبون بها، فإن الحيوانات والجمادات تشهد بصدقه، كما في هذا الحديث وغيره.
3- التواضع والشكر لله: بعد إظهار الله تعالى هذه المعجزة على يديه، لم يفتخر ﷺ بنفسه، بل نسب الفضل لله وأعلن حقيقة نبوته شاكرًا لله.
4- استثناء العصاة: بيان أن عدم إيمان الكفار والمنافقين ليس ناتجًا عن شك في صدقه، بل عن عصيان واستكبار في نفوسهم، كما قال تعالى: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا}.
5- رفق النبي ﷺ بالحيوان: في الحديث درس في الرحمة بالحيوان ومعاملته بالرفق، حيث اهتم ﷺ بإحضار خطامه وتسليمه لصاحبه ليعتني به.

4. معلومات إضافية:

● مصدر الحديث: رواه الإمام أحمد في مسنده، وقال عنه الشيخ الألباني: "إسناده صحيح".
- هذا الحديث من أدلة أهل السنة على كرامات الأولياء، فإذا كان هذا انقياد الحيوان للنبي ﷺ، فالله قادر على إظهار الكرامات على يد أوليائه الصالحين، ولكنها تكون بقدرة الله وفضله، وليست دليلاً على النبوة.
- يستدل به العلماء على أن الإيمان بالقدر لا ينافي العمل بالأسباب، فالنبي ﷺ أخذ بالسبب وهو ربط الخطام، مع توكله على الله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٤٣٣٣) وعبد بن حميد (١١٢٢) والدارمي (١٨) كلهم من طرق عن الأجلح، عن الذيال بن حرملة، عن جابر، فذكر مثله.
وإسناده حسن من أجل الذيال بن حرملة فإنه من رجال «التعجيل» روى عنه جمع، ووثّقه ابن حبان.
ورواه الطبراني في «الكبير» (١٢٧٤٤) والبيهقي في الدلائل (٦/ ٣٠) كلاهما من طريق أبي بكر بن عياش، عن الأجلح، عن ذيال بن حرملة، عن ابن عباس.
ولا يعرف لذيال بن حرملة رواية عن ابن عباس.
فالظاهر أن هذا من تخليط أبي بكر بن عياش، لأنه وصف بذلك في روايته عن غير أهل بلده وهو شامي، والذيال بن حرملة كوفي.
وأما النبوءات التي تتعلق بأشراط الساعة فهي مذكورة في موضعها.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1241 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الجمل الذي أقر بالنبوة وشهد أن محمدًا رسول الله

📜 حديث: الجمل الذي أقر بالنبوة وشهد أن محمدًا رسول الله

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الجمل الذي أقر بالنبوة وشهد أن محمدًا رسول الله

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الجمل الذي أقر بالنبوة وشهد أن محمدًا رسول الله

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الجمل الذي أقر بالنبوة وشهد أن محمدًا رسول الله

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية