حديث: لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن بالله الظن
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب أنّ العبد يُبعث على ما مات عليه
صحيح: رواه مسلم في كتاب صفة الجنّة والنار (٢٨٧٧) عن يحيى بن يحيى، أخبرنا يحيى بن زكريا، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يرزقنا وإياك حسن الظن به في الحياة وعند الممات.
هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، رواه الإمام مسلم في صحيحه، وسأشرحه لك على النحو التالي:
1. شرح المفردات:
● "لا يموتنَّ أحدكم": النون في "تموتنَّ" نون تأكيد ثقيلة، والنهي هنا للتحذير والترهيب من ترك هذا الأمر العظيم.
● "إلّا وهو": أداة استثناء تفيد الحصر، أي ليمتن كل واحد منكم وهو على هذه الحالة.
● "يُحسِنُ باللَّه الظَّنَّ": "يُحسِنُ الظن" يعني يظن بالله خيراً، ويتوقع منه الكرم والفضل والرحمة والمغفرة. وهو ضد سوء الظن، الذي هو الشك في فضل الله أو الخوف من عقوبته مع وجود أسباب الرحمة.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث، وهو في أيامه الأخيرة التي تخلو من الهوى وتكون موعظة بليغة، أن نحرص كل الحرص على أن تكون آخر حالنا في الدنيا وأول حالنا في الآخرة حال من أحسن الظن بربه. أي أن يعتقد المسلم عند موته أن الله تعالى سيرحمه وسيتجاوز عن سيئاته وسيقبل توبته، وأنه سبحانه أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.
وهذا لا يعني أن يتكل الإنسان على حسن الظن ويترك العمل الصالح ويتجرأ على المعاصي، بل هو ثمرة لإيمان صادق وعمل صالح وتوبة نصوح.
3. الدروس المستفادة منه:
● أهمية حسن الظن بالله: فهو من أعظم العبادات القلبية التي يجب أن يصاحبها العبد حتى آخر لحظة في حياته.
● الربط بين الحياة والموت: فحال الإنسان عند الموت هو نتاج لما قدمه في حياته. فمن أحسن العمل في صحته وقوته، يسر الله له حسن الخاتمة وحسن الظن بربه.
● التوجيه النبوي في الساعات الأخيرة: أن يكون هم المسلم وشغله الشاغل هو التوجه إلى الله والاستعداد للقائه بحسن الظن.
● أن سوء الظن بالله من كبائر الذنوب: لأن الذي يسئ الظن بربه كأنه يتهم الله بعدم الرحمة أو عدم الوفاء بوعده، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
● أن حسن الظن بالله يدعو إلى التفاؤل والأمل: ويبعد عن اليأس والقنوط، قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53].
4. معلومات إضافية مفيدة:
● حسن الظن لا ينافي الخوف: فالمؤمن يجمع بين الخوف من عقاب الله والرجاء لرحمة الله، كجناحي طائر. فهو يخاف من ذنوبه لكنه يرجو رحمة ربه وعفوه.
● كيف يحسن العبد الظن بربه؟: بأن يتذكر أسماء الله الحسنى وصفاته (الغفور، الرحيم، التواب، الكريم)، ويتذكر سعة رحمة الله التي وسعت كل شيء، وينظر إلى نصوص الوعد بالمغفرة والتوبة في القرآن والسنة.
● من أقوال السلف: قال بعض السلف: "إن الله تعالى عند ظن عبده به، فليظن به خيراً". وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول في مرض موته: "واجبلاه (أي واجبالي وأجراي) إن لم يرحمني ربي".
نسأل الله تعالى أن يختم لنا ولك بالحسنى، وأن يرزقنا حسن الظن به في كل أحوالنا.
والله أعلم.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 953 من أصل 1075 حديثاً له شرح
- 928 ما الصور؟ قرن ينفخ فيه
- 929 تحشرون حفاة عراة غرلا كما بدأنا أول خلق نعيده
- 930 معنى تحشرون حفاة عراة غرلا
- 931 يُحشر الناس على ثلاث طرائق
- 932 يُحشر الناس يوم القيامة عراة غرلا بهما
- 933 أليس الذي أمشاه على الرجلين قادرا على أن يمشيه على...
- 934 يُحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء
- 935 أخرج بعث جهنم من ذريتك: من كل مائة تسعة وتسعين
- 936 إنما ذلك العرض ولكنْ مَنْ نُوقش الحساب يهلك
- 937 معنى من نوقش الحساب هلك
- 938 هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر
- 939 هل تُضارُّون في رؤية الشمس والقمر يوم القيامة؟
- 940 قصة آخر رجل يدخل الجنة
- 941 يجمع الله الناس فيقوم المؤمنون حتى تزلف لهم الجنة
- 942 يخرج من النار من قال لا إله إلا الله
- 943 يكون الناس على الصراط
- 944 ثم يستجيز الناس، فناج مسلم، ومجروح به، ثم ناج ومحتبس...
- 945 فما تحفتهم حين يدخلون الجنة؟ قال: زيادة كبدِ النون
- 946 بعث ريحًا من اليمن ألين من الحرير
- 947 إرسال الريح الباردة من الشام لقبض المؤمنين
- 948 لا تقوم الساعة على أحد يقول: الله، الله
- 949 ما على الأرض من نفس منفوسة يأتي عليها مائة سنة
- 950 لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم
- 951 لا يأتي على الناس مائة سنة وعلى الأرض عين تطرف
- 952 إذا أنزل الله بقوم عذابًا أصاب العذاب من كان فيهم
- 953 لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن بالله الظن
- 954 يُبعثُ كلُّ عبد على ما مات عليه
- 955 من مات على مرتبة من هذه المراتب بُعث عليها
- 956 يُبعث كل عبد على ما مات عليه المؤمن على إيمانه...
- 957 تؤمن بالبعث وتؤمن بالقدر كله
- 958 لو أنفقت مثل أحد ذهبا في سبيل الله ما قبله...
- 959 لا يدخل الجنة عاق ولا مدمن خمر ولا مكذب بقدر
- 960 لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع
- 961 لا يؤمن المرء حتى يؤمن بالقدر خيره وشره
- 962 ما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه...
- 963 العين حق وإذا استُغسلْتُم فأغسلوا
- 964 العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين
- 965 ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك
- 966 خلق القلم اول ما خلق الله وامره بكتابة كل شيء
- 967 أول ما خلق الله تعالى القلم
- 968 أول من تكلم في القدر معبد الجهني
- 969 جاء مشركو قريش يخاصمون رسول الله في القدر
- 970 تضربون القرآن بعضه ببعض بهذا هلكت الأمم قبلكم
- 971 أخر الكلام في القدر لشرار هذه الأمة
- 972 يكون في أمّتي مَسْخٌ وخَسْف وقَذْف، وذلك في أهل القدر
- 973 إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً
- 974 الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من وعظ بغيره
- 975 إن الله وكل بالرحم ملكا يقول: يا رب نطفة، يا...
- 976 يدخل الملك على النطفة بعدما تستقر في الرحم بأربعين ليلة
- 977 النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة ثم يتصور عليها الملك
معلومات عن حديث: لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن بالله الظن
📜 حديث: لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن بالله الظن
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن بالله الظن
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن بالله الظن
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن بالله الظن
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








