حديث: أول ما خلق الله تعالى القلم
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب أنّ أوّل ما خلق اللَّهُ القلم وأمره أن يكتب مقادير كلِّ شيء حتّى تقوم السّاعة
حسن: رواه ابنُ أبي عاصم في: السنة (١٠٦) عن ابن المصفى، ثنا بقية، حدّثني أرطاة بن المنذر، عن مجاهد بن جبير، عن ابن عمر، فذكر مثله.
![عن ابن عمر، قال: سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول: «أوّل ما خلق اللَّهُ تعالى القلم، فأخذه بيمينه -وكلتا يديه يمين- قال: فكتب الدّنيا وما يكون فيها من عمل معمول بر أو فجور، رطب أو يابس، فأحصاه عنده في الذّكر، فقال: اقرأوا إن شئتم: ﴿هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [سورة الجاثية: ٢٩]، فهل تكون النّسخة إلّا من شيء قد فُرغ منه». عن ابن عمر، قال: سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول: «أوّل ما خلق اللَّهُ تعالى القلم، فأخذه بيمينه -وكلتا يديه يمين- قال: فكتب الدّنيا وما يكون فيها من عمل معمول بر أو فجور، رطب أو يابس، فأحصاه عنده في الذّكر، فقال: اقرأوا إن شئتم: ﴿هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [سورة الجاثية: ٢٩]، فهل تكون النّسخة إلّا من شيء قد فُرغ منه».](img/Hadith/hadith_990.png)
شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة:
الحديث:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول: «أوّل ما خلق اللَّهُ تعالى القلم، فأخذه بيمينه -وكلتا يديه يمين- قال: فكتب الدّنيا وما يكون فيها من عمل معمول بر أو فجور، رطب أو يابس، فأحصاه عنده في الذّكر، فقال: اقرأوا إن شئتم: ﴿هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [سورة الجاثية: ٢٩]، فهل تكون النّسخة إلّا من شيء قد فُرغ منه».
1. شرح المفردات:
● القلم: أداة الكتابة، وهو هنا قلم عظيم خلقه الله تعالى لكتابة مقادير الخلق.
● بيمينه: اليد اليمنى، واليمين تطلق على الجهة اليمنى، وتأتي بمعنى القوة والكمال.
● وكلتا يديه يمين: أي أن كلتا يديه جل وعلا يمين، لا شمال له، واليمين هنا تدل على الكمال والجلال، وليس كيد المخلوقين.
● رطب أو يابس: يشمل كل شيء، فـ"الرطب" ما كان حديثًا أو صغيرًا، و"اليابس" ما كان قديمًا أو كبيرًا، والمعنى: أنه كتب كل شيء كبيرًا كان أم صغيرًا.
● أحصاه عنده في الذكر: أي ضبطه وحفظه عنده في اللوح المحفوظ.
● يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ: يشهد عليكم بالحق ولا يظلم أحدًا.
● نَسْتَنْسِخُ: نكتب ونسجل.
● فُرغ منه: أي تم وانتهى كتابته.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أول ما خلقه الله تعالى هو القلم، فأمره أن يكتب مقادير الخلائق وما سيحدث في الدنيا إلى يوم القيامة، فكتب كل شيء: الخير والشر، البر والفجور، كبيرًا كان أم صغيرًا، ثم حفظ ذلك في اللوح المحفوظ. وهذا الكتاب هو الذي سيُعرض على الناس يوم القيامة، ويشهد عليهم بما عملوا، وهو نسخة مما كُتب سابقًا.
3. الدروس المستفادة منه:
● إثبات تقدير الله تعالى للأمور: فالله قد كتب مقادير الخلائق قبل خلقهم، وهذا من تمام علمه وقدرته.
● الإيمان بالقدر خيره وشره: من أركان الإيمان الستة الإيمان بالقدر، وأن كل شيء بقضاء الله وقدره.
● عظمة الله وكمال صفاته: قوله: "وكلتا يديه يمين" يدل على كمال صفات الله تعالى، وأنه لا يشبه خلقه، ويداه ليستا كأيدي المخلوقين.
● العدل الإلهي: أن الله قد كتب أعمال العباد، وسيحاسبهم عليها يوم القيامة بالعدل، كما في قوله تعالى: {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ}.
● الحث على العمل الصالح: إذا كان كل شيء مكتوبًا، فيجب على المسلم أن يجتهد في عمل الخير ويبتعد عن الشر، فإن ما كتبه الله لا يخرج عن علمه وحكمته.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح بشواهده.
- القلم هو أول المخلوقات كما في هذا الحديث، وهو قول جمهور أهل السنة.
- الكتابة في اللوح المحفوظ لا تنافي اختيار العبد وإرادته، فالله يعلم ما سيعمله العبد ويكتبه، والعبد يختار بعلم الله السابق.
- قوله: "فهل تكون النسخة إلا من شيء قد فرغ منه" يعني أن الكتاب الذي يُعرض يوم القيامة هو نسخة مما كُتب سابقًا في اللوح المحفوظ، وقد تمت كتابته وانتهى.
الخلاصة:
هذا الحديث العظيم يبين قدرة الله وعلمه الأزلي، وأنه قد كتب مقادير الخلائق قبل خلقهم، وأن كل شيء بقضائه وقدره، وهو حكمة منه وعدل، ويجب على المسلم أن يؤمن بذلك ويجتهد في عمل الصالحات.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ورواه الفريابي في: القدر (٤١٦)، وعنه الآجري في الشّريعة (٣٤٠)، وابن بطّة في: الإبانة (١٣٦٥)
من طريقين آخرين عن بقية بن الوليد، بإسناده، فذكر مثله.
وإسناده حسن من أجل الكلام في بقية إلّا أنّه حسن الحديث إذا صرَّح.
وأمّا ما رُوي عن أبي هريرة، قال: سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول: «أوّل شيء خلقه اللَّهُ عز وجل القلم، ثم خلق النّون -وهي الدّواة-، ثم قال له: أكتبْ، قال: وما أكتبُ. قال: اكتب ما يكون وما هو كائن من عمل، أو أثر، أو رزق، أو أجل. فكتب ما يكون وما هو كائن إلى يوم القيامة. فذلك قوله عز وجل ﴿ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ﴾ [سورة القلم: ١] ثم ختم على فِيّ القلم فلم ينطق، ولا ينطق إلى يوم القيامة، ثم خلق العقل فقال: وعزّتي لأكلمنَّك فيمن أحببت، ولأنقصنّك فيمن ابغضتُ» فهو ضعيف.
رواه الفريابيّ في القدر (١٨) عن أبي مروان هشام بن خالد الأزرق الدّمشقيّ، حدّثنا الحسن بن يحيى الخشنيّ، عن أبي عبد اللَّه مولى بني أميّة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.
ورواه الآجري في الشريعة (١٧٩، ٣٤٥) عن الفريابي.
ورواه ابن بطّة في الإبانة (١٣٦٤) من وجه آخر عن هشام بن خالد، بإسناده مثله.
وفيه الحسن بن يحيى الخشنيّ، قال فيه النسائيّ: ليس بثقة.
واختلف فيه قول ابن معين، فروى عنه ابن أبي مريم، قال: ثقة خراسانيّ، وروى عنه العباس الدوري فقال: شاميّ ليس بشيء، وقال ابن الجنيد عن يحيى: الحسن بن يحيى الخشنيّ، ومسلمة ابن علي الخشني ضعيفان ليسا بشيء، والحسن بن يحيى أحبُّهما إليَّ. وقال الدّارقطني: متروك.
وذكره ابن حبان في «المجروحين» فقال: «منكر الحديث جدًا، يروي عن الثقات ما لا أصل له، وعن المتقنين ما لا يتابع عليه، وكان رجلًا صالحًا يحدِّث من حفظه، كثير الوهم فيما يرويه حتى فحثتِ المناكير في أخباره، حتى يسبق إلى القلب أنّه كان المتعمِّد لها، فلذلك استحقّ التَّرك، وقد سمعت ابنَ جوصي يوثّقه».
وقال ابن عدي: وللحسن بن يحيى من الحديث جزء، أو أقل، ثناه محمد بن القزاز، عن هشام ابن خالد، عن الحسن بذلك الجزء، وما أظن أنّ له غير هؤلاء إلّا الحديث بعد الحديث، وأنكر ما رأيت له هذه الأحاديث التي أمليتها، وهو ممن تُحتمل روايته». انتهى»الكامل (٢/ ٧٣٦ - ٧٣٧).
قال الأعظمي: ولم يورد ابنُ عدي حديث أبي هريرة المذكور، وراويه هشام بن خالد عن الحسن بن يحيى كان له جزء، والحديث المذكور من هذا الجزء، وأكّد ابنُ عدي أنه ليس من مناكيره، فاللَّه تعالى أعلم من صحة هذا الحديث وعدمه، ولكن لو ذكره ذاكرٌ في الشّواهد فلا يلام عليه.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن أبي هريرة مرفوعًا: «سبق العلم، وجفَّ القلم، ومضى القضاء، وتمَّ القدر».
رواه البيهقيّ في القضاء والقدر (١/ ١٩٤) من طريق حسان بن حسان، حدّثنا إسماعيل بن
إبراهيم، عن ابن عون، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، فذكره.
قال البيهقيّ: «تفرّد به حسّان بن حسان، ومعناه موجود في الأحاديث الصّحيحة».
قال الأعظمي: حسان بن حسان هو الواسطيّ، قال الحافظ في «التقريب»: «ضعيف».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 967 من أصل 1075 حديثاً له شرح
- 942 يخرج من النار من قال لا إله إلا الله
- 943 يكون الناس على الصراط
- 944 ثم يستجيز الناس، فناج مسلم، ومجروح به، ثم ناج ومحتبس...
- 945 فما تحفتهم حين يدخلون الجنة؟ قال: زيادة كبدِ النون
- 946 بعث ريحًا من اليمن ألين من الحرير
- 947 إرسال الريح الباردة من الشام لقبض المؤمنين
- 948 لا تقوم الساعة على أحد يقول: الله، الله
- 949 ما على الأرض من نفس منفوسة يأتي عليها مائة سنة
- 950 لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم
- 951 لا يأتي على الناس مائة سنة وعلى الأرض عين تطرف
- 952 إذا أنزل الله بقوم عذابًا أصاب العذاب من كان فيهم
- 953 لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن بالله الظن
- 954 يُبعثُ كلُّ عبد على ما مات عليه
- 955 من مات على مرتبة من هذه المراتب بُعث عليها
- 956 يُبعث كل عبد على ما مات عليه المؤمن على إيمانه...
- 957 تؤمن بالبعث وتؤمن بالقدر كله
- 958 لو أنفقت مثل أحد ذهبا في سبيل الله ما قبله...
- 959 لا يدخل الجنة عاق ولا مدمن خمر ولا مكذب بقدر
- 960 لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع
- 961 لا يؤمن المرء حتى يؤمن بالقدر خيره وشره
- 962 ما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه...
- 963 العين حق وإذا استُغسلْتُم فأغسلوا
- 964 العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين
- 965 ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك
- 966 خلق القلم اول ما خلق الله وامره بكتابة كل شيء
- 967 أول ما خلق الله تعالى القلم
- 968 أول من تكلم في القدر معبد الجهني
- 969 جاء مشركو قريش يخاصمون رسول الله في القدر
- 970 تضربون القرآن بعضه ببعض بهذا هلكت الأمم قبلكم
- 971 أخر الكلام في القدر لشرار هذه الأمة
- 972 يكون في أمّتي مَسْخٌ وخَسْف وقَذْف، وذلك في أهل القدر
- 973 إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً
- 974 الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من وعظ بغيره
- 975 إن الله وكل بالرحم ملكا يقول: يا رب نطفة، يا...
- 976 يدخل الملك على النطفة بعدما تستقر في الرحم بأربعين ليلة
- 977 النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة ثم يتصور عليها الملك
- 978 إذا أراد الله أن يخلق النسمة قال ملك الأرحام أذكر...
- 979 إذا دخلت النطفة في الرحم أربعين ليلة أتى ملك النفس
- 980 الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من سعد في...
- 981 الشقي من شقي في بطن أمه
- 982 كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش، إن رحمتي غلبت...
- 983 كان الله ولم يكن شيء غيره
- 984 مقادير الخلائق مكتوبة قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة
- 985 آيتان ختم بهما سورة البقرة لا يقرآن في دار ثلاث...
- 986 أما أهل السعادة فيُيَسرون لعمل السعادة
- 987 أيعرف أهل الجنة من أهل النار؟
- 988 العمل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير
- 989 ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه أشيء قضي عليهم ومضى...
- 990 كل امرئ مهيأ لما خلق له
- 991 كل ميسر لما كتب له وعليه
معلومات عن حديث: أول ما خلق الله تعالى القلم
📜 حديث: أول ما خلق الله تعالى القلم
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أول ما خلق الله تعالى القلم
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أول ما خلق الله تعالى القلم
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أول ما خلق الله تعالى القلم
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








