إذا أنزل الله بقوم عذابًا أصاب العذاب من كان فيهم

حديث: إذا أنزل الله بقوم عذابًا أصاب العذاب من كان فيهم

عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إذا أنزل اللَّه بقوم عذابًا، أصاب العذاب من كان فيهم، ثم بُعثوا على أعمالهم».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الفتن (٧١٠٨)، ومسلم في صفة الجنّة والنار (٢٨٧٩) كلاهما
من حديث يونس، عن الزهريّ، أخبرني حمزة بن عبد اللَّه بن عمر، أنه سمع ابن عمر، فذكره، ولفظهما سواء.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث الذي ذكر حديث صحيح رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث التي تُعنى بقضاء الله وقدره، وعظم عدله تعالى.

شرح الحديث النبوي:

# أولاً. شرح المفردات:

● أنزل الله بقوم عذابًا: أي أرسل عليهم عقابًا وعذابًا بسبب كفرهم ومعاصيهم، كالريح، أو الصيحة، أو الخسف، أو الطوفان، وغير ذلك.
● أصاب العذاب من كان فيهم: شمل هذا العذاب كل من حضر ذلك المكان وكان موجودًا بين أولئك القوم.
● ثم بُعثوا: أي أُحيوا بعد الموت وحُشروا للحساب.
● على أعمالهم: أي حسب نياتهم وأعمالهم، فيُجازى المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته.

# ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى إذا أراد أن يعذب قومًا بسبب كفرهم وعصيانهم، فإن العذاب ينزل على جميع من في أرضهم، فيصيب الصالح والطالح، الكبير والصغير، ثم يبعثون بعد الموت فيحاسب كل إنسان حسب نيته وعمله، فيدخل المؤمنون الجنة، والكافرون النار.

# ثالثًا. الدروس المستفادة منه:

1- إثبات عدل الله المطلق: فالله تعالى لا يظلم أحدًا، فمن أصابه العذاب مع القوم الظالمين وكان صالحًا، فإن الله يبعثه ويحاسبه على نيته الصالحة وعمله، فيجازيه بالجنة، ولا يضيع أجر المحسنين.
2- الحكمة من إصابة الصالحين مع الطالحين: فيها اختبار للصابرين، ورفعٌ لدرجاتهم، وتكفير لسيئاتهم، كما أن في ذلك تسلية للصالحين إذا أصابهم ضرر بسبب معاصي غيرهم.
3- التحذير من مجالسة أهل المعاصي والإقامة بينهم: فإن العذاب إذا نزل لا يفرق بين صالح وطالح، فينبغي للمسلم أن يبتعد عن أماكن المعاصي وأهلها.
4- الإيمان بقضاء الله وقدره: فكل شيء بقدر الله، ولا يحدث في الكون إلا ما قدّره الله تعالى.
5- بيان أن النية والعمل هما ملاك الأمر: فالله يحاسب الناس على نياتهم وأعمالهم، لا على مجرد المصائب التي تحل بهم.

# رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث يدخل في "باب من أخذه العذاب بمكان غيره" كما ذكره البخاري في صحيحه.
- من الأمثلة على ذلك: قوم فرعون، حيث أهلك الله فرعون وجنوده، وأصاب العذاب من كان في أرضهم، ثم بُعثوا فدخل المؤمنون الجنة، والكافرون النار.
- يستفاد منه أيضًا: أن المصائب العامة التي تحل بالبلاد كالزلازل والفيضانات والأوبئة، يصاب فيها الصالح والطالح، ولكن الجزاء الأخروي يكون على حسب النية والعمل.
أسأل الله أن يحفظنا من عذابه، وأن يتوفانا على طاعته، وأن يبعثنا على أعمالنا الصالحة. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الفتن (٧١٠٨)، ومسلم في صفة الجنّة والنار (٢٨٧٩) كلاهما
من حديث يونس، عن الزهريّ، أخبرني حمزة بن عبد اللَّه بن عمر، أنه سمع ابن عمر، فذكره، ولفظهما سواء.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 952 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا أنزل الله بقوم عذابًا أصاب العذاب من كان فيهم

📜 حديث: إذا أنزل الله بقوم عذابًا أصاب العذاب من كان فيهم

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إذا أنزل الله بقوم عذابًا أصاب العذاب من كان فيهم

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إذا أنزل الله بقوم عذابًا أصاب العذاب من كان فيهم

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إذا أنزل الله بقوم عذابًا أصاب العذاب من كان فيهم

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية