حديث: من مات على مرتبة من هذه المراتب بُعث عليها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أنّ العبد يُبعث على ما مات عليه

عن فضالة بن عبيد، عن رسول اللَّه ﷺ قال: «من مات على مرتبة من هذه المراتب بُعث عليها». قال حيوة: يقول: رباط، حج، أو نحو ذلك.

صحيح: رواه الإمام أحمد (٢٣٩٤١) عن إبراهيم بن إسحاق، حدّثنا ابن المبارك (والحديث في كتاب الجهاد له: ١٧٣) عن حيوة بن شريح، قال: أخبرني أبو هانئ الخولانيّ، أنّ عمرو بن مالك الجَنْبيّ (بفتح الجيم وسكون النون) أخبره أنه سمع فضالة بن عبيد يحدِّث عن رسول اللَّه ﷺ، فذكره.

عن فضالة بن عبيد، عن رسول اللَّه ﷺ قال: «من مات على مرتبة من هذه المراتب بُعث عليها». قال حيوة: يقول: رباط، حج، أو نحو ذلك.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يرزقنا و إياكم العلم النافع والعمل الصالح، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين واجعلنا هداة مهتدين.
الحديث الذي طلبت شرحه هو حديث عظيم المعنى، جليل الفائدة، يرشدنا إلى أهمية الخاتمة والحال التي يموت عليها العبد.

تخريج الحديث ومصدره:


هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والطبراني في المعجم الكبير، وغيرهم. وقال عنه الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة": إسناده صحيح.

شرح المفردات:


● مات على مرتبة: أي توفي وهو مُواظبٌ على عمل صالح معين، أو في حالة عبادة معينة.
● المراتب: جمع مرتبة، وهي المنزلة والدرجة في الخير والطاعة. والمقصود هنا الأعمال الصالحة.
● بُعث عليها: أي يُحشر يوم القيامة وهو على تلك الحالة التي مات عليها من الخير والطاعة، مما يدل على كرامته عند الله وعلو منزلته.
وقول الراوي (حيوة) وهو حيوة بن شريح: "يقول: رباط، حج، أو نحو ذلك"، هذا من كلام حيوة شارحاً مراد الصحابي فضالة بن عبيد رضي الله عنه، وهو يوضح أمثلة لتلك "المراتب" التي قصدها النبي ﷺ، مثل:
● رباط: وهو المرابطة في ثغور المسلمين للدفاع عنهم وحماية دينهم.
● حج: أي الموت أثناء أداء فريضة الحج.
● أو نحو ذلك: مما يدخل في الأعمال الصالحة العظيمة، كالصيام، أو الصلاة، أو طلب العلم، أو الجهاد في سبيل الله.

المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث أن من يموت وهو ملازم لعمل صالح، أو في حالة طاعة لله تعالى، فإن الله تعالى يبعثه يوم القيامة على تلك الهيئة والحالة التي فارق الدنيا عليها. وهذا من فضل الله تعالى وكرمه، حيث يكرّم عبده بأن يظهر للناس جميعاً يوم القيامة وهو على صورة طاعته، مما يكون دليلاً على رضوان الله عليه وحسن خاتمته.

الدروس المستفادة والعبر:


1- أهمية حسن الخاتمة: الحديث يلفت الانتباه إلى نعمة عظيمة وهي أن يموت الإنسان على عمل صالح، فهذه علامة على القبول عند الله.
2- الحث على المداومة على الطاعات: ليس المقصود مجرد فعل الطاعة مرة واحدة، بل المداومة عليها والاستمرار فيها حتى الموت، فذلك هو طريق النجاة.
3- الارتباط بين العمل في الدنيا والجزاء في الآخرة: كما تعيش تموت، وكما تموت تُبعث. فحال الإنسان في الدنيا هو الذي يحدد حاله في الآخرة.
4- فضل الأعمال المذكورة: الحديث يعدّد أمثلة لأعمال جليلة كالرباط في سبيل الله والحج، مما يحث المسلم على الاجتهاد فيها.
5- طمأنينة القلب: هذا الحديث يبعث الطمأنينة في قلب المؤمن، bahwa الله لن يضيع أجر من أحسن عملاً، وسيكرمه بإظهار طاعته يوم القيامة.

معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدخل في باب "الخاتمة الحسنة" التي يسألها كل مؤمن ربه أن يختم له بها.
- من الأمثلة العملية على هذا المعنى: من يموت وهو صائم يُبعث صائماً، ومن يموت في صلاة الليل يُبعث مصلياً، ومن يموت في حِلٍّ من أمر الناس (غير مدين لأحد) يُبعث بريئاً.
- يستحب للمسلم أن يدعو الله تعالى دائماً أن يتوفاه على الإيمان والتقوى، وأن يختم له بخاتمة السعادة.
نسأل الله تعالى أن يتوفانا وهو راض عنا، وأن يبعثنا في زمرة عباده الصالحين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٣٩٤١) عن إبراهيم بن إسحاق، حدّثنا ابن المبارك (والحديث في كتاب الجهاد له: ١٧٣) عن حيوة بن شريح، قال: أخبرني أبو هانئ الخولانيّ، أنّ عمرو بن مالك الجَنْبيّ (بفتح الجيم وسكون النون) أخبره أنه سمع فضالة بن عبيد يحدِّث عن رسول اللَّه ﷺ، فذكره.
ورواه الإمام أحمد (٢٣٩٤٥)، والطبراني في الكبير (١٨/ ٣٠٥) كلاهما من حديث أبي عبد الرحمن المقرئ، حدّثنا حيوة، وابن لهيعة، قالا: أنبأنا أبو هانئ، أنّ أبا على الجنْبيّ حدّثه أنه سمع فضالة بن عبيد، فذكر مثله.
وصحّحه الحاكم في المستدرك (٢/ ١٤٤) بعد أن رواه من وجه آخر عن عبد اللَّه، قال: أخبرني حيوة بن شريح بإسناده مثله، وزاد فيه فضالة فقال: وسمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «كلّ ميت يُختم على عمله إلّا الذي مات مرابطًا في سبيل اللَّه ينمو له عملُه إلى يوم القيامة، ويؤمن من فتنة القبر». وقال: «صحيح على شرط الشّيخين».
وأما الهيثمي فأورده في المجمع (١/ ١١٣) ولكنه قصّر في العزو، فلم يعزُ إلى أحمد، وإنما عزاه إلى الطبراني في الكبير فقط وقال: «ورجاله ثقات في أحد السّندين».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 955 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من مات على مرتبة من هذه المراتب بُعث عليها

  • 📜 حديث: من مات على مرتبة من هذه المراتب بُعث عليها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من مات على مرتبة من هذه المراتب بُعث عليها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من مات على مرتبة من هذه المراتب بُعث عليها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من مات على مرتبة من هذه المراتب بُعث عليها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب