ما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه

حديث: ما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه

عن أبي الدّرداء، عن النّبيّ ﷺ قال: «لكلّ شيء حقيقة، وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه».

حسن: رواه الإمام أحمد (٢٧٤٩٠) عن هشيم، قال: حدّثنا أبو الرّبيع، عن يونس، عن أبي إدريس، عن أبي الدرداء، فذكر مثله.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الحديث:
عن أبي الدرداء رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«لِكُلِّ شَيْءٍ حَقِيقَةٌ، وَمَا بَلَغَ عَبْدٌ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ، وَمَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ».

1. شرح المفردات:

● حقيقة: أصل الشيء وكنهه الثابت الذي لا يتغير.
● بلغ عبد: وصل العبد وارتقى في درجة الإيمان.
● حقيقة الإيمان: أعلى مراتب الإيمان وأصدقها، وهي مرتبة اليقين والتصديق الجازم.
● ما أصابه: ما ناله من خير أو شر.
● لم يكن ليخطئه: لم يكن ليُفوِّته أو يجتنبه.
● ما أخطأه: ما فاته ولم يصبه.
● لم يكن ليصيبه: لم يكن ليحصل له.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن لكل شيء حقيقة وجوهرًا ثابتًا، وأن حقيقة الإيمان الكامل لا يبلغها العبد حتى يوقن بأن كل ما يصيبه في الدنيا من خير أو شر هو بقضاء الله وقدره، وأنه لا يمكن أن يفوته ما قدّر له، ولا يمكن أن يصيبه ما لم يُقدَّر له. وهذا اليقين يمنح القلب طمأنينة وسكينة، ويُزيل عنه الهم والحزن على ما فات أو ما قد يأتي.

3. الدروس المستفادة منه:

● الإيمان بالقدر خيره وشره: من أركان الإيمان الستة أن نؤمن بقضاء الله وقدره، وأن كل شيء في الكون يجري وفق علمه وإرادته.
● الرضا بقضاء الله: عندما يعلم العبد أن كل شيء بقدر، فإنه يرضى بما يصيبه ولا يتسخط أو يجزع.
● طمأنينة القلب: هذا اليقين يمنع القلق والخوف على المستقبل، أو الحزن على الماضي، لأن العبد يعلم أن كل شيء مقدور.
● التوكل على الله: مع بذل الأسباب المشروعة، فإن العبد يتوكل على الله حق توكله، لأنه يعلم أن النتائج بيد الله وحده.
● عدم الندم على ما فات: إذا فاته شيء يعلم أنه لم يكن مقدورًا له، فيسلم أمره لله.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث رواه الطبراني في "المعجم الكبير"، وابن أبي عاصم في "السنة"، وهو حسن لغيره.
- الإيمان بالقدر لا يعني ترك الأسباب، بل يجب على المسلم أن يأخذ بالأسباب ثم يتوكل على الله.
- من فوائد هذا الاعتقاد: أنه يمنع الحسد والطمع، لأن العبد يعلم أن الرزق مقسوم، وأن ما كتب له سيأتيه.
- هذا اليقين هو من أعلى مراحل الإيمان، وهو مرتبة "الإحسان" التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل.

أسأل الله أن يرزقنا حقيقة الإيمان، واليقين بقضائه وقدره، وأن يملأ قلوبنا طمأنينة برحمته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٧٤٩٠) عن هشيم، قال: حدّثنا أبو الرّبيع، عن يونس، عن أبي إدريس، عن أبي الدرداء، فذكر مثله.
ومن هذا الوجه رواه البيهقيّ في القضاء والقدر (٢/ ٤٣٠).
ورواه ابن أبي عاصم في السنة (٢٤٦) عن هشام بن عمّار، ثنا سليمان بن عتبة أبو الرّبيع، بإسناده مثله.
وإسناده حسن من أجل أبي الرّبيع فإنّه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
انظر حديث أبي الدّرداء: «كلّ ميسّرٌ لما خُلق له».
وقال الهيثمي في المجمع (٧/ ١٩٧): «رواه أحمد والطبراني، ورجاله ثقات».
قال الأعظمي: ورواه أيضًا البزّار -كشف الأستار (٣٣) - من وجه آخر عن يونس بن ميسرة بن حلبس، بإسناده مثله. ومن هذا الوجه أخرجه الفريابي في القدر (٢٠٠).
وقال البزّار: إسناده حسن
وفي الباب أيضًا عن خبّاب بن الأرتّ في حديث طويل، وفيه: «تعلم أنّ ما أصابك لم يكن ليُخطئك، وأنّ ما أخطأك لم يكن ليُصيبك».
رواه الطّبراني في: الكبير (٤/ ٩٣)، والبيهقيّ في القضاء والقدر (٢/ ٤٣١) كلاهما من حديث هشام بن عمّار، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا منير بن الزبير، أنه سمع عبادة بن نُسي، يحدّث ابن خبّاب بن الأرت، فذكر مثله.
وفي الإسناد منير بن الزبير الشّامي أبو ذر الأزديّ»ضعيف«كما في التّقريب.
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن عبد اللَّه بن مسعود مرفوعًا: «لا يذوق عبد طعم الإيمان حتى يعلم أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، ويؤمن بالقدر خيره وشره».
رواه البيهقيّ في القضاء والقدر (٢/ ٤٣٣)، وفيه عبد الأعلى وهو ابن أبي المساور الزّهريّ مولاهم»متروك«كذّبه ابن معين.
وفي الباب أيضًا عن جابر مرفوعًا: «لا يؤمنُ عبد حتّى يؤمن بالقدر خيره وشرّه، حتّى يعلم أنّ ما أصابه لم يكن ليُخطئه، وأنّ ما أخطأ لم يكن ليصيبه».
رواه التّرمذيّ (٢١٤٤) عن أبي الخطّاب زياد بن يحيى البصريّ، حدّثنا عبد اللَّه بن ميمون، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر، فذكر مثله.
قال الترمذيّ: هذا حديث غريب من حديث جابر، ولا نعرفه إلّا من حديث عبد اللَّه بن ميمون، وعبد اللَّه بن ميمون منكر الحديث».
قال الأعظمي: وهو كما قال، فإنّ عبد اللَّه بن ميمون هو القدّاح المخزوميّ، قال فيه البخاريّ: «ذاهب الحديث». وقال أبو حاتم: «لا يجوز الاحتجاج به». وقال الحافظ في التقريب: «منكر الحديث، متروك».
وكذلك لا يصح ما رُوي عن ابن عمر قال: قالت أمُّ سلمة: يا رسول اللَّه، لا يزال يُصيبُك في كلِّ عام وجعٌ من الشّاة المسمومة التي أكلتَ. قال: «ما أصابني شيء منها إلّا وهو مكتوب عليَّ وآدمُ في طينته».
رواه ابن ماجه (٣٥٤٦) عن يحيى بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصيّ، قال: حدّثنا بقية، قال: حدّثنا أبو بكر العنسيّ، عن يزيد بن أبي حبيب، ومحمد بن يزيد المصرييّن، قالا: حدّثنا نافع، عن ابن عمر، قال: فذكر مثله.
ورواه الفريابي في القدر (٤١٩)، واللالكائيّ في «أصول الاعتقاد» (١٠٩٨) من وجهين آخرين عن بقية بإسناده، مثله.
وإسناده ضعيف من أجل أبي بكر العنسيّ -بالنّون- فإنّه مجهول، وله أحاديث مناكير كما قال ابن عدي في «الكامل» ـ
ولكن قال الحافظ ابن حجر في «التقريب»: «وأنا أحسب أنه ابن أبي مريم».
قال الأعظمي: إن كان ابنُ أبي مريم وهو أبو بكر بن عبد اللَّه بن أبي مريم الغسّانيّ الشّاميّ فهو أضعف منه؛ تكلّم فيه الإمام أحمد وأبو داود. وقال أبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وغيرهم: ضعيف الحديث.
قال ابن حبان: «كان من خيار أهل الشّام، لكن كان رديء الحفظ، يحدّث بالشّيء فيهم، فكثر ذلك منه حتّى استحقّ التّرك».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 962 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه

📜 حديث: ما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية