حديث: أمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة واحدة في الجنة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضل جماعة الصحابة

عن معاوية بن أبي سفيان أنه قام فينا، فقال: ألا إن رسول الله ﷺ قام فينا فقال: «ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على اثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين، ثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة، وهي الجماعة». زاد ابن يحيى وعمرو في حديثيهما: «وإنه سيخرج في أمتي أقوام تجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب لصاحبه». وقال عمرو: «الكلب بصاحبه، لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله».

حسن: رواه أبو داود (٤٥٩٧)، وأحمد (١٦٩٣٧)، وابن أبي عاصم في السنة (٦٥)، والحاكم في المستدرك (١/ ١٢٨) كلهم من طريق صفوان بن عمرو، ثني أزهر بن عبد الله الهوزني، عن أبي عامر عبد الله بن لُحي، عن معاوية فذكره.

عن معاوية بن أبي سفيان أنه قام فينا، فقال: ألا إن رسول الله ﷺ قام فينا فقال: «ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على اثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين، ثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة، وهي الجماعة». زاد ابن يحيى وعمرو في حديثيهما: «وإنه سيخرج في أمتي أقوام تجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب لصاحبه». وقال عمرو: «الكلب بصاحبه، لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بالعلم النافع. هذا حديث عظيم من الأحاديث التي تُعرف بـ "أحاديث الافتراق"، وهي من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم التي تحذر الأمة من التفرق والاختلاف في أصول الدين.

أولاً. شرح المفردات:


● افترقوا: تفرقوا وتشتتوا.
● مِلّة: طريقة ودين، والمقصود هنا الطوائف والفرق المخالفة للحق.
● الجماعة: هنا لا يقصد بها مجرد الاجتماع البدني، بل الاجتماع على الحق الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهي جماعة المسلمين التي تتبع السنة وتجتمع عليها.
● تجارى بهم تلك الأهواء: تسري فيهم وتستولي عليهم الشهوات والبدع والآراء المخالفة للسنة، كما يستولي المرض على الجسد. والجارِي: هو الذي يجري ويستولي.
● كما يتجارى الكلب لصاحبه: تشبيه بشدة التعلق واللصوق، حيث يلتصق الكلب بصاحبه لا يفارقه. وفي رواية عمرو: الكلب بصاحبه أي ملتصقاً به.
● لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله: كناية عن شدة استيلاء ذلك الهوى (البدعة والضلال) على صاحبه، حتى يعم كل جوانب تفكيره وعمله، كما يستولي المرض على كل عرق ومفصل في الجسد.


ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بأمرين عظيمين:
1- خبر سابق: أن أهل الكتاب من اليهود والنصارى قد تفرقوا من قبل إلى 72 فرقة، كلها ضالة إلا واحدة.
2- نبأ مستقبلي: أن هذه الأمة (أمة الإسلام) ستفترق إلى 73 فرقة، كلها في النار إلا واحدة ناجية.
والفرقة الناجية هي التي وصَفها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "هي الجماعة". أي الجماعة التي تمسكت بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من الاعتقاد والعمل، ولم تنحرف عن سبيلهم. وهذا هو معنى "أهل السنة والجماعة".
ثم جاءت الزيادة في روايتي ابن يحيى وعمرو لتبين كيفية حصول هذا الافتراق، وهو باستيلاء الأهواء (البدع والآراء المخالفة للوحي) على تلك الفرق، حتى تصبح تلك البدع جزءاً لا يتجزأ من معتقدها وشخصيتها، كاستيلاء المرض على كل عضو في الجسد، أو كلصوق الكلب بصاحبه الذي لا يفارقه. وهذه صورة شديدة الوضوح لخطورة البدع وكيف تستحوذ على صاحبها.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- تحذير من التفرق: الحديث تحذير صريح من التفرق في الدين والاختلاف في أصول العقيدة، لأنه طريق إلى الضلال والنار.
2- وجوب لزوم الجماعة: الأمر بلزوم جماعة المسلمين التي تسير على منهج النبي صلى الله عليه وسلم وسلف الأمة الصالح، والتحذير من الخروج عنها.
3- بيان سبب الافتراق: وهو اتباع الأهواء والآراء المخالفة للكتاب والسنة، وإيثارها على النص الشرعي.
4- عاقبة الفرقة الناجية: النجاة من النار ودخول الجنة، وهذا أعظم حافز للتمسك بالسنة والجماعة.
5- خطورة البدع: التشبيه بالكلب والمرض الذي يدخل كل العروق والمفاصل يصور خطورة البدع وكيف أنها تفسد الدين كله، فليست قشوراً سطحية بل هي أمر ينخر في أساس الإيمان.
6- بشارة واطمئنان: الحديث في جوهره بشارة بأن الحق سيبقى ظاهراً لا يطفئه ضلال الضالين، وأن هناك طائفة منصورة على الحق إلى قيام الساعة.


رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه أبو داود في سننه، والترمذي، وابن ماجه، وأحمد في مسنده، وهو حسن.
- اختلف العلماء في تعيين هذه الفرق، وأشهر ما قيل أن المقصود الإخبار عن كثرة الفرق الضالة، وليس الحصر الحرفي للعدد (73)، فالعبرة بالمعنى لا بالعدد.
- الضابط الذي تعرف به الفرقة الناجية هو موافقتها لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الاعتقاد والأقوال والأعمال. فكل من تمسك بالسنة واجتمع عليها فهو منها.
- من أسماء الفرقة الناجية: أهل السنة والجماعة، الطائفة المنصورة، الفرقة الناجية.
نسأل الله تعالى أن يثبتنا على الحق، وأن يجعلنا من أهل السنة والجماعة، وأن يحشرنا في زمرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٥٩٧)، وأحمد (١٦٩٣٧)، وابن أبي عاصم في السنة (٦٥)، والحاكم في المستدرك (١/ ١٢٨) كلهم من طريق صفوان بن عمرو، ثني أزهر بن عبد الله الهوزني، عن أبي عامر عبد الله بن لُحي، عن معاوية فذكره.
أزهر بن عبد الله الهوزني: وثّقه العجلي، وابن حبان، وقال الذهبي في الميزان: تابعي حسن الحديث، وبنحوه حكم عليه ابن حجر، وباقي رجاله ثقات.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 12 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة واحدة في الجنة

  • 📜 حديث: أمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة واحدة في الجنة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة واحدة في الجنة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة واحدة في الجنة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة واحدة في الجنة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب