حديث: لئن كان قال ذلك لقد صدق

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب لقب أبي بكر بالصديق

عن عائشة، قالت: لما أسري بالنبي ﷺ إلى المسجد الأقصى أصبح يتحدث الناس بذلك، فارتد ناس ممن آمنوا به، وصدقوه، وسعوا بذلك إلى أبي بكر، فقالوا: هل لك إلى صاحبك يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس؟ قال: أو قال ذلك؟ قالوا: نعم. قال: لئن كان قال ذلك لقد صدق. قالوا: أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس، وجاء قبل أن يصبح؟ قال: نعم إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة؛ فلذلك سمي أبو بكر الصديق.

حسن: رواه الحاكم (٣/ ٦٢) ومن طريقه البيهقي في الدلائل (٢/ ٣٦٠ - ٣٦١) من طريق محمد ابن كثير الصنعاني قال: حدثنا معمر بن راشد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة فذكرته.

عن عائشة، قالت: لما أسري بالنبي ﷺ إلى المسجد الأقصى أصبح يتحدث الناس بذلك، فارتد ناس ممن آمنوا به، وصدقوه، وسعوا بذلك إلى أبي بكر، فقالوا: هل لك إلى صاحبك يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس؟ قال: أو قال ذلك؟ قالوا: نعم. قال: لئن كان قال ذلك لقد صدق. قالوا: أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس، وجاء قبل أن يصبح؟ قال: نعم إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة؛ فلذلك سمي أبو بكر الصديق.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث الإسراء والمعراج من أعظم آيات الله تعالى، وقد ورد في الصحيحين وغيرهما، وهذا الحديث الذي رواه الإمام أحمد وغيره عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها يبين موقف أبي بكر الصديق رضي الله عنه عند سماع خبر الإسراء، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بإذن الله.

أولاً. شرح المفردات:


● أُسري بالنبي ﷺ: أي سُير به ليلاً من مكة إلى المسجد الأقصى.
● المسجد الأقصى: هو المسجد الذي في بيت المقدس بفلسطين.
● ارتد ناس: أي ارتدوا عن الإسلام وكفروا بعد إيمانهم.
● سعوا بذلك: أي ذهبوا مسرعين إلى أبي بكر ليخبروه.
● غدوة أو روحة: الغدوة هي سير أول النهار، والروحة هي سير آخر النهار، والمقصود هنا خبر السماء الذي يأتي في أي وقت.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحدثنا هذا الحديث عن موقف بعد حادثة الإسراء والمعراج، حيث أسري بالنبي ﷺ ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وعاد في نفس الليلة. وعندما أخبر النبي ﷺ الناس بهذه المعجزة العظيمة، ارتد بعض من كانوا قد أظهروا الإسلام، لأنهم استبعدوا حدوث ذلك، وظنوه مستحيلاً.
هؤلاء المرتدون ذهبوا إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه – وكان من أصدق الناس إيماناً – وسألوه مستنكرين: "هل لك إلى صاحبك يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس؟"، فأجابهم أبو بكر بحكمة وثبات: "أو قال ذلك؟" أي: هل قال هذا حقاً؟ فلما أكدوا له ذلك، قال بدون تردد: "لئن كان قال ذلك لقد صدق".
ولم يكتفوا بهذا، بل استنكروا أكثر: "أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح؟"، فأجابهم أبو بكر رضي الله عنه بإيمان ثابت ويقين راسخ: "نعم إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة"، أي أني أصدقه في شيء أعظم من هذا، وهو الوحي الذي يأتيه من السماء في أي وقت.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- ثبات الإيمان واليقين: موقف أبي بكر رضي الله عنه يظهر قوة إيمانه ويقينه برسول الله ﷺ، حيث لم يتردد في تصديقه حتى في الأمور الخارقة للعادة.
2- الرد على الشبهات: يجب على المسلم أن يكون ثابتاً عند الشدائد، ويصدق بنبوة محمد ﷺ في كل ما جاء به.
3- فضل أبي بكر الصديق: من هنا حاز لقب "الصديق" لأنه صدق النبي ﷺ في حادثة الإسراء دون تردد، وكان سابقاً في تصديقه.
4- اختبار الإيمان: حادثة الإسراء كانت اختباراً للمؤمنين، فثبت من ثبت، وارتد من ارتد، وهذا من حكمة الله تعالى في تمييز الصادقين من المنافقين.
5- العبرة بالخوارق: معجزة الإسراء من آيات الله العظيمة، وهي تدل على قدرة الله تعالى وأنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.

رابعًا. معلومات إضافية:


- حادثة الإسراء والمعراج كانت قبل الهجرة، وفيها فرضت الصلوات الخمس.
- أبو بكر الصديق رضي الله عنه هو أفضل الصحابة وأول الخلفاء الراشدين، وكان يسمى "العتيق" و"الصديق" لصدقه وتصديقه النبي ﷺ دائماً.
- هذا الحديث يدل على أن أبا بكر رضي الله عنه كان يصدق النبي ﷺ في كل ما يخبر به، سواء كان في الأمور الغيبية أو غيرها.
نسأل الله تعالى أن يثبتنا على الإيمان، وأن يجعلنا من الصادقين المصدقين برسول الله ﷺ في كل ما جاء به. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الحاكم (٣/ ٦٢) ومن طريقه البيهقي في الدلائل (٢/ ٣٦٠ - ٣٦١) من طريق محمد ابن كثير الصنعاني قال: حدثنا معمر بن راشد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة فذكرته.
قال الحاكم: صحيح الإسناد.
وإسناده حسن من أجل الكلام في محمد بن كثير الصنعاني، والخلاصة أنه حسن الحديث في الشواهد.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 23 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لئن كان قال ذلك لقد صدق

  • 📜 حديث: لئن كان قال ذلك لقد صدق

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لئن كان قال ذلك لقد صدق

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لئن كان قال ذلك لقد صدق

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لئن كان قال ذلك لقد صدق

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب