ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد

حديث: ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد

عن عبد الله بن عمر أنه كان يقول: ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد حتى نزل في القرآن: ﴿ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ﴾ [الأحزاب: ٥].

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٧٨٢)، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٢٥ - ٦٢) كلاهما من طريق موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن هذا الحديث الذي رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما له قصة عظيمة ودروس مهمة، وإليك الشرح الوافي له:

نص الحديث:

روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: "مَا كُنَّا نَدْعُو زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ إِلَّا زَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ حَتَّى نَزَلَ فِي الْقُرْآنِ: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ}".

1. شرح المفردات:

● "ما كنا ندعو": أي كنا ننادي ونسمي.
● "زيد بن حارثة": هو زيد بن حارثة الكلبي، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قد تبناه قبل الإسلام.
● "إلا زيد بن محمد": أي كنا ننسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنقول: "زيد بن محمد".
● "حتى نزل في القرآن": إلى أن جاء الحكم في القرآن الكريم.
● "ادعوهم لآبائهم": انسبوهم إلى آبائهم الحقيقيين.
● "هو أقسط عند الله": ذلك أعدل وأحكم عند الله.

2. شرح الحديث:

كان زيد بن حارثة رضي الله عنه قد وقع في الأسر وهو صغير، فاشترته السيدة خديجة رضي الله عنها ثم وهبته للنبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، فأعتقه النبي وتبناه، وصار يعرف بين الناس بـ "زيد بن محمد" نسبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وكانت عادة العرب في الجاهلية إذا تبنوا شخصًا أن ينسبوه إليهم ويورثونه كما يورثون أبناءهم، فلما جاء الإسلام أقرهم النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك في البداية.
ثم نزلت الآية الكريمة من سورة الأحزاب: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} [الأحزاب: 5]، فأمر الله تعالى برد النسب إلى آبائه الحقيقيين، ونهى عن التبني بهذه الصورة التي كانت في الجاهلية.
فصار الصحابة بعد نزول هذه الآية ينادون زيدًا بـ "زيد بن حارثة" بدلاً من "زيد بن محمد"، امتثالاً لأمر الله تعالى.

3. الدروس المستفادة منه:

1- وجوب نسبة الإنسان إلى أبيه الحقيقي: فلا يجوز نسبته إلى غير أبيه، وهذا من العدل الذي أمر الله به.
2- التحريم القاطع للتبني على الطريقة الجاهلية: حيث كان التبني يجعل الابن بالتبني كالابن الحقيقي في النسب والميراث وغير ذلك.
3- سرعة استجابة الصحابة لأمر الله تعالى: حيث تركوا ما ألفوه من نداء زيد بـ "ابن محمد" بمجرد نزول الآية.
4- عظمة الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم: حيث لم يعد يجوز بعد نزول الآية أن ينسب أحد إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلا أولاده الحقيقيون.
5- بيان نسخ بعض الأحكام الشرعية: فقد كان التبني جائزًا في أول الإسلام ثم نسخ بنزول هذه الآية.

4. معلومات إضافية مفيدة:

● سبب النزول: نزلت هذه الآية في زيد بن حارثة خاصة، ثم أصبحت حكمًا عامًا لكل من تبنى أحدًا.
● مكانة زيد بن حارثة: هو أول من أسلم من الموالي، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه كثيرًا، حتى تزوج ابنة عمته زينب بنت جحش بعد طلاقه منها.
● الحكمة من التحريم: حفظ الأنساب من الاختلاط، وصيانة الحقوق المترتبة على النسب الحقيقي.
● الفرق بين التبني والكفالة: الإسلام لم يمنع كفالة اليتيم والاعتناء به، لكنه منع نسبته إلى غير أبيه.

فهذا الحديث العظيم يظهر لنا كيف كان الصحابة رضي الله عنهم يمتثلون لأمر الله تعالى فور نزوله، وكيف صحح الإسلام许多 العادات الجاهلية التي تخالف الفطرة والعدل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٧٨٢)، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٢٥ - ٦٢) كلاهما من طريق موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 397 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد

📜 حديث: ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية