حديث: إن تطعنوا في إمارة أسامة فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء أن زيد بن حارثة من أحب الناس إلى النبي ﷺ -
متفق عليه: رواه البخاري في فضائل الصحابة (٣٧٣٠) ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٢٦ - ٦٣) كلاهما من طريق عبد الله بن دينار، أنه سمع ابن عمر يقول: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: بَعَثَ النبيُّ ﷺ بَعْثًا، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَطَعَنَ بَعْضُ النَّاسِ فِي إِمَارَتِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِنْ تَطْعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ فَقَدْ كُنْتُمْ تَطْعَنُونَ فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلُ، وَأَيْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ لَخَلِيقًا لِلْإِمَارَةِ، وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَإِنَّ هَذَا لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ».
رواه البخاري في صحيحه.
1. شرح المفردات:
* بَعَثَ: أرسل غزاة أو سرية.
* بَعْثًا: جماعة من الجيش يُبعثون في مهمة قتالية.
* أمَّرَ عَلَيْهِمْ: جعله أميرًا وقائدًا عليهم.
* أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ: هو أسامة بن زيد بن حارثة، حِبُّ رسول الله ﷺ وابن حِبِّه.
* فَطَعَنَ بَعْضُ النَّاسِ: اعترض بعض الناس وانتقدوا.
* خَلِيقًا: جديرًا، أهلًا، مستحقًا.
* وَأَيْمُ اللَّهِ: قَسَمٌ بمعنى (وحياة الله) أو (والله).
* مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ: من أكثر الناس محبةً في قلبي.
2. شرح الحديث:
يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي ﷺ جهز سرية عسكرية (جيشًا صغيرًا) وأمر على قيادتها أسامة بن زيد رضي الله عنه، الذي كان شابًا يافعًا لم يتجاوز الثامنة عشرة أو التاسعة عشرة من عمره.
فوقع في نفوس بعض الناس – وهم كبار الصحابة من المهاجرين والأنصار – استنكارٌ لهذا التولية، لا لأنهم يشكّون في كفاءة أسامة أو أهليته، ولكن لصغر سنه ووجود من هو أكبر منه سنًا وأقدم إسلامًا، فاعترضوا على ذلك.
فلما بلغ النبي ﷺ خبر اعتراضهم، غضب غضبًا شديدًا لله، وخرج إلى الناس وهو متكئ على عصا، وقد عصب رأسه بعصابة من شدة الوجع الذي كان به (قرب وفاته ﷺ)، فخطبهم مؤكدًا على قراره ومدافعًا عن قائده الشاب، قائلًا:
* «إِنْ تَطْعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ فَقَدْ كُنْتُمْ تَطْعَنُونَ فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلُ»: أي أن اعتراضكم هذا على تولية أسامة ليس جديدًا، بل سبق أن اعترضتم على تولية أبيه زيد بن حارثة رضي الله عنه من قبل، عندما أمّره على جيش فيه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما. فالنبي ﷺ يذكرهم بأن الاعتراض على التولية لأسباب غير موضوعية (كالعصبية أو السن) أمر مرفوض.
* «وَأَيْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ لَخَلِيقًا لِلْإِمَارَةِ»: ثم أقسم ﷺ تأكيدًا على كلامه بأن زيدًا – والد أسامة – كان جديرًا بالقيادة والإمارة، لمؤهلاته وكفاءته، وليس لنسبه أو سنه.
* «وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ»: وأخبرهم بأن زيدًا كان من أحب الخلق إلى قلبه ﷺ.
* «وَإِنَّ هَذَا لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ»: ثم بين أن ابنه أسامة قد ورث هذه المحبة والكفاءة، فهو من أحب الناس إليه بعد أبيه، مما يجعله خليقًا بالإمارة وأهلًا للثقة.
3. الدروس المستفادة والعبر:
1- الحكم بالكفاءة لا بالسن أو النسب: الحديث أصل عظيم في أن المناصب، وخاصة القيادية منها، تُعطى لأهل الكفاءة والقدرة، وليس لأصحاب السن أو النسب أو المكانة الاجتماعية فقط. فالكفاءة هي المعيار الأول.
2- ردع روح العصبية والتحيز: النبي ﷺ واجه بكل حزم وحكمة أي نزعة قبلية أو عصبية قد تظهر حتى في نفوس بعض الصحابة الكرام، معلّمًا الأمة أن الانتماء للإسلام والكفاءة هما المقياس.
3- طاعة ولي الأمر في غير معصية: أمر النبي ﷺ بطاعة أسامة، وكان في ذلك درسًا في وجوب الانضواء تحت قيادة من ولاه الإمام العادل، وعدم الخروج عليه أو الطعن فيه دون سبب شرعي مقبول.
4- مكانة زيد وأسامة رضي الله عنهما: يبين الحديث المكانة العظيمة لزيد بن حارثة وابنه أسامة عند رسول الله ﷺ، فقد كانا من أحب الناس إليه، وهذه منقبة عظيمة لهما.
5- حكمة النبي ﷺ في الإقناع: لم يغضب النبي ﷺ فقط، بل استخدم الإقناع المنطقي بذكر شأن الأب ووراثة الابن
تخريج الحديث
وفي لفظ: «إن رسول الله ﷺ قال وهو على المنبر: «إن تطعنوا في إمارته - يريد أسامة بن زيد - فقد طعنتم في إمارة أبيه من قبله، وأيم الله! إن كان لخليقا لها، وأيم الله! إن كان لأحب الناس إلي، وأيم الله! إن هذا لها لخليق - يريد أسامة بن زيد -، وأيم الله! إن كان لأحبهم إلي من بعده، فأوصيكم به فإنه من صالحيكم».
رواه مسلم في فضائل الصحابة (٢٤٢٦ - ٦٤) عن أبي كريب محمد بن العلاء، ثنا أبو أسامة، عن عمر يعني ابن حمزة، عن سالم، عن أبيه فذكره.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 396 من أصل 643 حديثاً له شرح
- 371 عن أبي جحيفة قال: رأيت النبي ﷺ وكان الحسن يشبهه.
- 372 بأبي شبيه بالنبي ليس شبيها بعلي
- 373 باع علي درعا له فبلغ أربع مائة وثمانين درهما
- 374 عنوان الحديث: "إن الولد فتنة، والله ما علمت أني نزلت...
- 375 نعم المركب ركبت يا غلام
- 376 من سرَّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر...
- 377 حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا
- 378 كان أشبههم برسول الله ﷺ
- 379 أفضل الشهداء عند الله حمزة بن عبد المطلب
- 380 أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذ جعفر فأصيب
- 381 أخذ اللواء خالد بن الوليد فقال النبي: اللهم هو سيف...
- 382 إن زيدا أخذ الراية فقاتل حتى قتل أو استشهد
- 383 لو أدركت أبا عبيدة بن الجراح ثم وليته
- 384 نعم عبد الله خالد بن الوليد سيف من سيوف الله
- 385 نعم الرجل خريم الأسدي لولا طول جمته وإسبال إزاره
- 386 نسخت الصحف في المصاحف ففقدت آية من سورة الأحزاب
- 387 بعته بشهادة رجلين
- 388 عرض علي الأنبياء فرأيت موسى وعيسى وإبراهيم وجبريل.
- 389 كان جبريل يأتي النبي في صورة دحية
- 390 انزع السهم واشهد لي يوم القيامة أني شهيد
- 391 من يشتري العبد قال رسول الله لكن عند الله أنت...
- 392 لكنك عند الله ربيح
- 393 لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا
- 394 اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار
- 395 لو كانت عيناك لما بهما ثم صبرت واحتسبت للقيت الله...
- 396 إن تطعنوا في إمارة أسامة فقد كنتم تطعنون في إمارة...
- 397 ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد
- 398 هو ذا، فإن انطلق معك لم أمنعه
- 399 سالم مولى أبي حذيفة الحمد لله الذي جعل في أمتي...
- 400 سالم مولى أبي حذيفة كان يؤم المهاجرين الأولون
- 401 خاتم النبوة بين كتفيه مثل زر الحجلة
- 402 أتعجبون من غيرة سعد؟ لأنا أغير منه، والله أغير مني
- 403 من أغير مني الله
- 404 لمناديل سعد بن معاذ خير منها أو ألين
- 405 لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا
- 406 المنديل من مناديل سعد بن معاذ في الجنة خير من...
- 407 قوموا إلى سيدكم أو خيركم
- 408 اهتزاز العرش لموت سعد بن معاذ
- 409 اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ.
- 410 رمي سعد بن معاذ في أكحله فحسمه النبي بيده بمشقص.
- 411 رمي سعد بن معاذ يوم الأحزاب فقطعوا أكحله فحسمه النبي...
- 412 حكم سعد في بني قريظة
- 413 لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال من هؤلاء
- 414 لو كان الدين عند الثريا لذهب به رجل من فارس
- 415 عنوان الحديث: لو كان الإيمان معلقا بالثريا لناله رجال من...
- 416 سلمان الفارسي يبحث عن الدين الحق
- 417 يكفي أحدكم مثل زاد الراكب
- 418 أتيت النبي ﷺ، فنفث فيه ثلاث نفثات، فما اشتكيتها حتى...
- 419 عن سُنين أبي جميلة أنه أدرك النبي ﷺ وخرج معه...
- 420 من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي...
معلومات عن حديث: إن تطعنوا في إمارة أسامة فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه
📜 حديث: إن تطعنوا في إمارة أسامة فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إن تطعنوا في إمارة أسامة فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إن تطعنوا في إمارة أسامة فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إن تطعنوا في إمارة أسامة فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








