حديث: إن تطعنوا في إمارة أسامة فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء أن زيد بن حارثة من أحب الناس إلى النبي ﷺ -

عن عبد الله بن عمر قال: بعث النبي ﷺ بعثا، وأمَّر عليهم أسامة بن زيد، فطعن بعض الناس في إمارته، فقال النبي ﷺ: «إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل، وأيم الله إن كان لخليقا للإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إليَّ، وإن هذا لمن أحب الناس إليَّ بعده».

متفق عليه: رواه البخاري في فضائل الصحابة (٣٧٣٠) ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٢٦ - ٦٣) كلاهما من طريق عبد الله بن دينار، أنه سمع ابن عمر يقول: فذكره.

عن عبد الله بن عمر قال: بعث النبي ﷺ بعثا، وأمَّر عليهم أسامة بن زيد، فطعن بعض الناس في إمارته، فقال النبي ﷺ: «إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل، وأيم الله إن كان لخليقا للإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إليَّ، وإن هذا لمن أحب الناس إليَّ بعده».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث:


عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: بَعَثَ النبيُّ ﷺ بَعْثًا، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَطَعَنَ بَعْضُ النَّاسِ فِي إِمَارَتِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِنْ تَطْعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ فَقَدْ كُنْتُمْ تَطْعَنُونَ فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلُ، وَأَيْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ لَخَلِيقًا لِلْإِمَارَةِ، وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَإِنَّ هَذَا لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ».
رواه البخاري في صحيحه.


1. شرح المفردات:


* بَعَثَ: أرسل غزاة أو سرية.
* بَعْثًا: جماعة من الجيش يُبعثون في مهمة قتالية.
* أمَّرَ عَلَيْهِمْ: جعله أميرًا وقائدًا عليهم.
* أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ: هو أسامة بن زيد بن حارثة، حِبُّ رسول الله ﷺ وابن حِبِّه.
* فَطَعَنَ بَعْضُ النَّاسِ: اعترض بعض الناس وانتقدوا.
* خَلِيقًا: جديرًا، أهلًا، مستحقًا.
* وَأَيْمُ اللَّهِ: قَسَمٌ بمعنى (وحياة الله) أو (والله).
* مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ: من أكثر الناس محبةً في قلبي.


2. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي ﷺ جهز سرية عسكرية (جيشًا صغيرًا) وأمر على قيادتها أسامة بن زيد رضي الله عنه، الذي كان شابًا يافعًا لم يتجاوز الثامنة عشرة أو التاسعة عشرة من عمره.
فوقع في نفوس بعض الناس – وهم كبار الصحابة من المهاجرين والأنصار – استنكارٌ لهذا التولية، لا لأنهم يشكّون في كفاءة أسامة أو أهليته، ولكن لصغر سنه ووجود من هو أكبر منه سنًا وأقدم إسلامًا، فاعترضوا على ذلك.
فلما بلغ النبي ﷺ خبر اعتراضهم، غضب غضبًا شديدًا لله، وخرج إلى الناس وهو متكئ على عصا، وقد عصب رأسه بعصابة من شدة الوجع الذي كان به (قرب وفاته ﷺ)، فخطبهم مؤكدًا على قراره ومدافعًا عن قائده الشاب، قائلًا:
* «إِنْ تَطْعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ فَقَدْ كُنْتُمْ تَطْعَنُونَ فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلُ»: أي أن اعتراضكم هذا على تولية أسامة ليس جديدًا، بل سبق أن اعترضتم على تولية أبيه زيد بن حارثة رضي الله عنه من قبل، عندما أمّره على جيش فيه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما. فالنبي ﷺ يذكرهم بأن الاعتراض على التولية لأسباب غير موضوعية (كالعصبية أو السن) أمر مرفوض.
* «وَأَيْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ لَخَلِيقًا لِلْإِمَارَةِ»: ثم أقسم ﷺ تأكيدًا على كلامه بأن زيدًا – والد أسامة – كان جديرًا بالقيادة والإمارة، لمؤهلاته وكفاءته، وليس لنسبه أو سنه.
* «وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ»: وأخبرهم بأن زيدًا كان من أحب الخلق إلى قلبه ﷺ.
* «وَإِنَّ هَذَا لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ»: ثم بين أن ابنه أسامة قد ورث هذه المحبة والكفاءة، فهو من أحب الناس إليه بعد أبيه، مما يجعله خليقًا بالإمارة وأهلًا للثقة.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- الحكم بالكفاءة لا بالسن أو النسب: الحديث أصل عظيم في أن المناصب، وخاصة القيادية منها، تُعطى لأهل الكفاءة والقدرة، وليس لأصحاب السن أو النسب أو المكانة الاجتماعية فقط. فالكفاءة هي المعيار الأول.
2- ردع روح العصبية والتحيز: النبي ﷺ واجه بكل حزم وحكمة أي نزعة قبلية أو عصبية قد تظهر حتى في نفوس بعض الصحابة الكرام، معلّمًا الأمة أن الانتماء للإسلام والكفاءة هما المقياس.
3- طاعة ولي الأمر في غير معصية: أمر النبي ﷺ بطاعة أسامة، وكان في ذلك درسًا في وجوب الانضواء تحت قيادة من ولاه الإمام العادل، وعدم الخروج عليه أو الطعن فيه دون سبب شرعي مقبول.
4- مكانة زيد وأسامة رضي الله عنهما: يبين الحديث المكانة العظيمة لزيد بن حارثة وابنه أسامة عند رسول الله ﷺ، فقد كانا من أحب الناس إليه، وهذه منقبة عظيمة لهما.
5- حكمة النبي ﷺ في الإقناع: لم يغضب النبي ﷺ فقط، بل استخدم الإقناع المنطقي بذكر شأن الأب ووراثة الابن
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في فضائل الصحابة (٣٧٣٠) ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٢٦ - ٦٣) كلاهما من طريق عبد الله بن دينار، أنه سمع ابن عمر يقول: فذكره. وهذا لفظ البخاري ولفظ مسلم نحوه.
وفي لفظ: «إن رسول الله ﷺ قال وهو على المنبر: «إن تطعنوا في إمارته - يريد أسامة بن زيد - فقد طعنتم في إمارة أبيه من قبله، وأيم الله! إن كان لخليقا لها، وأيم الله! إن كان لأحب الناس إلي، وأيم الله! إن هذا لها لخليق - يريد أسامة بن زيد -، وأيم الله! إن كان لأحبهم إلي من بعده، فأوصيكم به فإنه من صالحيكم».
رواه مسلم في فضائل الصحابة (٢٤٢٦ - ٦٤) عن أبي كريب محمد بن العلاء، ثنا أبو أسامة، عن عمر يعني ابن حمزة، عن سالم، عن أبيه فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 396 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن تطعنوا في إمارة أسامة فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه

  • 📜 حديث: إن تطعنوا في إمارة أسامة فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن تطعنوا في إمارة أسامة فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن تطعنوا في إمارة أسامة فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن تطعنوا في إمارة أسامة فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب