حديث: لو كانت عيناك لما بهما ثم صبرت واحتسبت للقيت الله ولا ذنب لك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل زيد بن أرقم وأخباره

عن زيد بن أرقم قال: أصابني رمد، فعادني النبي ﷺ، قال: فلما برأت خرجت قال: فقال لي رسول الله ﷺ: «أرأيت لو كانت عيناك لما بهما ما كنت صانعا؟» قال: قلت: «لو كانتا عيناي لما بهما صبرت واحتسبت قال: لو كانت عيناك لما بهما ثم صبرت واحتسبت للقيت الله عز وجل ولا ذنب لك».
قال إسماعيل: «ثم صبرت واحتسبت لأوجب الله تعالى لك الجنة».

حسن: رواه أحمد (١٩٣٤٨) - واللفظ له -، وأبو داود (٣١٠٢)، وصحّحه الحاكم (١/ ٣٤٢) كلهم من طريق حجاج بن محمد، حدثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه أبي إسحاق، عن زيد بن أرقم فذكره.

عن زيد بن أرقم قال: أصابني رمد، فعادني النبي ﷺ، قال: فلما برأت خرجت قال: فقال لي رسول الله ﷺ: «أرأيت لو كانت عيناك لما بهما ما كنت صانعا؟» قال: قلت: «لو كانتا عيناي لما بهما صبرت واحتسبت قال: لو كانت عيناك لما بهما ثم صبرت واحتسبت للقيت الله ﷿ ولا ذنب لك».
قال إسماعيل: «ثم صبرت واحتسبت لأوجب الله تعالى لك الجنة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من أحاديث الرجاء والفضل الإلهي، رواه الإمام أحمد في مسنده، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بإذن الله.

أولاً. شرح المفردات:


● أصابني رمد: الـرَّمَد هو مرض يصيب العين فيحمرّ جفنها وتدمع.
● فَعَادَنِي النبي ﷺ: أي زارني لتطييب خاطري ومواساتي والدعاء لي بالشفاء.
● لما بهما: "لما" هنا بمعنى "الذي"، أي الأمر الذي أصابهما من المرض والألم.
● صَبَرْتُ وَاحْتَسَبْتُ: الصبر هو حبس النفس عن التسخط والجزع، والاحتساب هو طلب الأجر من الله تعالى على الصبر.
● لَا ذَنْبَ لَكَ: أي لا إثم عليك، بل لك الأجر والثواب.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر الصحابي الجليل زيد بن أرقم رضي الله عنه أن النبي ﷺ زاره عندما أصابه مرض في عينيه (الرمد)، مما يدل على شفقة النبي ﷺ وحنوه على أصحابه.
وبعد أن شُفي زيد رضي الله عنه، سأله النبي ﷺ سؤالاً افتراضياً ليعلمه ويعلّمنا من بعده: "أرأيت لو كانت عيناك لما بهما ما كنت صانعا؟" أي: تخيل لو أن عينيك بلغ من مرضهما وألمهما أن تفقدهما (أي تصاب بالعمى)، فماذا كنت ستفعل؟
فأجاب زيد رضي الله عنه بفطرة المؤمن الصادق: "لو كانتا عيناي لما بهما صبرت واحتسبت"، أي أنني سأصبر على هذا البلاء العظيم وأطلب الأجر من الله تعالى.
فبشّره النبي ﷺ بالبشرى العظيمة فقال: "لو كانت عيناك لما بهما ثم صبرت واحتسبت للقيت الله ولا ذنب لك".
وفي رواية إسماعيل (أحد رواة الحديث) التي أشرت إليها، هناك زيادة في البيان توضح magnitude الجزاء، حيث قال: "ثم صبرت واحتسبت لأوجب الله تعالى لك الجنة". أي أن هذا الصبر مع الاحتساب على فقد البصر يوجب لك -بفضل الله وكرمه- الجنة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظم أجر الصبر على البلاء: الحديث يظهر الدرجة العالية التي يصل إليها المؤمن عند الصبر على أشد أنواع البلاء، مثل فقد نعمة البصر.
2- الاحتساب سر القبول: ليس مجرد الصبر، بل أن يصبر الإنسان ويحتسب الأجر عند الله، فهذا هو الذي يرفع الدرجات ويُكفّر السيئات.
3- سعة رحمة الله وفضله: فالله تعالى يعطي على الصبر على المصيبة أجراً عظيماً قد يصل إلى تكفير جميع الذنوب ودخول الجنة، وهذا من فضله تعالى وجوده.
4- التعليم بالتمثيل والتأصيل الشرعي: النبي ﷺ كان يُعلّم أصحابه بهذه الطريقة التربوية؛ بسؤالهم افتراضياً عن مواقف صعبة ليعرف صدق إيمانهم ويبشرهم بالخير.
5- زيارة المريض من سنن النبي ﷺ: وفيها أجر عظيم وتأليف للقلوب وتطييب للنفوس.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تُستدل بها على أن الصبر على البلاء يكفّر الذنوب، حتى إن الإنسان ليلقى الله ولا ذنب له.
- البلاء للمؤمن كفارة ورفعة في الدرجات، وهو علامة على محبة الله لعبده، كما في الحديث: "إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ".
- ينبغي للمسلم أن يستحضر هذه المعاني العظيمة عندما يصيبه أي بلاء، صغيره وكبيره، ليعوّض ما فاته من أجر بالصبر والاحتساب.
أسأل الله أن يجعلنا من الصابرين المحتسبين، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٩٣٤٨) - واللفظ له -، وأبو داود (٣١٠٢)، وصحّحه الحاكم (١/ ٣٤٢) كلهم من طريق حجاج بن محمد، حدثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه أبي إسحاق، عن زيد بن أرقم فذكره.
وإسناده حسن من أجل يونس بن أبي إسحاق؛ فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
وحسّنه أيضا المنذري في مختصر سنن أبي داود.
وتوفي زيد بن أرقم سنة ٦٦ أو ٦٨ هـ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 395 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لو كانت عيناك لما بهما ثم صبرت واحتسبت للقيت الله ولا ذنب لك

  • 📜 حديث: لو كانت عيناك لما بهما ثم صبرت واحتسبت للقيت الله ولا ذنب لك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لو كانت عيناك لما بهما ثم صبرت واحتسبت للقيت الله ولا ذنب لك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لو كانت عيناك لما بهما ثم صبرت واحتسبت للقيت الله ولا ذنب لك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لو كانت عيناك لما بهما ثم صبرت واحتسبت للقيت الله ولا ذنب لك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب