حديث: لا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما ورد من النّهي عن كتابة غير القرآن

عن أبي سعيد الخدريّ، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «لا تكتبوا عنِّي، ومن كتب عنِّي غير القرآن فليمحه، وحدّثوا عنّي ولا حرج، ومن كذب عليَّ -قال همام: أحسبه قال: متعمِّدًا- فليتبوّأ مقعده من النّار».

صحيح: رواه مسلم في الزهد والرقائق (٣٠٠٤) عن هدّاب بن خالد الأزديّ، حدّثنا همّام، عن يزيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد، فذكر الحديث.

عن أبي سعيد الخدريّ، أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «لا تكتبوا عنِّي، ومن كتب عنِّي غير القرآن فليمحه، وحدّثوا عنّي ولا حرج، ومن كذب عليَّ -قال همام: أحسبه قال: متعمِّدًا- فليتبوّأ مقعده من النّار».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال: «لا تكتبوا عنِّي، ومن كتب عنِّي غير القرآن فليمحه، وحدّثوا عنّي ولا حرج، ومن كذب عليَّ -قال همام: أحسبه قال: متعمِّدًا- فليتبوّأ مقعده من النّار».
رواه مسلم في صحيحه.


شرح الحديث:

# 1. شرح المفردات:


* لا تكتبوا عني: النهي عن كتابة الحديث النبوي.
* فليمحه: فليمسحه ويزله.
* ولا حرج: لا إثم ولا حرمانية.
* من كذب علي: من اختلق عليَّ كلامًا لم أقله.
* متعمدًا: قاصدًا مختارًا مع علمه بالكذب.
* فليتبوأ مقعده من النار: فليتخذ منزله ومستقره من النار، وهو وعيد شديد.

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:


يضم هذا الحديث الشريف ثلاث وصايا عظيمة من النبي ﷺ لأمته:
* الوصية الأولى: النهي في بداية الأمر عن كتابة أي شيء عنه ﷺ غير القرآن الكريم، والأمر بمحو ما كُتب؛ حفاظًا على القرآن من الاختلاط بغيره، وحرصًا على أن ينصرف الهمّ أولاً لحفظ القرآن وفهمه.
* وصية ثانية: الإذن والإباحة في رواية الحديث ونقله شفاهًا وحدثوا عني ولا حرج»)، فهي الطريقة الأساسية المعتمدة في ذلك الوقت.
* وصية ثالثة: تحذير شديد ووعيد عظيم لمن يتعمد الكذب على النبي ﷺ واختلاق الأحاديث ونسبتها إليه زورًا، وأن مصيره النار.

# 3. الدروس المستفادة والفقه في الجمع بين النهي عن الكتابة والإذن بالرواية:


هذا الحديث من الأحاديث التي تُعرف بـ "ناسخها ومنسوخها". فالنهي عن الكتابة كان في أول الإسلام لظروف خاصة، ثم نُسخ هذا النهي وأذن النبي ﷺ بالكتابة لبعض الصحابة، ثم أصبحت الكتابة عملاً مشروعًا ومحمودًا بعد ذلك.
* حكمة النهي الأولي: كان الهدف منع اختلاط القرآن بالسنة في الصحف واحدة في وقت كان القرآن ينزل ويتلى، وخشيَة أن يلتبس على الناس، أو أن يعتمد البعض على الكتابة ويُهملوا الحفظ والضبط القلبي الذي كان سمة تلك الأمة.
* نسخ هذا النهي: ثبت في صحيح السنة أن النبي ﷺ أذن بالكتابة لبعض الصحابة عندما طلبوا ذلك، مثل حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما الذي كان يكتب (في "الصحيفة الصادقة")، وأمر بكتابة كتاب لأمير المدينة أبي شاه، وغير ذلك. فأصبحت الكتابة جائزة بل ومطلوبة لحفظ العلم.
* الفرق بين الرواية والكتابة: الإذن بالرواية الشفهية كان دائمًا لأنها طريقة العرب الأصيلة في حفظ الأنساب والأشعار والأخبار، وكان الصحابة مضبطين مأمونين.
* أشد الوعيد على الكذب: هذا الوعيد هو أساس منهج المحدثين في نقد الروايات وتمييز الصحيح من الضعيف والموضوع، وحماية سنة النبي ﷺ من الدخلاء والكذابين. وهو تأكيد على عظم مكانة السنة وأن الكذب عليها كالكذب على الله ورسوله.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الحديث أصل عظيم في تحريم رواية الحديث الموضوع (المكذوب) ولو بغير قصد الكذب، فمن روى حديثًا وهو يعلم أنه كذب فهو داخل في هذا الوعيد.
* فيه دليل على عناية الإسلام بنقاء المصدرين الأساسيين للتشريع (القرآن والسنة) من أي شائبة أو تحريف.
* حرص الصحابة رضي الله عنهم على تطبيق هذا الأمر، فكانوا يتثبتون في الرواية ويتحرون الدقة، وكان هذا هو السبب في قلة المكتوب من الحديث في بداية العهد لقاء إلى ما بعد ذلك، حيث انتشر الإسلام واتسعت رقعته وكثرت الفتن، فانبرى العلماء لجمع السنة وتدوينها لحمايتها.
* الحديث يدل على أن السنة النبوية وحي من الله غير متلوٍ، فهي مصدر تشريع يجب حفظه والعمل به، ولهذا كان الوعيد على الكذب فيها بهذه الصورة.
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الزهد والرقائق (٣٠٠٤) عن هدّاب بن خالد الأزديّ، حدّثنا همّام، عن يزيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد، فذكر الحديث.
ورواه الترمذيّ (٢٦٦٥) من طريق زيد بن أسلم، به، مختصرًا، بلفظ: «استأذنّا النّبيَّ ﷺ في كتابة العلم فلم يأذن لنا».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 60 من أصل 207 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه

  • 📜 حديث: لا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب