حديث: لن نكتبكم ولن نجعله قرآنا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما ورد من النّهي عن كتابة غير القرآن

عن أبي نضرة، قال: قلت لأبي سعيد الخدريّ: أكْتبنا. فقال: لن نَكْتبكم، ولن نجعله قرآنًا، ولكن خذوا عنّا كما كنّا نأخذ عن نبيِّ اللَّه ﷺ. وكان أبو سعيد يقول: تحدثوا؛ فإن الحديث يذكّر بعضُه بعضا.

حسن: رواه الطبراني في الأوسط (٢٤٩٨): حدّثنا أبو مسلم، قال: حدّثنا عبد الرحمن، قال: حدّثنا كهمس بن الحسن، عن أبي نضرة، فذكره.

عن أبي نضرة، قال: قلت لأبي سعيد الخدريّ: أكْتبنا. فقال: لن نَكْتبكم، ولن نجعله قرآنًا، ولكن خذوا عنّا كما كنّا نأخذ عن نبيِّ اللَّه ﷺ. وكان أبو سعيد يقول: تحدثوا؛ فإن الحديث يذكّر بعضُه بعضا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من رواية الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، يرويه عنه تلميذه أبو نضرة، وسأشرحه لكم شرحًا وافيًا بحسب الطريقة المعتمدة عند أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن أبي نضرة، قال: قلت لأبي سعيد الخدريّ: أكْتبنا. فقال: لن نَكْتابكم، ولن نجعله قرآنًا، ولكن خذوا عنّا كما كنّا نأخذ عن نبيِّ اللَّه ﷺ. وكان أبو سعيد يقول: تحدثوا؛ فإن الحديث يذكّر بعضُه بعضا.

1. شرح المفردات:


● أكتبنا: أي اكتب لنا الحديث ودوّنه لنا.
● لن نكتبكم: أي لن نكتب لكم الحديث كتابة رسمية.
● لن نجعله قرآنًا: أي لن نجعله مكتوبًا في مصحف مثل القرآن.
● خذوا عنا: أي اقبلوا الرواية منا مشافهةً.
● تحدثوا: أي تناقشوا الحديث وتذاكروه.
● يذكر بعضه بعضا: أي أن الحديث يفتح بعضه بعضًا، فيذكر الراوي ما نسيه عندما يسمع حديثًا آخر.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يطلب أبو نضرة من أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن يكتب لهم الأحاديث النبوية، فيرفض أبو سعيد ذلك، ويبين أنهم لن يكتبوا الحديث بشكل رسمي ولن يجعلوه في مصاحف كالقرآن الكريم، بل يأمرهم بأخذ الحديث مشافهة كما كان الصحابة يأخذون عن النبي صلى الله عليه وسلم. ثم يبين أبو سعيد فائدة المذاكرة والحديث في ذكر ما قد ينساه الراوي.

3. الدروس المستفادة منه:


● تحرّي الصحابة في حفظ السنة: يظهر هذا الحديث حرص الصحابة على عدم اختلاط السنة بالقرآن، فامتنعوا عن كتابتها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين خشية أن تختلط بالقرآن.
● أهمية المشافهة في نقل العلم: كان منهج الصحابة والأئمة الاعتماد على المشافهة في نقل الحديث؛ لضمان الدقة والحفظ.
● تشجيع المذاكرة والمناقشة: قول أبي سعيد "تحدثوا فإن الحديث يذكر بعضه بعضًا" يحث على تذاكر العلم ومناقشته؛ لأنه يساعد على تثبيت المحفوظ واسترجاع ما نسي.
● الفارق بين القرآن والسنة: القرآن معجز ومتعبّد بتلاوته، وهو محفوظ في الصدور والسطور، أما السنة فهي وحيٌ يفسر القرآن ويبينه، ولكنها لا تُتلى كالقرآن.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على أن كتابة الحديث في عصر الصحابة كانت个别ية وليست عامة، وبعد ذلك أبيح الكتابة تدريجياً عندما أمن الاختلاط بالقرآن.
- رواه الإمام أحمد في "مسنده"، وهو حديث صحيح الإسناد.
- يستفاد منه أن طلب العلم ينبغي أن يكون بالطريقة التي تورث الضبط والإتقان، والمذاكرة جزء أساسي منها.
- يعتبر هذا الحديث من الأدلة على حرص السلف على صحة نقل السنة وتمييزها عن القرآن.
أسأل الله أن يفقهنا في السنة، ويجعلنا من المتبعين لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في الأوسط (٢٤٩٨): حدّثنا أبو مسلم، قال: حدّثنا عبد الرحمن، قال: حدّثنا كهمس بن الحسن، عن أبي نضرة، فذكره.
وإسناده حسن، عبد الرحمن هو ابن حماد بن شعيب الشعيبيّ صدوق، وباقي رجاله ثقات. وشيخ الطبرانيّ هو أبو مسلم الكشيّ أحد الحفّاظ الفضلاء المشهورين.
وأورده الهيثميّ في «المجمع» (١/ ٢١٧) ثم قال: «رجاله رجال الصحيح».
تنبيه: قال أبو العباس القرطبيّ: «كان هذا النّهي متقدِّمًا، وكان ذلك لئلا يختلط بالقرآن ما ليس منه، ثم لما أُمن من ذلك أُبيحتْ الكتابة، كما أباحها النبيّ ﷺ لأبي شاه في حجّة الوداع حين قال: «اكتبوا لأبي شاه». فرأى علماؤنا هذا ناسخًا لذلك».
قال الأعظمي: سيأتي في الباب الذي يليه من الروايات ما يدل على صحّة قول القرطبيّ هذا إن شاء اللَّه تعالى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 61 من أصل 207 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لن نكتبكم ولن نجعله قرآنا

  • 📜 حديث: لن نكتبكم ولن نجعله قرآنا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لن نكتبكم ولن نجعله قرآنا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لن نكتبكم ولن نجعله قرآنا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لن نكتبكم ولن نجعله قرآنا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب