حديث: التلبينة طعام مريح للمريض تزيل الحزن

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في التلبينة

عن عائشة زوج النَّبِيّ ﷺ أنها كانت إذا مات الميت من أهلها فاجتمع لذلك النساء ثمّ تفرقن إِلَّا أهلها وخاصتها أمرت بِبُرْمة من تلبينةٍ، فطبخت، ثمّ صُنِعَ ثريدٌ فصبت التلبينة عليها، ثمّ قالت: كلن منها فإني سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «التلبينةُ مجمّةٌ لفؤاد المريض تُذْهب ببعض الحزن».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الطب (٥٦٨٩)، ومسلم في السّلام (٢٢١٦) كلاهما من طريق عقيل بن خالد، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة فذكرته.

عن عائشة زوج النَّبِيّ ﷺ أنها كانت إذا مات الميت من أهلها فاجتمع لذلك النساء ثمّ تفرقن إِلَّا أهلها وخاصتها أمرت بِبُرْمة من تلبينةٍ، فطبخت، ثمّ صُنِعَ ثريدٌ فصبت التلبينة عليها، ثمّ قالت: كلن منها فإني سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «التلبينةُ مجمّةٌ لفؤاد المريض تُذْهب ببعض الحزن».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وإليك الشرح الوافي لهذا الحديث النافع:

الحديث ومصدره:


هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه (كتاب الطب، باب التلبينة للمريض) والإمام مسلم في صحيحه (كتاب السلام، باب التلبينة مجمة لفؤاد المريض)، عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.

1. شرح المفردات:


● بُرْمة: قدر أو إناء يُطبخ فيه، وعادة ما تكون من الفخار.
● تلبينة: حساء يُصنع من دقيق الشعير أو نخالته (قشوره)، وسُميت بذلك لشبهها باللبن في بياضها ورقتها.
● ثريد: طعام يصنع بقطع الخبز في المرق.
● مجمّة: تريح وتُسكّن وتُزيل الهم والضيق. من "جَمَّ" أي سكن وهدأ.
● الفؤاد: القلب.
● تذهب ببعض الحزن: تُخفف وتُزيل جزءاً من الحزن والأسى.

2. شرح الحديث:


يصف هذا الحديث هدي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها العملي مع أهلها وجيرانها عند المصاب. فكانت إذا حصل مصاب بوفاة أحد الأقارب واجتمعت النساء للتعزية ثم انصرفن، تبقى فقط القريبات والخاصة من الصديقات. عندها كانت تأمر بإحضار إناء لطبخ التلبينة (حساء الشعير) وتقدمه مع الثريد (خبز مقطع في المرق) ثم تأمر الحاضرات بأكله، وتستدل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي سمعته منه يبين فوائد التلبينة الطبية والنفسية.
والحديث يوضح أن التلبينة لها فائدتان عظيمتان:
1- جسمانية: فهي "مجمّة لفؤاد المريض"، أي مريحة ومسكنة لقلبه، مما يخفف آلامه ويساعد في شفائه.
2- نفسية: فهي "تذهب ببعض الحزن"، فهي تخفف من وطأة الحزن والكآبة التي تصيب الإنسان في أوقات المصائب والمرض.

3. الدروس المستفادة منه:


1- الاهتمام بالمرضى والمعزين: في هذا الفعل تواضع وحسن عشرة ومواساة لأهل الميت، وإكرام للضيف، وتقديم ما ينفعهم بدنياً ونفسياً.
2- التأسّي بالسنة النبوية: في فعل عائشة رضي الله عنها تطبيق عملي لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، وتعليمه للنساء المحيطات بها.
3- العلاج بالأغذية الطبيعية: الحديث إرشاد إلى التداوي بما هو مباح ونافع من الأغذية، وفيه إعجاز طبي حيث أثبت العلم الحديث فوائد الشعير الكثيرة في تهدئة الأعصاب وتقوية القلب.
4- التعاون والتكافل الاجتماعي: في أوقات الشدة والأحزان، يجب على المجتمع التكاتف ومواساة بعضه البعض مادياً ومعنوياً.
5- تخفيف الحزن بالمباح: الحزن على الميت أمر فطري، ولكن الإسلام يرشدنا إلى ما يخفف هذا الحزن من الأمور المباحة والنافعة، وليس المحرمة.

4. معلومات إضافية مفيدة:


● حكم التلبينة: هي من الأمور المباحة والمستحبة عند الحاجة، وليست واجبة.
● فوائد الشعير الطبية: يخفف الشعير من ارتفاع ضغط الدم، وينظم الكوليسترول، ويهدئ الجهاز العصبي لاحتوائه على فيتامينات (ب) المركبة، وهو مغذٍ وسهل الهضم للمريض.
● الجمع بين العادة والعبادة: هذا الفعل يجمع بين العادة (تقديم الطعام) والعبادة (إتباع السنة ومواساة المسلمين)، فيكون له أجران.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا التمسك بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم في كل أمورنا.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الطب (٥٦٨٩)، ومسلم في السّلام (٢٢١٦) كلاهما من طريق عقيل بن خالد، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة فذكرته.
ورواه البخاريّ (٥٦٩٠) من طريق هشام، عن أبيه، عن عائشة أنها كانت تأمر بالتلبينة وتقول: هو البغيض النافع.
قوله: «التلبينة» هي طعام يتخذ من دقيق وربما جعل فيها عسل سميت بذلك لشبهها باللبن في البياض والرقة.
وقوله: «مُجِمَّة» أي مريحة، والجِمام بكسر الجيم: الراحة.
وقد رُوي عنها أيضًا بلفظ: كان رسول الله ﷺ إذا قيل له: إن فلانًا وجِع لا يطعم الطعام قال: «عليكم بالتلبينة فحسّوه إياها، فوالذي نفسي بيده إنها لتغسل بطن أحدكم كما يغسل أحدُكم وجهَه بالماء من الوسخ».
رواه أحمد: (٢٤٥٠٠)، وابن ماجه (٣٤٤٦) كلاهما من حديث أيمن بن نابل، عن أم كلثوم ابنة عمرو، عن عائشة فذكرته.
وأم كلثوم ويقال: كلثوم القرشية لا يعرف حالُها كما في «التقريب»، ولم يرو عنها إِلَّا أيمن بن نابل إِلَّا أن النسائيّ زاد في الكبرى (٧٥٣٢) بين نابل وأم كلثوم «فاطمة بنت أبي عقرب» وهي مجهولة أيضًا، وقد وقع اضطراب شديد في إسناد هذا الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 78 من أصل 128 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: التلبينة طعام مريح للمريض تزيل الحزن

  • 📜 حديث: التلبينة طعام مريح للمريض تزيل الحزن

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: التلبينة طعام مريح للمريض تزيل الحزن

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: التلبينة طعام مريح للمريض تزيل الحزن

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: التلبينة طعام مريح للمريض تزيل الحزن

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب