العجوة من الجنة وفيها شفاء من السم

حديث: العجوة من الجنة وفيها شفاء من السم

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «العجوة من الجنة وفيها شفاء من السم، والكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين».

حسن: رواه الترمذيّ (٢٠٦٦) من طرق، عن سعيد بن عامر، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «العجوة من الجنة وفيها شفاء من السم، والكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره، فيه إرشاد نبوي كريم إلى فوائد بعض الأغذية، وإشارة إلى عظيم نعم الله تعالى على عباده. وإليك الشرح المفصل له:

أولاً. شرح المفردات:

● العجوة: نوع من أنواع التمر عالي الجودة، لين الطعم، حلو المذاق، وكان من أنواع التمر الموجودة في المدينة المنورة.
● من الجنة: أي أن أصلها من الجنة، أو أن طعمها يشبه طعم فاكهة الجنة، أو أنها من النعم التي تشبه نعيم الجنة.
● شفاء من السم: دواء وعلاج للسموم.
● الكَمأة: نبات معروف ينبت في الأرض بعد نزول المطر دون أن يزرعه البشر، ويسمى في بعض البلدان "الترفاس" أو "الفقع".
● من المن: أي أن الله تعالى ينزلها على عباده رزقًا دون تعب أو كد منهم، تشبيهًا بمنِّ الله تعالى على بني إسرائيل بالمن والسلوى.
● ماؤها: عصارتها أو الماء الذي يخرج منها عند عصرها.

ثانيًا. شرح الحديث:

يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن ثلاثة أمور تتعلق بنعم الله على عباده:
1- العجوة من الجنة وفيها شفاء من السم:
هذا تشريف لهذا النوع من التمر، حيث إن أصل شجرته -كما في بعض الروايات- كانت من الجنة، أو أن طعمها اللذيذ يذكر بطعم فواكه الجنة. وقد جعل الله فيها خاصية علاجية للسموم، سواء كانت سمومًا حيوانية كلدغات الأفاعي والعقارب، أو غيرها. وهذا من كمال رحمة الله تعالى بعباده، حيث جعل في بعض الأغذية دواء للأمراض.
2- والكمأة من المن:
الكمأة نعمة من الله تعالى، حيث تنبت دون تدخل الإنسان في زراعتها، فكانت رزقًا من الله تعالى بلا كد ولا تعب، تشبيهًا بمنِّ الله على بني إسرائيل بالمن الذي كان ينزل عليهم من السماء. وهذا يدل على سعة رزق الله تعالى لخلقه، وأنه يرزقهم من حيث لا يحتسبون.
3- وماؤها شفاء للعين:
المقصود بماء الكمأة هو عصارتها إذا عصرت، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه العصارة فيها شفاء لأمراض العين، كالرمد أو القرحة أو غيرها. وهذا من التوجيه النبوي إلى التداوي بما خلق الله تعالى من الأدوية الطبيعية.

ثالثًا. الدروس المستفادة:

1- التداوي بما أباحه الله تعالى: الحديث يدعو إلى الاستفادة من الأغذية والأدوية الطبيعية التي خلقها الله تعالى، والابتعاد عن المحرمات في العلاج.
2- الشكر على نعم الله: الحديث يذكرنا بنعم الله الكثيرة علينا، ويحثنا على شكره تعالى عليها.
3- الإيمان بقدرة الله تعالى: أن الله جعل في أشياء بسيطة فوائد عظيمة، مما يدل على كمال حكمته وقدرته.
4- الاهتمام بالصحة والعلاج: النبي صلى الله عليه وسلم يوجهنا إلى الوقاية والعلاج، مما يدل على أن الإسلام يهتم بصحة الإنسان.

رابعًا. معلومات إضافية:

- هذا الحديث من الأحاديث التي تدل على الإعجاز العلمي النبوي، حيث أثبتت بعض الدراسات الحديثة أن التمر عموماً وخصوصًا العجوة يحتوي على مواد مضادة للسموم، وأن الكمأة لها فوائد صحية متعددة.
- يجب أن نفهم أن الحديث لا يعني أن العجوة أو الكمأة علاج مطلق لكل الأمراض، بل هي من الأدوية الطبيعية التي يمكن استخدامها مع الأخذ بالأسباب الأخرى.
- ينبغي للمسلم أن يتوكل على الله تعالى في العلاج، ويأخذ بالأسباب المشروعة، ولا يعتمد على هذه الأشياء فقط دون الرجوع إلى الأطباء المتخصصين عند الحاجة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٢٠٦٦) من طرق، عن سعيد بن عامر، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن عمرو (هو ابن علقمة) فإنه حسن الحديث.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب وهو من حديث محمد بن عمرو ولا نعرفه إِلَّا من حديث سعيد بن عامر عن محمد بن عمرو».
ورواه أحمد (٨٠٠٢)، والطيالسي (٢٥١٩)، وأبو يعلى (٦٣٩٨) كلهم من حديث أبي بشر، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة فذكر نحوه.
ورواه ابن ماجة (٣٤٥٥) من وجه آخر عن مطر الوراق، عن شهر بن حوشب به.
وشهر بن حوشب لا بأس به في المتابعة فإنه حسن الحديث.
وأبو بشر هو جعفر بن إياس بن أبي وحشية ثقة، وثّقه ابن معين، وأبو زرعة وغيرهم، وضعّفه شعبة في حبيب بن سالم وفي مجاهد. وهو توبع أيضًا.
رواه الترمذي (٢٠٦٨) عن محمد بن بشار قال: حَدَّثَنَا معاذ بن هشام، حَدَّثَنَا أبي، عن قتادة، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة: أن ناسا من أصحاب النَّبِي ﷺ قالوا: الكمأة جدري الأرض فقال النَّبِي: ﷺ «الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين، والعجوة من الجنة، وهي شفاء من السم».
قال الترمذي: «هذا حديث حسن».
وللحديث طرق أخرى، والذي ذكرته أصحها.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 62 من أصل 128 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: العجوة من الجنة وفيها شفاء من السم

📜 حديث: العجوة من الجنة وفيها شفاء من السم

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: العجوة من الجنة وفيها شفاء من السم

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: العجوة من الجنة وفيها شفاء من السم

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: العجوة من الجنة وفيها شفاء من السم

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية