حديث: غدة كغدة البعير المقيم بها كالشهيد والفار منها كالفار من الزحف

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الطاعون

عن معاذة بنت عبد الله العدوية، قالت: دخلت على عائشة، فقالت: قال رسول الله ﷺ: «لا تفنى أمتي إِلَّا بالطعن والطاعون» قلت: يا رسول الله، هذا الطعن قد عرفناه، فما الطاعون؟ قال: «غدة كغدة البعير، المقيم بها كالشهيد، والفار منها كالفار من الزحف».

حسن: رواه أحمد (٢٥١١٨) من طرق، عن جعفر بن كيسان العدويّ، قال: حدثتنا معاذة بنت عبد الله العدوية فذكرته.

عن معاذة بنت عبد الله العدوية، قالت: دخلت على عائشة، فقالت: قال رسول الله ﷺ: «لا تفنى أمتي إِلَّا بالطعن والطاعون» قلت: يا رسول الله، هذا الطعن قد عرفناه، فما الطاعون؟ قال: «غدة كغدة البعير، المقيم بها كالشهيد، والفار منها كالفار من الزحف».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، وغيره:

الحديث:


عن معاذة بنت عبد الله العدوية، قالت: دخلت على عائشة، فقالت: قال رسول الله ﷺ: «لا تفنى أمتي إِلَّا بالطعن والطاعون» قلت: يا رسول الله، هذا الطعن قد عرفناه، فما الطاعون؟ قال: «غدة كغدة البعير، المقيم بها كالشهيد، والفار منها كالفار من الزحف».


1. شرح المفردات:


● لا تفنى أمتي: لا تهلك وتنقضي تمامًا.
● الطعن: القتل في الحرب بالرمح ونحوه.
● الطاعون: مرض وبائي معروف.
● غدة كغدة البعير: تورم يظهر في الجسم يشبه الغدة التي تظهر في بدن البعير.
● المقيم بها: الذي يبقى في البلد الذي نزل به الطاعون ولا يفر منه.
● كالشهيد: له أجر الشهيد في الآخرة.
● الفار منها: الذي يهرب من البلد الذي نزل به الطاعون خوفًا منه.
● كالفار من الزحف: كالهارب من ساحة القتال بين المسلمين والكفار، وهو من الكبائر.


2. شرح الحديث:


يخبر النبي ﷺ أن أمته لن تنقضي وتفنى إلا بسببين رئيسيين: القتل في الحروب (الطعن)، والموت بالأمراض الوبائية مثل الطاعون.
ولما سألت السيدة عائشة رضي الله عنها عن الطاعون الذي ذكره النبي ﷺ، بين لها صفته بأنه يظهر على شكل غدة أو ورم في الجسد تشبه الغدة التي تظهر في البعير. ثم بين ﷺ حكمتين عظيمتين:
● أجر المقيم: أن المسلم إذا أصاب بلده الطاعون فصبر واحتسب وأقام فيه ولم يفر خوفًا من الله وثقة فيه، فإن له أجر الشهيد، حتى لو مات بسبب المرض نفسه. وهذا من فضل الله تعالى وكرمه، حيث جعل الصبر على هذا البلاء سببًا للفوز بأعلى الدرجات.
● وعيد الفار: أن الذي يفر من البلد الذي نزل به الطاعون خوفًا من الموت وعدم صبرًا على قدر الله، فإن حاله كحال الذي يفر من ساحة القتال أمام العدو، وهو من كبائر الذنوب وعظيم الجرم، لما فيه من جبن وخور وضعف في التوكل على الله.


3. الدروس المستفادة منه:


1- الإيمان بالقدر: الحديث يؤكد على وجوب الإيمان بقضاء الله وقدره، وأن الموت له أسباب متعددة، ولكن آجله محتوم لا يتقدم ولا يتأخر.
2- الصبر على البلاء: الطاعون ونحوه من الأمراض ابتلاء من الله، والصبر عليه مع الاحتساب يرفع الدرجات ويغفر الذنوب.
3- التوكل على الله والثقة به: الهروب من البلاء خوفًا منه دون توكل على الله يدل على ضعف الإيمان، ويشبه الهروب من الزحف الذي هو من كبائر الذنوب.
4- فضل الشهادة: أن الله تعالى قد جعل لأهل الصبر على الوباء أجر الشهيد، مما يدل على سعة فضله وكرمه.
5- التعامل مع الأوبئة شرعًا: أن على المسلم أن يتخذ الأسباب الوقائية المشروعة (كالحجر الصحي كما ورد في أحاديث أخرى)، ولكن مع التوكل على الله وعدم الفرار الذميم الناتج عن الجبن.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدخل في باب "الطب النبوي" و"الإيمان بالقدَر".
- الفرار من الطاعون إذا كان خوفًا من العدوى مع الأخذ بالأسباب المشروعة (كالعزل) لا يدخل في الوعيد، إنما الوعيد على الفرار بدافع الجبن وعدم الثقة في الله.
- أجر الشهيد للميت بالطاعون هو في الآخرة من حيث الثواب، ولكنه لا يُغَسَّل ولا يُكَفَّن كالشهيد في المعركة، بل يغسل ويكفن كسائر الموتى.
- ينبغي للمسلم عند نزول الوباء أن يلجأ إلى الدعاء والاستغفار والذكر، وأن يصبر ويحتسب، ولا يجزع أو يفعل ما يغضب الله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٥١١٨) من طرق، عن جعفر بن كيسان العدويّ، قال: حدثتنا معاذة بنت عبد الله العدوية فذكرته.
وإسناده حسن من أجل جعفر بن كيسان؛ فإنه صدوق وهو من رجال التعجيل.
ومنهم من سمّى شيخ جعفر بن كيسان: عمرة العدوية، وسماه أكثر الرواة: معاذة العدوية، فإن كان جعفر بن كيسان سمعه من معاذة وعمرة -كما مال إليه ابن حجر في بذل الماعون (ص ٢٧٨) - فيتقوى أحدهما بالآخر وإلا قول الأكثر أشبه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 93 من أصل 128 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: غدة كغدة البعير المقيم بها كالشهيد والفار منها كالفار من الزحف

  • 📜 حديث: غدة كغدة البعير المقيم بها كالشهيد والفار منها كالفار من الزحف

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: غدة كغدة البعير المقيم بها كالشهيد والفار منها كالفار من الزحف

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: غدة كغدة البعير المقيم بها كالشهيد والفار منها كالفار من الزحف

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: غدة كغدة البعير المقيم بها كالشهيد والفار منها كالفار من الزحف

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب