حديث: العجوة والشجرة من الجنّة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب العجوة من الجنة

عن رافع بن عمرو المزني قال: سمعت النبي ﷺ وأنا وصيف يقول: «العجوة والشجرة من الجنّة».

صحيح: رواه أحمد (١٥٥٠٨) عن يحيى بن سعيد، حدثنا المشمعل، قال: حدثني عمرو بن سليم المزني، قال: سمعت رافع بن عمرو المزني فذكره.

عن رافع بن عمرو المزني قال: سمعت النبي ﷺ وأنا وصيف يقول: «العجوة والشجرة من الجنّة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يفتح لنا أبواب فضله وكرمه، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين وارض عنا يا أكرم الأكرمين.
الحديث الذي طلبت شرحه هو:
عن رافع بن عمرو المزني قال: سمعت النبي ﷺ وأنا وصيف يقول: «العجوة والشجرة من الجنّة».
رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في جامعه، وابن ماجه في سننه، وصححه الألباني.


1. شرح المفردات:


* العجوة: نوع معروف من أجود أنواع التمر، وهو من تمر المدينة المنورة، لونه أسمر إلى سواد، وطعمه حلو جداً، وهو لين القوام.
* الشجرة: المقصود بها هنا شجرة النخيل التي تثمر العجوة.
* من الجنة: أي أن أصلها من الجنة، أو أنها تشبه ثمار الجنة في طيبها ومنفعتها، أو أنها نزلت منها. وهذا من التشريف والتكريم لهذا النوع من التمر.
* وصيف: الغلام الصغير الذي لم يبلغ الحلم.


2. شرح الحديث:


يخبر الصحابي الجليل رافع بن عمرو المزني رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول هذا الكلام وهو لا يزال غلاماً صغيراً.
ومعنى الحديث أن نوع العجوة من التمر، والشجرة التي تنتجه (أي النخلة)، لها منزلة عظيمة وفضل كبير، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم نسبها إلى الجنة تشريفاً لها وتعظيماً لشأنها.
ولفهم هذا النسب ("من الجنة") عدة معانٍ محتملة، يجمعها معنى التشريف والفضل:
1- أن أصلها من الجنة: أي أن الله تعالى أنزل آدم عليه السلام من الجنة بشيء من ثمارها، فكان من بينها نوى العجوة، فغرسها في الأرض، فصارت شجرتها من أصل جناني. وهذا قول جماعة من العلماء.
2- التشبيه: أي أن طعمها وطيبها ولذتها كأنها من ثمار الجنة، لشدة جودتها وكمال منفعتها.
3- أن فيها شفاءً وبركةً كبركة ثمار الجنة: فقد ورد في أحاديث أخرى بيان منافع العجوة الخاصة، مثل أنها شفاء من السم والسحر.
وهذا لا يعني أن هذه الشجرة موجودة الآن في الجنة بالضرورة، بل هو إخبار عن منشأها الأصلي أو وصف لصفاتها الحسنة التي تشبه صفات ثمار الجنة.


3. الدروس المستفادة منه:


1- فضل العجوة وبركتها: ينبغي للمسلم أن يقدر هذا النوع من التمر لشهادة النبي صلى الله عليه وسلم له بهذا الفضل العظيم.
2- الحث على تناولها والتداوي بها: خاصة في وقت السحور؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: «نِعْمَ سَحُورُ الْمُؤْمِنِ التَّمْرُ». ولما ورد في أحاديث أخرى أن العجوة من الجنة "وهي شفاء من السم".
3- إظهار نعمة الله علينا: أن جعل في أرضنا من الثمار ما يشبه ثمار الجنة في طيبها ومنفعتها، وهذا يدعو المسلم للشكر.
4- العناية بنخيل التمر عمومًا: فالشجرة المباركة التي ذكرت في القرآن الكريم {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ * وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ} [ق: 9-10]، حظيت بمزيد تشريف بنسب هذا النوع المعين منها إلى الجنة.
5- قبول رواية الصبي المميز: فقد قبلت رواية رافع بن عمرو رضي الله عنه وهو "وصيف" (صغير) لأنه كان عاقلاً مميزاً يفهم ما يسمع، وهذا من قواعد علم الحديث.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* الفرق بين العجوة والتمر العادي: العجوة نوع محدد من التمر ذو مواصفات عالية الجودة، وليس كل تمر يسمى عجوة.
* الاستشفاء بالعجوة: ورد في صحيح البخاري عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَن تَصَبَّحَ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعَ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً، لَمْ يَضُرَّهُ ذلكَ اليَوْمَ سُمٌّ وَلَا سِحْرٌ». وهذا فضل عظيم خاص بالعجوة.
* لا يعتقد قدسيتها اعتقاداً يخرج عن المشروع: فالتشريف لا يعني أنها تُعبد من دون الله أو أن لها خاصية ذاتية في الشفاء دون مشيئة الله، بل الشفاء من الله تعالى، وهذه أسباب نبوية نتبعها بنية التبرك بالسنة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٥٥٠٨) عن يحيى بن سعيد، حدثنا المشمعل، قال: حدثني عمرو بن سليم المزني، قال: سمعت رافع بن عمرو المزني فذكره.
وإسناده صحيح إِلَّا قوله «الشجرة» فإنه شاذ، وقد قيل المراد بالشجرة: شجرة تمور المدينة.
والمشمعل هو ابن إياس ويقال: ابن عمرو بن إياس المدني البصري، وقال ابن معين: هو ابن ملحان وقال: ليس به بأس، ووثقه أبو داود، وابن خزيمة وغيرهما.
وقوله: «أنا وصيف» الوصيف هو العبد أو الخادم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 64 من أصل 128 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: العجوة والشجرة من الجنّة

  • 📜 حديث: العجوة والشجرة من الجنّة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: العجوة والشجرة من الجنّة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: العجوة والشجرة من الجنّة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: العجوة والشجرة من الجنّة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب