حديث: لا عدوى ولا هامة ولا طيرة وأحب الفأل الصالح

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر، ولا نوء، ولا غول

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «لا عَدْوى، ولا هامةَ، ولا طِيَرَةَ، وأُحِبُّ الفألَ الصالحَ».

صحيح: رواه مسلم في السلام (٢٢٢٣: ١١٤) عن زهير بن حرب، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «لا عَدْوى، ولا هامةَ، ولا طِيَرَةَ، وأُحِبُّ الفألَ الصالحَ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، وفيه يبين النبي صلى الله عليه وسلم أصولاً عقدية مهمة تتعلق بالتوحيد والإيمان بالقدر.

أولاً. شرح المفردات:


● لا عَدْوَى: العدوى هي انتقال المرض من المريض إلى السليم بمشيئة الله تعالى. والنفي هنا ليس لنفس انتقال المرض، بل لنفى الاعتقاد الفاسد الذي كان موجوداً في الجاهلية.
● ولا هَامَةَ: الهامة في الجاهلية: طائر يزعمون أنه يخرج من رأس القتيل فيصرخ طالباً ثأره، أو أنهم كانوا يعتقدون أن روح القتيل تصير هامة (بومة) تطير وتصرخ. والنفي هنا لهذا الاعتقاد الباطل.
● ولا طِيَرَةَ: الطيرة هي التشاؤم بمرئي أو مسموع أو معلوم. وهي من الشرك لأنها تتضمن الاعتماد على غير الله والتشاؤم بقدره.
● الفأل الصالح: هو الكلمة الطيبة أو الأمر الحسن الذي يسمعه الإنسان فيتفاءل به خيراً، وهو محمود لأنه يعكس ثقة العبد بربه وتفاؤله بقضائه.

ثانياً. شرح الحديث:


يؤصل النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث لجملة من الاعتقادات الهامة:
1- نفي العدوى على وجه الاعتقاد الجاهلي: كان أهل الجاهلية يعتقدون أن الأمراض تعدي بطبعها من دون مشيئة الله، فنفى النبي صلى الله عليه وسلم هذا الاعتقاد الفاسد. وهذا لا يعني نفي حقيقة انتقال المرض، بل نفي اعتقادهم الخاطئ. والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في أحاديث أخرى: «فِرَّ مِنَ المَجْذُومِ فِرَارَكَ مِنَ الأَسَدِ» (رواه البخاري)، مما يدل على الأمر بأخذ الأسباب مع التوكل على الله والاعتقاد أن كل شيء بقدرته ومشيئته.
2- نفي الهامة: وهو إنكار لما كان يعتقده الجاهليون من خرافات متعلقة بالقتلى والأرواح، وتأكيد أن الأرواح بيد الله تعالى لا تتحول إلى طيور أو غيرها.
3- نفي الطيرة: وهي التشاؤم، والتي كانت منتشرة في الجاهلية، حيث كانوا يتشاءمون من الطيور أو الأصوات أو الأيام. وهذا النفي لأنه شرك أصغر، إذ يتضمن تعلق القلب بغير الله وخوفه من غير قدرته.
4- حب الفأل الصالح: وهو التفاؤل بالخير، وهو من حسن الظن بالله تعالى، وهو خلق محمود يحبه النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه يعكس ثقة العبد بربه وتفاؤله بقضائه وخيره.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- إبطال المعتقدات الجاهلية: الحديث يرسخ التوحيد وينفي كل أشكال الشرك والخرافات التي كانت سائدة في الجاهلية.
2- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: لا ينافي الأخذ بالأسباب كاجتناب المرضى التوكل على الله، بل هو من تمام التوكل.
3- تحريم التشاؤم: الطيرة محرمة وهي من الشرك، ويجب على المسلم أن يجتنبها ويتوكل على الله.
4- حسن الظن بالله: التفاؤل (الفأل) يعكس حسن ظن العبد بربه، وهو مما يحبه الله ورسوله.
5- الاعتقاد الصحيح في القدر: أن كل شيء بقضاء الله وقدره، فلا عدوى ولا طيرة ولا هامة إلا بمشيئة الله تعالى.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث جزء من مجموعة أحاديث تسمى "أحاديث الأربع النفي" التي تبين أصول العقيدة الإسلامية في نفي الخرافات.
- الفرق بين الطيرة والفأل: أن الطيرة هي التشاؤم بمرئي أو مسموع مما يكرهه الإنسان، وهو مذموم. أما الفأل فهو التفاؤل بما يسره، وهو محمود.
- بعض العلماء يستدل بهذا الحديث على أن الأصل في الأمراض عدم العدوى، إلا ما جاء النص به، مع الإيمان بأن كل شيء بقدر الله.
نسأل الله أن يرزقنا التوحيد الخالص، ويبعد عنا الشرك والخرافات، وأن يحسن ظننا به.
والله تعالى أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في السلام (٢٢٢٣: ١١٤) عن زهير بن حرب، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة فذكره.
ورواه (٢٢٣٣: ١١٣) عن حجاج بن الشاعر، حدثني معلى بن أسد، حدثنا عبد العزيز بن مختار، حدثنا يحيى بن عتيق، حدثنا محمد بن سيرين، عن أبي هريرة فذكره إلا أنه ليس فيه: «ولا هامة».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 101 من أصل 128 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا عدوى ولا هامة ولا طيرة وأحب الفأل الصالح

  • 📜 حديث: لا عدوى ولا هامة ولا طيرة وأحب الفأل الصالح

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا عدوى ولا هامة ولا طيرة وأحب الفأل الصالح

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا عدوى ولا هامة ولا طيرة وأحب الفأل الصالح

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا عدوى ولا هامة ولا طيرة وأحب الفأل الصالح

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب