عَجْوة العالية شفاء أو إنها ترياق أول البكرة

حديث: عَجْوة العالية شفاء أو إنها ترياق أول البكرة

عن عائشة أن رسول الله ﷺ قال: «إن في عَجْوة العالية شفاء -أو إنها ترياق - أول البكرة» وزاد في رواية: على الريق.

صحيح: رواه مسلم في الأشربة (٢٠٤٨) من طرق، عن إسماعيل بن جعفر، عن شريك بن أبي نمر، عن عبد الله بن أبي عتيق، عن عائشة فذكرته.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن عائشة أن رسول الله ﷺ قال: «إن في عَجْوة العالية شفاء -أو إنها ترياق - أول البكرة» وزاد في رواية: على الريق.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف وفق الكتب المعتمدة لدى أهل السنة والجماعة، مع بيان مفرداته ومعانيه والدروس المستفادة منه.

الحديث:

عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ﷺ قال: «إن في عَجْوة العالية شفاء -أو إنها ترياق - أول البكرة» وزاد في رواية: على الريق.

1. شرح المفردات:

● عَجْوة: نوع من التمر ذو جودة عالية، وهو من أفضل أنواع التمر في المدينة المنورة، وكان يُزرع في المنطقة العالية منها.
● العالية: هي المنطقة المرتفعة من المدينة المنورة، وكان تمرها يُعتبر من أجود التمر لطبيعة تربتها ووفرة الماء فيها.
● شفاء: دواء وعلاج للأمراض.
● ترياق: دواء لعلاج السموم، أو دواء نافع بشكل عام.
● أول البكرة: وقت الصباح الباكر.
● على الريق: أي على معدة فارغة قبل تناول الطعام.

2. شرح الحديث:

هذا الحديث يبين فضل تمر العجوة الذي ينبت في منطقة العالية بالمدينة المنورة، حيث أخبر النبي ﷺ أن فيه شفاءً من الأمراض، أو أنه ترياق نافع. وقد أكد على تناوله في وقت الصباح الباكر على الريق، أي قبل تناول أي طعام آخر، مما قد يزيد من فاعليته وفوائده الصحية.
والحديث يدل على الإعجاز النبوي في الإشارة إلى فوائد الأغذية الطبيعية، حيث ثبت علميًا أن التمر عموماً يحتوي على عناصر غذائية عالية، مثل السكريات الطبيعية والفيتامينات والمعادن، مما يجعله مفيدًا للصحة وخصوصًا عند تناوله على الريق.

3. الدروس المستفادة منه:

● التداوي بالأغذية الطبيعية: الحث على استخدام الأغذية المفيدة في العلاج والوقاية من الأمراض، كما هو الحال مع تمر العجوة.
● الوقت المناسب للتداوي: الإشارة إلى أهمية وقت تناول الدواء أو الغذاء النافع (كالصباح الباكر على الريق) لتحقيق أكبر فائدة.
● الثقة في هدي النبي ﷺ: التأكيد على أن ما جاء به النبي ﷺ من نصائح طبية وغذائية فيه خير كبير، وهو جزء من شمولية الإسلام لجميع مناحي الحياة.
● الاعتدال وعدم الغلو: رغم فضل تمر العجوة، إلا أنه لا يُعتقد أنه يشفي جميع الأمراض بطريقة سحرية، بل هو دواء طبيعي ضمن أسباب العلاج التي يأخذ بها الإنسان مع التوكل على الله.

4. معلومات إضافية مفيدة:

● الروايات الأخرى: وردت روايات أخرى للحديث بزيادة "على الريق" لتأكيد أهمية تناوله قبل الطعام.
● الفوائد العلمية: أثبتت الدراسات الحديثة أن تناول التمر على الريق يساعد في تنظيم مستوى السكر في الدم، وتحسين الهضم، وتقوية المناعة، لاحتوائه على الألياف ومضادات الأكسدة.
● التمييز بين العلاج الطبيعي والاعتقاد الخرافي: يجب أن يُفهم الحديث في إطار الأسباب الطبيعية التي أشار إليها النبي ﷺ، دون اعتقاد قدرات خارقة للتمر بذاته، بل بفضل الله ثم بخصائصه الطبيعية.
● المنهج السني في فهم الأحاديث الطبية: أهل السنة والجماعة يأخذون بهذه الأحاديث ويعملون بها، مع عدم تعارضها مع الأسباب العلمية الحديثة، بل often تتوافق معها.

أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا الفهم في الدين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الأشربة (٢٠٤٨) من طرق، عن إسماعيل بن جعفر، عن شريك بن أبي نمر، عن عبد الله بن أبي عتيق، عن عائشة فذكرته.
والزيادة لأحمد (٢٤٤٨٤) من طريق سليمان بن بلال، عن شريك به. وإسنادها صحيح أيضًا.
وقوله: «العالية» المقصود بها عالية المدينة وهي من جهة الجنوب.
وقوله: «الترياق» ما يستعمل لدفع السم من الأدوية والمعاجين وهو معرب.
وقوله: «أول البُكرة» المراد أكلها في الصباح قبل أن يأكل أي شيء آخر.
وقوله: «من تصبح» عام في كل زمان ومكان، ولا دليل على تخصيصه لأهل المدينة وزمان النبوة فقط، وإن كان قد قال بعض العلماء.
وقوله: «تصبح» أي أكل صباحا قبل أن يطعم شيئًا.
وقوله: «عجوة العالية» هذا تخصيص من عموم عجوة المدينة، وهذا التخصيص لا يسقط حكم العام، كل ما في الأمر أن «العالية» له خصوصية أكثر من غيرها لمناخها.
وقوله: «سبع تمرات عجوة» التحديد بالسبع هذا مما لا مجال للاجتهاد؛ فإن النَّبِي ﷺ خص هذا العدد من العجوة لعلاج السحر والسم فهو كالطبيب الذي يصف الدواء ومقاديره لأن تحديد المقادير من الأدوية له أهمية كبيرة في الاستشفاء وهو أمر يعرفه الجميعُ.
وكانت عائشة تأمر من الدوام -أو من الدوار- بسبع تمرات عجوة في سبع غدوات على الريق.
رواه ابن أبي شيبة (٢٣٩٤٥) عن ابن نمير، قال: أخبرنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته. وهو موقوف عليها.
والدُّوار: بالضم وبالفتح هو شبه الدوران في الرأس.
وأما ما رواه الإمام أحمد (١٤٤٢) عن أبي عامر، حَدَّثَنَا فليح، عن عبد الله بن عبد الرحمن، -
يعني ابن معمر- قال: حدث عامرُ بنُ سعد عمرَ بنَ عبد العزيز -وهو أمير على المدينة- أن سعدا قال: فذكر الحديث.
وجاء فيه: قال فليح: وأظنه قال: «وإن أكلها حين يُمسي لم يضره شيء حتى يصبح». فقال عمر: انظر يا عامر ما تُحَدِّث عن رسول الله ﷺ فقال: أشهد ما كذبت على سعد، وما كذب سعد على رسول الله ﷺ.
فذكر المساء فيه نكارة، تفرّد به فليح وهو ابن سليمان الخزاعي وهو ضعيف ضعّفه ابن معين، وأبو حاتم، والدارمي، والنسائي، وغيرهم، ومشّاه الآخرون إذا لم يخالف، ولم يأت في حديثه بما ينكر عليه. وهنا زاد في المتن ولم يتابعه عليه أحد، ثمّ هو يخالف بما جاء في حديث عائشة: «أول البكرة».
وعند أحمد (٢٤٧٣٥): «أول البكرة على ريق النفس».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 61 من أصل 128 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عَجْوة العالية شفاء أو إنها ترياق أول البكرة

📜 حديث: عَجْوة العالية شفاء أو إنها ترياق أول البكرة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: عَجْوة العالية شفاء أو إنها ترياق أول البكرة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: عَجْوة العالية شفاء أو إنها ترياق أول البكرة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: عَجْوة العالية شفاء أو إنها ترياق أول البكرة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية