حديث: عليكم بألبان البقر فإنها ترم من كل الشجر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في ألبان البقر

عن ابن مسعود قال: قال رسول الله ﷺ: «ما أنزل الله داء إِلَّا أنزل له دواء، فعليكم بألبان البقر، فإنها تَرُمُّ من كل الشجر».

صحيح: رواه ابن حبَّان (٦٠٧٥)، والطيالسي (٣٦٦)، والحاكم (٤/ ١٩٦)، والبيهقي (٩/ ٣٤٥) كلّهم من طرق عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن ابن مسعود فذكره.

عن ابن مسعود قال: قال رسول الله ﷺ: «ما أنزل الله داء إِلَّا أنزل له دواء، فعليكم بألبان البقر، فإنها تَرُمُّ من كل الشجر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النريف الذي رواه الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:

نص الحديث:


«ما أنزل الله داءً إِلَّا أنزل له دواء، فعليكم بألبان البقر، فإنها تَرُمُّ من كل الشجر».


1. شرح المفردات:


● داءً: المرض أو العلّة.
● دواء: العلاج أو الشفاء.
● ألبان البقر: حليب الأبقار.
● تَرُمُّ: تأكل أو ترعى (من الرَّمِيم، أي أكل النبات والكلأ).
● الشجر: هنا يُقصد به النباتات عمومًا، بما فيها الأعشاب والأوراق.


2. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بحقيقة عظيمة، وهي أن الله تعالى لم يُنزِل مرضًا إلا وجعل له دواءً وشفاءً، مما يدل على رحمة الله بعباده وتيسيره لهم سبل العلاج. ثم يوجه النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى الاستفادة من لبن البقر، لأنه يأتي من حيوان يرعى من أنواع متعددة من النباتات، مما يجعله غنيًا بالعناصر الغذائية المفيدة للصحة.
قوله: «فإنها تَرُمُّ من كل الشجر» يعني أن البقرة ترعى وتأكل من مختلف أنواع النباتات والأعشاب، وهذا التنوع في غذائها يجعل لبنها غنيًا بالمركبات والعناصر التي قد تكون دواءً لكثير من الأمراض.


3. الدروس المستفادة:


● التسليم بقدرة الله ورحمته: فالله هو الشافي، وهو الذي خلق الداء والدواء.
● الحث على التداوي: الحديث يحث على البحث عن العلاج والأخذ بالأسباب، فلكل داء دواء.
● الاهتمام بالغذاء الطبيعي: الإرشاد إلى فوائد ألبان البقر كغذاء ودواء، لما تحتويه من منافع صحية.
● التنوع في الغذاء: إشارة إلى أهمية تنوع مصادر الغذاء، كما في تنوع أكل البقرة من النباتات.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على الإعجاز العلمي النبوي، حيث أثبتت الدراسات الحديثة أن لبن البقر يحتوي على عناصر غذائية متكاملة (كالبروتينات، الفيتامينات، المعادن) تفيد في الوقاية من الأمراض وعلاجها.
- الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والحاكم في المستدرك، وصححه الألباني.
- ينبغي للمسلم أن يجمع بين التوكل على الله والأخذ بالأسباب في التداوي، مع اليقين بأن الشفاء بيد الله تعالى.

أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يشفينا ويشفي كل مريض، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن حبَّان (٦٠٧٥)، والطيالسي (٣٦٦)، والحاكم (٤/ ١٩٦)، والبيهقي (٩/ ٣٤٥) كلّهم من طرق عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن ابن مسعود فذكره. وإسناده صحيح.
وصحّحه الحاكم على شرط مسلم.
وفي الإسناد اختلاف في الرفع والوقف والوصل والإرسال غير أن ما ذكرته هو أصحها.
ورواه البزّار (٢٩٩٩) من طريق محمد بن جابر، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن أبي موسى، عن النَّبِيّ ﷺ مثله.
فجعله من مسند أبي موسى الأشعري.
ومحمد بن جابر هو: ابن سيار بن طارق الحنفيّ، قال أبو زرعة: «ساقط الحديث»، وقال البخاريّ: «ليس بالقويّ، يتكلمون فيه، روى مناكير»، وقال أبو داود: «ليس بشيء»، وقال ابن حبَّان: «كان أعمى يلحق في كتبه ما ليس من حديثه، ويسرق ما ذُوكِرَ به، فيحدّث به».
وقوله: «ترمُّ» بضم الراء، وتشديد الميم أي تأكل، أي فربما تأكل من شجر يكون دواء، ويبقى أثرها في اللبن.
وأمّا ما رُوي عن لحومها بأنها داء فلم يثبت، وهو ما رواه الطبرانيّ في الكبير (٢٥/ ٤٢) عن عليّ بن عبد العزيز، ثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، حدثتْني امرأة من أهليّ، عن مُليكة بنت عمرو الزيدية من ولد زيد بن سعد قالت: اشتكيتُ وجعا في حلقيّ، فأتيتُها فوضعتْ لي سمنَ بقرة قالت: إن رسول الله ﷺ قال: «ألبانها شفاء، وسمنها دواء، ولحومها داء».
ورواه أبو داود في المراسيل (٤٤٤) عن ابن نفيل، حَدَّثَنَا زهير، بإسناده ظنا منه أن مليكة بنت عمرو غير صحابية، وجزم بصحتها جماعة من أهل العلم.
وفي الإسناد المرأة لم تُسم، وبه أعلّه أيضًا الهيثميّ في «المجمع» (٥/ ٩٠).
ورواه محمد بن جرير الطبريّ -ومن طريقه أبو نعيم في الطب (٣٢٥) - عن أحمد بن الحسن الترمذيّ، حَدَّثَنَا محمد بن موسى النسائيّ، حَدَّثَنَا دفّاع بن دَغْفل السدوسيّ، عن عبد الحميد بن
صيفي بن صُهَيب، عن أبيه، عن جده يرفعه: «عليكم بألبان البقر؛ فإنها شفاء، وسمنُها دواء، ولحومُها داء».
أورده ابن القيم في زاده (٤/ ٣٢٤ - ٣٢٥) وقال: «ولا يثبت ما في هذا الإسناد».
قال الأعظمي: فيه دفّاع -بفتح الدال ثمّ فاء مشددة- ابن دَغْفل القيسي أو السدوسي قال أبو حاتم: ضعيف.
وعبد الحميد بن صيفي بن صُهَيب «لين الحديث» كما في التقريب.
وفي معناه ما روي أيضًا عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، عن النَّبِيّ ﷺ نحوه.
رواه أبو نعيم في الطب (٨٥٨)، والحاكم (٤/ ٤٠٤) وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد».
وتعقبه الذّهبيّ فقال: «فيه سيف بن مسكين وهّاه ابن حبَّان» انتهى.
قال الأعظمي: قال ابن حبَّان: «شيخ من أهل البصرة، يأتي بالمقلوبات والأشياء الموضوعات، لا يحل الاحتجاج به لمخالفته الأثبات في الروايات على قلتها» - المجروحين (٤٤٠).
والخلاصة فيه: أن هذا الحديث لا يصح بوجه من الوجوه بل هو مخالف لقوله تعالى: ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ﴾ [الحج: ٢٨].
ومن بهيمة الأنعام البقر لقوله تعالى: ﴿وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (١٤٢) ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (١٤٣) وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [سورة الأنعام: ١٤٢ - ١٤٤].
والله تعالى لا يأمر بأكل شيء فيه ضررٌ محضٌ، أو ضررُه أكثرُ كما ثبت أيضًا عن النَّبِيّ ﷺ أنه ضحّى عن نسائه بقرة، وأمر أصحابه بأكلها، وهو لا يأمر أصحابه بأكل شيء فيه داء، كما أنه لا يتقرب إلى الله بشيء فيه ضررٌ. والله تعالى أعلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 58 من أصل 128 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عليكم بألبان البقر فإنها ترم من كل الشجر

  • 📜 حديث: عليكم بألبان البقر فإنها ترم من كل الشجر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عليكم بألبان البقر فإنها ترم من كل الشجر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عليكم بألبان البقر فإنها ترم من كل الشجر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عليكم بألبان البقر فإنها ترم من كل الشجر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب