حديث: العجوة من فاكهة الجنة والحبة السوداء دواء من كل داء إلا الموت

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب التداوي بالحبة السوداء

عن بريدة، عن النَّبِيّ ﷺ قال: «الكمأة دواء للعين، وإن العجوة من فاكهة الجنّة، وإن هذه الحبة السوداء» -قال ابن بريدة: يعني الشونيز الذي يكون في الملح-، دواء من كل داء إِلَّا الموت».

حسن: رواه أحمد (٢٢٩٣٨) عن أسود بن عامر، حَدَّثَنَا زهير، عن واصل بن حيان البجليّ، حَدَّثَنَا عبد الله بن بريدة، عن أبيه فذكره.

عن بريدة، عن النَّبِيّ ﷺ قال: «الكمأة دواء للعين، وإن العجوة من فاكهة الجنّة، وإن هذه الحبة السوداء» -قال ابن بريدة: يعني الشونيز الذي يكون في الملح-، دواء من كل داء إِلَّا الموت».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وإليك الشرح الوافي لهذا الحديث وفق الكتب المعتمدة لدى أهل السنة والجماعة:

1. شرح المفردات:


● الكمأة: نبات بري ينبت تحت الأرض بعد سقوط المطر، يشبه البطاطا، وهو معروف عند العرب، ويسمى أحيانًا "الفقع".
● العجوة: نوع من التمر عالي الجودة، لين وحلو الطعم، وهو من أفضل أنواع التمر.
● الحبة السوداء: هي حبة البركة، والمعروفة باسم "الشونيز"، كما فسرها ابن بريدة في الحديث.
● الشونيز: هو الاسم الآخر للحبة السوداء، وهي بذور سوداء صغيرة، تستخدم في الطب والطعام.

2. شرح الحديث:


يذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ثلاثة أشياء لها فوائد عظيمة:
● الكمأة دواء للعين: أي أن الكمأة نافعة في علاج أمراض العين، كالرمد أو الضعف، وقد ذكر العلماء أن لها خصائص طبية تفيد في ذلك، وهذا من الإعجاز النبوي في الطب.
● العجوة من فاكهة الجنة: أي أن هذا النوع من التمر مبارك وله فضل، وكأنه يشبه فاكهة الجنة في طيبها ونفعها، وهو يدل على شرف هذه الفاكهة وفضل تناولها.
● الحبة السوداء دواء من كل داء إلا الموت: أي أن حبة البركة شفاء لجميع الأمراض البدنية، إلا الموت الذي لا مفر منه. وهذا لا يعني أنها تشفي كل مرض حتمًا، بل لها فوائد طبية عظيمة في الوقاية والعلاج، كما ثبت علميًا اليوم.

3. الدروس المستفادة منه:


● التداوي بالأعشاب والطعام: الحديث يحث على التداوي بالوسائل الطبيعية التي خلقها الله، وهذا يتوافق مع الطب النبوي.
● الإيمان بقدرة الله في الشفاء: الشفاء بيد الله، وهذه الأشياء أسباب شرعية ونفعية، فلا يعتمد عليها alone بل مع التوكل على الله.
● فضل هذه الأطعمة: ينبغي للمسلم أن يحرص على تناول العجوة والحبة السوداء للاستفادة من بركتها، كما يستخدم الكمأة للعين عند الحاجة.
● التوازن في فهم النصوص: قوله "دواء من كل داء" لا يعني أنها تشفي كل مرض بشكل مطلق، بل هي نافعة لكثير من الأمراض، والشفاء التام من الله.

4. معلومات إضافية مفيدة:


● الكمأة: ذكر العلماء أنها تنبت في الأرض بدون بذر، وتكون بعد المطر، وقد استخدمت قديمًا في علاج العين.
● العجوة: هي من تمر المدينة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبها، وثبت في أحاديث أخرى فضلها، مثل حديث السحر الذي أكل منه النبي عجوة.
● الحبة السوداء: وردت في أحاديث أخرى، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بهذه الحبة السوداء، فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام" (رواه البخاري ومسلم). والسام هو الموت.
● الفوائد العلمية: اليوم، أثبت العلم الحديث فوائد الحبة السوداء في تقوية المناعة وعلاج العديد من الأمراض، كما أن الكمأة تحتوي على عناصر مفيدة للعين، والعجوة غنية بالطاقة والفيتامينات.
هذا والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٢٩٣٨) عن أسود بن عامر، حَدَّثَنَا زهير، عن واصل بن حيان البجليّ، حَدَّثَنَا عبد الله بن بريدة، عن أبيه فذكره.
وقوله: «واصل بن حيان«خطأ غلط فيه زهير بن معاوية. قال أحمد بن حنبل: انقلب على زهير اسمه، وقال أبو داود: وغلط فيه زهير.
والصواب أنه صالح بن حيان القرشي ويقال له: القراشي الكوفي ضعيف، تكلم فيه البخاريّ وأبو حاتم وأبو داود وغيرهم.
وجاء التصريح باسمه عند أحمد (٢٢٩٧٢) في حديث طويل عن محمد بن عبيد قال: حَدَّثَنَا صالح -يعني ابن حيان- عن ابن بريدة، عن أبيه أنه كان مع رسول الله ﷺ في اثنين وأربعين من أصحابه، والنبي ﷺ يُصَلِّي في المقام، وهم خلفه جلوس ينتظرونه، فلمّا صلى أهوى فيما بينه وبين الكعبة كأنه يريد أن يأخذ شيئًا، ثمّ انصرف إلى أصحابه، فثاروا وأشار إليهم بيده أن اجلسوا فجلسوا. فقال: «رأيتموني حين فرغت من صلاتي أهويت فيما بيني وبين الكعبة كأني أريد أن آخذ شيئًا». قالوا: نعم يا رسول الله. قال: «إنَّ الجنّة عرضت عليّ، فلم أر مثل ما فيها، وإنها مرت بي خصلة من عنب فأعجبتني، فأهويت إليها لآخذها فسبقتني، ولو أخذتها لغرستها بين ظهرانيكم
حتّى تأكلوا من فاكهة الجنّة، واعلموا أن الكمأة دواء العين، وأن العجوة من فاكهة الجنّة، وأن هذه الحبة السوداء -التي تكون في الملح-، اعلموا أنها دواء من كل داء إِلَّا الموت».
ولكن روي الحديثُ من وجه آخر، رواه ابن أبي شيبة (٢٣٩٠٦) عن عبد الرحيم بن سليمان، عن إسماعيل بن مسلم، عن قتادة، ومطر بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، عن النَّبِيّ ﷺ، قال: «الشونيز فيه شفاء من كل داء إِلَّا السام»، قالوا: يا رسول الله، ما السام؟ قال: «الموت».
وإسماعيل بن مسلم هو المكي أبو إسحاق ضعيف، ضعّفه ابن معين وابن المديني وأبو حاتم وغيرهم.
ولكن الحديث بهذين الإسنادين يتقوى إذْ ليس فيهم من اتهم، ولفقراته شواهد صحيحة.
وقوله: «الشونيز» هو الحبة السوداء.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 53 من أصل 128 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: العجوة من فاكهة الجنة والحبة السوداء دواء من كل داء إلا الموت

  • 📜 حديث: العجوة من فاكهة الجنة والحبة السوداء دواء من كل داء إلا الموت

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: العجوة من فاكهة الجنة والحبة السوداء دواء من كل داء إلا الموت

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: العجوة من فاكهة الجنة والحبة السوداء دواء من كل داء إلا الموت

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: العجوة من فاكهة الجنة والحبة السوداء دواء من كل داء إلا الموت

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب