حديث: العجوة من الجنة، وهي شفاء من السم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب العجوة من الجنة

عن أبي سعيد، وجابر، قالا: قال رسول الله ﷺ: «الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين، والعجوة من الجنة، وهي شفاء من السم».

حسن: رواه ابن ماجه (٣٤٥٣)، وأحمد (١١٤٥٣) كلاهما من طريق أسباط بن محمد، حدثنا الأعمش، عن جعفر بن إياس، عن شهر بن حوشب، عن أبي سعيد، وجابر فذكراه.

عن أبي سعيد، وجابر، قالا: قال رسول الله ﷺ: «الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين، والعجوة من الجنة، وهي شفاء من السم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث أبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله رضي الله عنهما الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام البخاري في صحيحه، وغيرهما، هو من الأحاديث التي جمعت بين الإعجاز النبوي والعلمي، والفوائد الطبية، والإشارات الإيمانية.

أولاً. شرح المفردات:


● الكمأة: نبات فطري ينبت في الأرض من غير زراعة، وهو معروف عند العرب، ويسمى في بعض البلدان "الفقع" أو "الترفاس".
● من المن: المن هو الطعام الذي كان ينزله الله تعالى على بني إسرائيل في البرية، وهو عبارة عن طعام حلو المذاق، يشبه العسل أو الشمع، كان يأتيهم من غير كد ولا تعب.
● ماؤها: عصارتها أو السائل الذي يخرج منها.
● شفاء للعين: دواء وعلاج لأمراض العين.
● العجوة: نوع من أنواع التمر الذي ينبت في المدينة المنورة، وهو من أطيب التمر.
● من الجنة: أي أن أصلها من الجنة، أو أنها تشبه تمر الجنة في طيبها وفائدتها.
● شفاء من السم: ترياق وعلاج للسم.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن فضائل نوعين من الأطعمة التي جعلها الله تعالى فيها منافع عظيمة للإنسان.
أما الكمأة، فهي من الأغذية التي أنعم الله بها على عباده من غير تعب ولا زراعة، شبهها النبي صلى الله عليه وسلم بالمن الذي كان ينزل على بني إسرائيل، لأنه يأتي بلا كد ولا مشقة. وهذا تشبيه لبيان فضلها ونعمة الله بها على عباده.
وأما ماؤها -أي عصارتها- فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها شفاء للعين. وقد أثبتت الدراسات الطبية الحديثة أن الكمأة تحتوي على مواد مضادة للبكتيريا والالتهابات، وأن عصارتها تفيد في علاج بعض أمراض العين، مثل الرمد والحساسية، مما يظهر إعجاز النبي صلى الله عليه وسلم في وصف فوائدها قبل أكثر من ألف عام.
وأما العجوة، فهي نوع من التمر الموجود في المدينة المنورة، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها من الجنة، إما لأن أصلها منها، أو لأن طعمها يشبه طعم ثمار الجنة في حلاوتها وطيبها. وقد ورد في أحاديث أخرى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر». وهذا يدل على فضلها العظيم.
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها شفاء من السم، وذلك لاحتوائها على مواد مضادة للسموم، وقد أثبت العلم الحديث أن التمر عموماً يحتوي على مواد تعادل السموم وتقوي مناعة الجسم.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- الإعجاز العلمي في السنة النبوية: هذا الحديث من الأدلة على أن أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ليست فقط مواعظ وإرشادات، بل فيها إخبار عن حقائق علمية لم تكتشف إلا في العصر الحديث.
2- التداوي بما أباحه الله: النبي صلى الله عليه وسلم يشير إلى أن الله جعل في بعض الأطعمة الطبيعية أدوية وعلاجات، وهذا يحثنا على البحث عن فوائد الأغذية الطبيعية والتداوي بها.
3- شكر نعم الله: الكمأة والعجوة من النعم التي أنعم الله بها على عباده، فيجب شكر الله عليها واستعمالها في طاعته.
4- الاهتمام بالصحة والوقاية: الحديث يحث على الوقاية من الأمراض بالاعتماد على الأغذية المفيدة والطبيعية.

رابعًا. معلومات إضافية:


- وردت أحاديث أخرى تؤكد فوائد العجوة، مثل حديث: «من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر».
- الكمأة كانت معروفة عند العرب، وقد ورد ذكرها في الشعر الجاهلي، مما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكرها من قبيل الثقافة العامة، بل بوحي من الله.
- ينبغي للمسلم أن يتفكر في نعم الله، ويستعمل هذه الأغذية بنية التقوي على الطاعة، والتداوي بها مع التوكل على الله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٣٤٥٣)، وأحمد (١١٤٥٣) كلاهما من طريق أسباط بن محمد، حدثنا الأعمش، عن جعفر بن إياس، عن شهر بن حوشب، عن أبي سعيد، وجابر فذكراه.
وإسناده حسن من أجل شهر بن حوشب وإنه لا مانع من أنه سمعه عن أبي سعيد وجابر كما سمعه من أبي هريرة. والطريقان محفوظان.
ورواه ابن ماجه (٣٤٥٣) من وجه آخر عن سعيد بن مسلمة بن هشام، عن الأعمش، عن جعفر ابن إياس، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدريّ. وحده، عن النبي ﷺ مثله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 63 من أصل 128 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: العجوة من الجنة، وهي شفاء من السم

  • 📜 حديث: العجوة من الجنة، وهي شفاء من السم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: العجوة من الجنة، وهي شفاء من السم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: العجوة من الجنة، وهي شفاء من السم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: العجوة من الجنة، وهي شفاء من السم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب