حديث: لا عدوى ولا هامة ولا نوء ولا صفر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر، ولا نوء، ولا غول

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «لا عَدْوى، ولا هامةَ، ولا نوءَ، ولا صفرَ»

صحيح: رواه مسلم في السلام (٢٣٢٠) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، عن العلاء، عن
أبيه، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «لا عَدْوى، ولا هامةَ، ولا نوءَ، ولا صفرَ»

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس ونفهم من سنة نبيه ﷺ.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث التي تُبطل الخرافات وتؤصل العقيدة الصحيحة. وإليك الشرح المفصل له:

أولاً. شرح المفردات:


* لا عَدْوَى: العدوى هي انتقال المرض من الشخص المريض إلى السليم بمخالطته. والمراد نفي ما كان يعتقده أهل الجاهلية من أن الأمراض تعدي بطبعها من غير إرادة الله تعالى.
* ولا هامةَ: الهامة في الجاهلية: طيرٌ كانوا يزعمون أنه إذا قُتل الإنسان ظلَت روحه تطير على شكل طائر (هامة) وتصوت، فإذا سمعوا صوتها قالوا: هذه روح فلان تطلب الثأر! فجاء الإسلام ليبطل هذه الخرافة.
* ولا نوءَ: النوء هو النجم أو الكوكب الذي يطلع أو يغيب مع مطر معين. فكان أهل الجاهلية إذا نزل المطر قالوا: "مطرنا بنوء كذا وكذا"، ينسبون المطر إلى النجوم لا إلى الله تعالى، فجاء النبي ﷺ لينفي هذا الاعتقاد الفاسد.
* ولا صفرَ: قيل إنه شهر صفر، وكانوا يتشاءمون منه، وخاصة أواخره، ويقولون إن فيه أفاعي تنتشر وتلدغ الناس. وقيل: "صفر" هو داء في البطن كانوا يزعمون أنه ينتقل من شخص لآخر. وفي كلتا الحالتين، جاء النص ليبطل التشاؤم والاعتقاد الخاطئ.

ثانياً. شرح الحديث:


كلام النبي ﷺ هنا نفي للخرافات والعقائد الفاسدة التي كانت سائدة في الجاهلية، وليس نفياً للأمور الحسية المشاهدة.
1- نفي العدوى: ليس المقصود نفي انتقال المرض بشكل مطلق، فقد قال النبي ﷺ في أحاديث أخرى: «فِرَّ مِنَ المَجْذُومِ فِرَارَكَ مِنَ الأَسَدِ» (رواه البخاري)، وأمر بعدم إدخال المصابين بأمراض على الأصحاء. فالمقصود من النفي هنا هو نفي اعتقاد الجاهلية الذي كان سائداً، حيث كانوا يعتقدون أن المرض يعدي بطبعه من دون مشيئة الله وقدرته. فجاء الإسلام ليؤكد أن كل شيء بقدر الله، وأن العدوى لا تحدث إلا بمشيئة الله وإذنه، فلا يجوز أن نعتقد أن هناك قوى مستقلة تؤثر في الكون غير الله تعالى.
2- نفي الهامة والنوء والصفر: كل هذه معتقدات جاهلية باطلة، تُنسب التأثير فيها إلى غير الله. فالنبي ﷺ يريد أن يحرر عقول الناس من هذه الأوهام، ويؤكد أن الأرواح لا تتحول إلى طيور، وأن المطر ينزل بقدرة الله لا بحركة النجوم، وأن الشهور لا تضر ولا تنفع بذاتها.
الجمع بين نفي العدوى والأمر بالفرار منها:
هذا من أعظم دقائق العقيدة الإسلامية. فالأمر بالفرار من المجذوم (المصاب بالبرص) مثلاً، هو أخذ بالأسباب التي خلقها الله وجعلها مظنةً لحدوث الأشياء، مع الاعتقاد الجازم أن هذه الأسباب لا تؤثر بذاتها، بل بمشيئة الله تعالى. فالمسلم يتخذ الأسباب وينفي اعتقاد تأثيرها المستقل.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- توحيد الألوهية: الحديث دليل عظيم على وجوب إفراد الله تعالى بالتدبير والتأثير، ونفي أي اعتقاد بأن شيئاً من المخلوقات له تأثير مستقل في هذا الكون.
2- محاربة الخرافات والأوهام: الإسلام دين العقل والمنطق والفطرة، يحارب كل ما يخالف ذلك من الخرافات التي تُذهِب طمأنينة القلب وتصده عن الله.
3- الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله: المسلم مأمور بأن يتخذ الأسباب المشروعة (كاجتناب المريض خوفاً من العدوى)، ولكن قلبه must يكون معلقاً بالله وحده، موقناً أن الضر والنفع بيده سبحانه.
4- التسليم والرضا بقضاء الله وقدره: عندما يعلم المسلم أن كل شيء بقدر الله، فإنه لا يخاف من الطوالع ولا يتشاءم بالأزمنة، بل يثق في حكمة ربه وتدبيره.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الحديث جزء من خطبة طويلة، قال فيها النبي ﷺ: «...وَلا عَدْوَى وَلا صَفَرَ وَلا هَامَةَ. وَفِرَّ مِنَ المَجْذُومِ كَمَا تَفِرُّ مِنَ الأَسَدِ» مما يؤكد أن النفي للاعتقاد الباطل، والأمر بالأخذ بالسبب الظاهر.
* العلماء فصلوا في مسألة العدوى، وأكدوا أن الحديث لا ينافي الأخذ بالاحتياطات الطبية الحديثة، بل إنها من باب الأخذ بالأسباب التي أقرها الشرع.
* ينبغي للمسلم أن يحذر من التشاؤم بالأسماء أو الأوقات أو الأماكن، فهذا منافٍ لكمال التوكل على الله.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا الفقه في دينه، والاعتصام بسنّة نبيه ﷺ، وأن ي purify قلوبنا من الشرك والخرافات. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في السلام (٢٣٢٠) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، عن العلاء، عن
أبيه، عن أبي هريرة فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 102 من أصل 128 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا عدوى ولا هامة ولا نوء ولا صفر

  • 📜 حديث: لا عدوى ولا هامة ولا نوء ولا صفر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا عدوى ولا هامة ولا نوء ولا صفر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا عدوى ولا هامة ولا نوء ولا صفر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا عدوى ولا هامة ولا نوء ولا صفر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب