حديث: خير تمركم وأنفعه لكم البرني

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في تمر البرني

عن شهاب بن عباد أنه سمع بعض وفد عبد القيس وهم يقولون: قدّمنا على رسول الله ﷺ فذكر الحديث بطوله وجاء فيه: ثمّ أومأ النَّبِيّ ﷺ إلى صُبْرة فقال: «أتسمون هذا البرني؟» قلنا: نعم، فقال رسول الله ﷺ: «أما إنه خير تمركم، وأنفعه لكم».
قال: فرجعنا من وفادتنا تلك فأكثرنا الغَرْز منه، وعَظُمتْ رغبتُنا فيه حتّى صار عُظْمَ نخلنا وتمرنا البرني.

حسن: رواه أحمد (١٥٥٥٩) عن يونس بن محمد، قال: حَدَّثَنِي يحيى بن عبد الرحمن العصري، حَدَّثَنَا شهاب بن عباد قال: فذكره.

عن شهاب بن عباد أنه سمع بعض وفد عبد القيس وهم يقولون: قدّمنا على رسول الله ﷺ فذكر الحديث بطوله وجاء فيه: ثمّ أومأ النَّبِيّ ﷺ إلى صُبْرة فقال: «أتسمون هذا البرني؟» قلنا: نعم، فقال رسول الله ﷺ: «أما إنه خير تمركم، وأنفعه لكم».
قال: فرجعنا من وفادتنا تلك فأكثرنا الغَرْز منه، وعَظُمتْ رغبتُنا فيه حتّى صار عُظْمَ نخلنا وتمرنا البرني.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أهلاً وسهلاً بك أيها السائل الكريم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف الذي ذكر هو جزء من حديث وفد عبد القيس الطويل، الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره، وهو حديث عظيم فيه من الفوائد والدروس ما ينفع المسلم في دينه ودنياه.

أولاً. شرح المفردات:


● وفد عبد القيس: هم جماعة من قبيلة عبد القيس من أهل البحرين قدموا على رسول الله ﷺ.
● أومأ: أشار.
● الصُّبْرة: الكومة أو المجموعة الكبيرة من الشيء المتراكم بعضه على بعض، وهنا يقصد كومة من التمر.
● البرني: نوع من أنواع التمر المعروف بجودته، وهو من أفضل أنواع التمر.
● الغَرْز: هو غرس النخل وزراعته.
● عُظْم نخلنا: معظم نخلنا.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الحديث أن وفد عبد القيس قدموا على رسول الله ﷺ، وفي أثناء حديثهم معه أشار النبي ﷺ إلى صبرة (أي كومة) من تمر البرني وسألهم: "أتسمون هذا البرني؟" فأجابوه: نعم. فأخبرهم النبي ﷺ أن هذا النوع من التمر هو خير تمرهم وأنفعه لهم.
فلم يتردد الوفد في تطبيق هذه السنة النبوية، فلما رجعوا إلى بلادهم أكثروا من غرسه وزراعته، حتى أصبح معظم نخلهم وتمرهم من نوع البرني، امتثالاً لتوجيه النبي ﷺ وطلباً للبركة والنفع.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- التوجيه النبوي في الأمور الدنيوية: النبي ﷺ لا ينطق عن الهوى، حتى في الأمور الدنيوية التي يختبرها أهلها، فهو يرشد إلى ما فيه الخير والمنفعة، مما يدل على شمولية الإسلام لجم aspects الحياة.
2- الاهتمام بالزراعة والاقتصاد: حث النبي ﷺ على اختيار الأجود في الزراعة والغرس، مما يعود بالنفع على الفرد والمجتمع اقتصادياً وصحياً.
3- سرعة استجابة الصحابة: لم يتلكأ الصحابة في تطبيق ما سمعوه من النبي ﷺ، بل بادروا إلى العمل به، وهذا من علامات الإيمان وحسن الاتباع.
4- البركة في اتباع السنة: عندما اتبعوا توجيه النبي ﷺ، كثر خيرهم وعظم نفعهم، فصار البرني معظم نخلهم وتمرهم.
5- الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله: لم يعتمدوا على مجرد التمني، بل باشروا العمل بالأسباب (الغرس والزراعة) مع توكلهم على الله واتباعهم لرسوله.
6- الاستفادة من خبرات الآخرين: النبي ﷺ أرشدهم إلى ما هو خير لهم، مع أنه ليس من أهل بلدهم، مما يدل على أهمية الاستفادة من نصائح الخبراء والعلماء.

رابعاً. فوائد إضافية:


- في الحديث إشارة إلى فضل تمر البرني، وقد ذكر العلماء أنه من أجود أنواع التمر وفيه منافع صحية عديدة.
- الحديث يدل على حرص النبي ﷺ على مصلحة أمته حتى في الأمور المعيشية.
- فيه دليل على أن اتباع السنة سبب للبركة في الرزق والمال.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن ينفعنا بما علمنا ويعلمنا ما ينفعنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٥٥٥٩) عن يونس بن محمد، قال: حَدَّثَنِي يحيى بن عبد الرحمن العصري، حَدَّثَنَا شهاب بن عباد قال: فذكره.
والحديث فيه قصة وهي: قال الراوي: قدّمنا على رسول الله ﷺ فاشتد فرحهم بنا، فلما انتهينا إلى القوم أوسعوا لنا، فقعدنا فرحب بنا النَّبِيّ ﷺ، ودعا لنا، ثمّ نظر إلينا فقال: «من سيّدُكم وزعيمُكم؟» فأشرنا بأجمعنا إلى المنذر بن عائذ، فقال النَّبِي ﷺ: «أهذا الأشج» وكان أول يوم وضع عليه هذا الاسم بضربة لوجهه بحافر حمار، قلنا: نعم يا رسول الله، فتخلف بعض القوم، فعقل رواحلهم، وضم متاعهم، ثمّ أخرج عيبته فألقى عنه ثياب السفر، ولبس من صالح ثيابه، ثمّ أقبل إلى النَّبِيّ ﷺ، وقد بسط النبي ﷺ رِجْله، واتكأ، فلمّا دنا منه الأشجّ أوسع القومُ له، وقالوا: هاهنا يا أشج، فقال النَّبِيّ ﷺ واستوى قاعدًا، وقبض رجله: «هاهنا يا أشج» فقعد عن يمين النَّبِيّ ﷺ فرحب به، وألطفه، وسأله عن بلاده وسمى له قريةً قريةً: الصفا، والمُشَقَّر وغير ذلك من قرى هَجَر، فقال: بأبي وأمي يا رسول الله، لأنت أعلم بأسماء قُرانا منا، فقال: «إنَّي قد وطئت بلادكم، وفسح لي فيها»، قال: ثمّ أقبل على الأنصار فقال: «يا معشر الأنصار، أكرموا إخوانكم، فإنهم أشباهكم في الإسلام أشبه شيء بكم أشعارا وأبشارا، أسلموا طائعين غير مكرهين، ولا مَوْتورين إذ أبى قوم أن يسلموا حتّى قُتِلوا».
قال: فلمّا أن أصبحوا قال: «كيف رأيتم كرامة إخوانكم لكم، وضيافتهم إياكم؟» قالوا: خير إخوان، ألانوا فراشنا، وأطابوا مطعمنا، وباتوا، وأصبحوا يعلِّمونا كتاب ربنا تبارك وتعالى، وسنة نبينا ﷺ، فأعجبت النبيَّ ﷺ وفرح بها، ثمّ أقبل علينا رجلًا رجلًا يعرضُنا على ما تعلَّمْنا، وعَلِمْنا، فمنا من علم التحيات وأم الكتاب، والسورة والسورتين، والسنن، ثمّ أقبل علينا بوجهه، فقال: «هل معكم من أزوادكم شيء؟» ففرح القوم بذلك وابتدروا رحالهم، فأقبل كل رجل منهم معه صُبْرة من تمر فوضعوها على نِطَع بين يديه، فأومأ بجريدةٍ في يده كان يختصر بها فوق الذراع، ودون الذراعين، فقال: «أتسمون هذا التعضوض؟» قلنا: نعم، ثمّ أومأ إلى صُبْرة أخرى، فقال: «أتسمون هذا الصرفان؟» قلنا: نعم، ثمّ أومأ إلى صُبْرة، فقال: «أتسمون هذا البرني؟» قلنا: نعم، فقال رسول الله ﷺ: «أما إنه خير تمركم، وأنفعه لكم» قال: فرجعنا من وفادتنا تلك، فأكثرنا الغرز منه، وعظمت رغبتنا فيه حتّى صار عُظْم نخلِنا وتمرِنا البرني.
فمال: الأشجّ: يا رسول الله، إن أرضنا أرضٌ ثقيلةٌ وَخِمةٌ، وإنا إذا لم نشرب هذه الأشربة هِيجت ألوانُنا، وعظمت بطونُنا، فقال رسول الله ﷺ: «لا تشربوا في الدباء، والحنتم، والنقير، وليشربْ أحدُكم في سقاء يُلاث على فيه» فقال له الأشج: بأبي، وأمي يا رسول الله، رَخِّصْ لنا في مثل هذه، وأومأ بكفيه، فقال: «يا أشج، إني إن رخَّصْتُ لك في مثل هذه» -وقال بكفيه هكذا -شربته في مثل هذه، -وفرج يديه وبسطها، يعني أعظم منها- حتّى إذا ثَمِلَ أحدُكم من شرابه، قام إلى ابن عمه فهزر ساقه بالسيف، وكان في الوفد رجل من بني عضل يقال له: الحارث، قد
هُزِرَتْ ساقه في شراب لهم في بيت تَمَثَّله من الشِّعر في امرأة منهم، فقام بعضُ أهل ذلك البيت فهزر ساقَه بالسيف، فقال الحارث: «لما سمعتها من رسول الله ﷺ جعلت أسدل ثوبي، فأغطّي الضربة بساقي، وقد أبداها الله تبارك وتعالى.
وإسناده حسن من أجل يحيى بن عبد الرحمن، وشيخه شهاب بن عباد العبدي البصري، وثّقهما ابن حبَّان، وقصة وفد عبد القيس رُوي من أوجه كثيرة يشدّ بعضها بعضًا.
وأمّا قوله: «خير تمركم البرني» فله شواهد كثيرة، وفي أسانيدهم مقال إِلَّا أن الشواهد الكثيرة تدل على أن له أصلًا.
وقال الهيثمي في «المجمع» (٨/ ١٧٧ - ١٧٨): «رواه أحمد ورجاله ثقات» اعتمادًا على توثيق ابن حبَّان.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 67 من أصل 128 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خير تمركم وأنفعه لكم البرني

  • 📜 حديث: خير تمركم وأنفعه لكم البرني

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خير تمركم وأنفعه لكم البرني

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خير تمركم وأنفعه لكم البرني

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خير تمركم وأنفعه لكم البرني

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب