ائت الحارث بن كلدة فإنه رجل يتطبب

حديث: ائت الحارث بن كلدة فإنه رجل يتطبب

روي عن سعد قال: مرضتُ مرضًا أتاني رسول الله ﷺ يعودني فوضع يده بين ثديي حتى وجدت بردها على فؤادى فقال: «إنك رجل مفؤود ائت الحارث بن كلدة أخا ثقيف؛ فإنه رجل يتطبب، فليأخذ سبعَ تمرات من عجوة المدينة، فَلْيجأْهن بنواهن ثمّ ليلدَّك بهن».

ضعيف: رواه أبو داود (٣٨٧٥) عن إسحاق بن إسماعيل، حدثنا سفيان (هو ابن عيينة)، عن ابن أبي نجيج، عن مجاهد، عن سعد قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع:

نص الحديث:

روي عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: مرضتُ مرضًا أتاني رسول الله ﷺ يعودني فوضع يده بين ثديي حتى وجدت بردها على فؤادي فقال: «إنك رجل مفؤود ائت الحارث بن كلدة أخا ثقيف؛ فإنه رجل يتطبب، فليأخذ سبعَ تمرات من عجوة المدينة، فَلْيجأْهن بنواهن ثمّ ليلدَّك بهن».

١. شرح المفردات:

● يعودني: يزورني ويطمئن على صحتي، والزيارة للمريض تسمى عيادة.
● فؤادي: قلبي، والمقصود هنا الصدر وما يحويه من القلب.
● مفؤود: من الفؤاد، ويقصد به هنا أن به ألماً في فؤاده (قلبه) أو صدره، وقيل: المصاب بداء في قلبه.
● يتطبب: يمارس الطب ويعالجه.
● عجوة المدينة: نوع من أفضل أنواع التمر في المدينة المنورة، ومشهور ببركته.
● يجأهن: يدقهن ويسحقهن.
● بنواهن: مع نواهن، أي لا يخرج النوى بل يسحق التمر بالنوى.
● ليلدك: يضع الدواء في فمك أو يحقنك به (واللدود: ما يسقى أو يوضع في فم المريض من جهة جانب الفم).

٢. شرح الحديث:

كان سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه مريضاً، فزاره النبي ﷺ في مرضه، ووضع يده الشريفة على صدره حتى شعر سعد ببردة تلك اليد المباركة على فؤاده (قلبه)، مما دل على رحمة النبي ﷺ وحنوه على أصحابه.
ثم أخبره النبي ﷺ بأنه يعاني من مرض في فؤاده (أي في قلبه أو صدره)، وأرشده إلى أن يذهب إلى الحارث بن كلدة الثقفي، وهو طبيب معروف في الجاهلية والإسلام، وكان من العرب المشهورين بالطب.
وأمره النبي ﷺ أن يأخذ من الحارث بن كلدة علاجاً يتكون من سبع تمرات من عجوة المدينة، يسحقها مع نواها (أي لا يزيل النوى)، ثم يستعمل هذا المسحوق كلدود (أي يوضع في فم المريض من الجانب).

٣. الدروس المستفادة:

1- زيارة المريض: فيها تأكيد على سنة عيادة المريض وتفقد أحواله، وهي من حقوق المسلمين على بعضهم.
2- الرقية والتداوي: الحديث يدل على مشروعية التداوي والعلاج، وأنه لا تعارض بين التوكل على الله والأخذ بالأسباب.
3- بركة يدي النبي ﷺ: لمسة النبي ﷺ لصدر سعد وبرودة يده الشريحة تدل على ما كان له ﷺ من بركة وحكمة.
4- الاستفادة من أهل الخبرة: أرشده النبي ﷺ إلى طبيب خبير (الحارث بن كلدة)، مما يدل على أهمية الاستعانة بأهل الاختصاص.
5- العلاج بالتمر: فيه إشارة إلى الفوائد الطبية للتمر، وخاصة عجوة المدينة، وقد ثبت علمياً فوائده في تقوية القلب وتنظيم ضرباته.
6- العدد سبعة: قد يكون للعدد سبعة تأثير أو بركة خاصة، كما ورد في عدد من الأحاديث النبوية.

٤. معلومات إضافية:

- الحارث بن كلدة الثقفي كان طبيباً مشهوراً في زمن الجاهلية والإسلام، وعاش حتى أيام معاوية رضي الله عنه.
- العجوة من أنواع التمر المباركة، وقد ورد في حديث آخر: «من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر» (رواه البخاري ومسلم).
- النوى في التمر له فوائد طبية أيضاً، وقد أثبتت الدراسات الحديثة احتواء نوى التمر على مضادات أكسدة وألياف مفيدة.

أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يشفى مرضى المسلمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٨٧٥) عن إسحاق بن إسماعيل، حدثنا سفيان (هو ابن عيينة)، عن ابن أبي نجيج، عن مجاهد، عن سعد قال: فذكره.
كذا جاء (سعد) غير منسوب، وكذا رواه الحسن بن سفيان كما في الإصابة (٣١٦٥) عن قُتَيبة، عن ابن عيينة به، ولم ينسبه.
وسعد هو ابن أبي وقاص كما جزم به المزي في تحفة الأشراف، ومجاهد لم يسمع منه كما قال أبو حاتم، وأبو زرعة.
لكن رواه الطبراني (٦/ ٦١) من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي، عن يونس بن الحجاج
الثقفي، حَدَّثَنَا سفيان بن عيينة بهذا الإسناد فقال: «عن سعد بن أبي رافع».
ويونس بن الحجاج مجهول؛ لأنه لم يرو عنه إِلَّا محمد بن عبد الله الحضرمي، ومع ذلك ذكره ابن حبَّان في الثقات، ثمّ هو أخطأ في قوله: «سعد بن أبي رافع» لأنه لا يعرف في الصحابة من يسمى سعد بن أبي رافع.
ولكن روى ابن إسحاق عن إسماعيل بن محمد بن سعد أبي وقَّاص، عن أبيه، عن جده مثل هذا كما في الإصابة (٣١٦٥). والله تعالى أعلم.
و«المفؤود»: الذي أصيب فؤاده، فهو يشتكيه كالمبطون الذي يشتكي بطنه.
و«اللدود»: ما يُسقاه الإنسان من أحد جانبي الفم، وفي التمر خاصية عجيبة لهذا الداء، ولا سيما تمر المدينة، ولا سيما العجوة منه، وفي كونها سبعا خاصية أخرى تدرك بالوحي. زاد المعاد (٤/ ٩٦).
وقوله: «فليجأهن بنواهن» يريد ليرُضّهن.
وقوله: «الوجيئة»: حساء يُتخذ من التمر والدقيق، فيتحسّاه المريض. قاله الخطّابي.
وقال البغوي: «فليجأهن» أي فليدقّهن، ومنه أخذت الوجيئة، وهي المدقوقة حتى يلزم بعضه بعضا، ومنه أخذ الوجاء في الحديث: «الصوم له وجاء». شرح السنة (١١/ ٣٢٧).

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 65 من أصل 128 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ائت الحارث بن كلدة فإنه رجل يتطبب

📜 حديث: ائت الحارث بن كلدة فإنه رجل يتطبب

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ائت الحارث بن كلدة فإنه رجل يتطبب

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ائت الحارث بن كلدة فإنه رجل يتطبب

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ائت الحارث بن كلدة فإنه رجل يتطبب

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية