حديث: لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٦١)﴾
الرجل من أهله إلى الطعام، قال: إني لأجنح أن آكل منه. والتجنح الحرج، ويقول: المسكين أحق به مني. فأحلَّ في ذلك أن يأكلوا مما ذكر اسم الله عليه، وأحل طعام أهل الكتاب.
حسن: رواه أبو داود (٣٧٥٣)، والبيهقي (٧/ ٢٧٤ - ٢٧٥) كلاهما من طريق أحمد بن محمد المروزي، حدثني علي بن الحسين بن واقد، عن أبيه، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: فذكره.
![عن ابن عباس قال: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ﴾ [سورة النساء: ٢٩]، فكان الرجل يحرج أن يأكل عند أحد من الناس بعد ما نزلت هذه الآية، فنسخ ذلك الآية التي في النور. قال: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا﴾، كان الرجل الغني يدعو
الرجل من أهله إلى الطعام، قال: إني لأجنح أن آكل منه. والتجنح الحرج، ويقول: المسكين أحق به مني. فأحلَّ في ذلك أن يأكلوا مما ذكر اسم الله عليه، وأحل طعام أهل الكتاب. عن ابن عباس قال: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ﴾ [سورة النساء: ٢٩]، فكان الرجل يحرج أن يأكل عند أحد من الناس بعد ما نزلت هذه الآية، فنسخ ذلك الآية التي في النور. قال: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا﴾، كان الرجل الغني يدعو
الرجل من أهله إلى الطعام، قال: إني لأجنح أن آكل منه. والتجنح الحرج، ويقول: المسكين أحق به مني. فأحلَّ في ذلك أن يأكلوا مما ذكر اسم الله عليه، وأحل طعام أهل الكتاب.](img/Hadith/hadith_12886.png)
شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.أهلاً بك أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الأثر المروي عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - يتعلق ببيان نزول آيتين كريمتين في كتاب الله، وكيف فهم الصحابة دلالتهما العميقة على تحريم أكل المال بالباطل وتحليل الطيبات. وإليك الشرح المفصل:
أولاً. شرح المفردات:
● تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ: المقصود هنا ليس الأكل باللسان فقط، بل كل استيلاء على المال واستهلاك له بغير حق، من أكل أو شرب أو لبس أو انتفاع بأي صورة.
● بِالْبَاطِلِ: بغير حق، أي بطرق غير مشروعة كالسرقة والغش والربا والغصب والخداع.
● عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ: عن رضا تام وطيب نفس من الطرفين، دون إكراه أو غبن فاحش.
● يُحْرِجُ: يضيق صدره ويشعر بالحرج والمنع والتثريب.
● نَسَخَ: أزال حكم الآية الأولى أو بعضه بالآية الثانية. والنسخ في الشرع هو رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي متأخر.
● جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا: مجتمعين أو متفرقين.
● يَجْنَحُ: يميل ويضطرب ويتردد خوفاً من الإثم، وهو بمعنى "يُحرج".
● أَحَلَّ طَعَامَ أَهْلِ الْكِتَابِ: أباح للمسلمين أن يأكلوا من ذبائح اليهود والنصارى.
ثانيًا. شرح الحديث والأثر:
يشرح لنا ابن عباس - وهو حبر الأمة وترجمان القرآن - السياق الذي نزلت فيه الآية الكريمة من سورة النساء: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ}.
1- شدة تحرز الصحابة: لما نزلت هذه الآية العظيمة، والتي تحرم أي شكل من أشكال أكل المال بغير حق، فهم منها الصحابة الكرام أعمق فهم. فلم يكونوا كمن يبحث عن الثغرات والرخص، بل كانوا يخافون أن يقعوا في شيء من الحرام ولو من بعيد. فصار الرجل يتحرج ويضيق صدره أن يأكل طعاماً عند أخيه أو جاره أو صديقه، ظناً منه أن هذا قد يدخل في عموم "أكل المال بالباطل" إذا لم يكن هناك عوض واضح، أو خوفاً من أن يكون ذلك منةً أو شيئاً يثقل على صاحبه.
2- موقف الغني والفقير: بلغ من شدة تحرزهم أن الرجل الغني إذا دعا الرجل الفقير أو المحتاج من أهله أو جيرانه إلى الطعام، كان المدعو يقول في نفسه: "إني لأجنح أن آكل منه" أي أتردد وأخاف أن آثم بأكل هذا الطعام. بل كان يذهب به الفهم إلى أبعد من ذلك فيقول: "المسكين أحق به مني"، أي أن هذا الطعام في نظر الصدقة أو البر، والمسكين الذي لا يجد قوتاً أولى به مني الذي أستطيع الكسب.
3- بيان الحلال ورفع الحرج (النسخ): لما رأى الله تعالى من عباده هذا الورع العظيم والحرص على عدم الوقوع في الحرام، أنزل الآية الكريمة في سورة النور {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا} [سورة النور: 61]. وهذه الآية كانت بمثابة "نسخ" للحرج والحالة النفسية التي أصابت الصحابة، وليست نسخاً لحكم التحريم الأساسي. أي أنها أزالت ذلك الإحراج والضيق وأباحت لهم الأكل من بيوت بعضهم البعض دون وسواس، طالما أن الدعوة خالصة وطاهرة.
4- التفصيل النهائي للحلال: ثم بين الله تعالى التفصيل النهائي لما يحل أكله، فذكر أمرين:
● {أُحِلَّ لَكُمْ طَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ}: أي ذبائح أهل الكتاب (اليهود والنصارى) حلال لكم، وهذا فيه رفع للحرج عن التعامل معهم وأكل طعامهم في المجتمعات المختلطة.
● {وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ}: أي ذبائح المسلمين حلال لهم.
والمقصود بالطعام هنا هو الذبائح بشكل أساسي، كما هو مقرر في كتب التفسير.
ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:
1- ورع الصحابة وتحرزهم: الموقف يعكس مدى خوف الصحابة - رضي الله عنهم - من الله وحرصهم على تجنب الشبهات. لم يقولوا "الآية عامة ولها تأويل"، بل امتثلوا وأخذوا بأقصى درجات الورع.
2- رفع الحرج مقصد شرعي: الشرع الحنيف جاء ليرفع الحرج والمشقة عن الناس. فبعد أن بين حرمة أكل المال بالباطل، بين أن الدعوة إلى الطعام والولائم والهدايا من الأمور المباحة المحمودة التي تقوي أواصر المحبة.
3- فهم النصوص بشكل متكامل: لا تؤخذ النصوص منفردة، بل يجمع بينها ليفهم الحكم الشرعي بشكل متكامل. فآية النساء قررت الأصل العام (تحريم أكل المال بالباطل)، وآية النور رفعت الحرج في حالة
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل علي بن الحسين بن واقد وأبيه، فإنهما حسنا الحديث.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1037 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 1012 نساء الأنصار أشد تصديقا بكتاب الله ولا إيمانا بالتنزيل
- 1013 ليس عليك بأس إنما هو أبوك وغلامك
- 1014 عنوان الحديث: "لا يدخل هؤلاء عليكم" قاله رسول الله ﷺ...
- 1015 عن عائشة: لا يدخلن عليكن المخنث
- 1016 أتوب في اليوم إليه مائة مرة
- 1017 ثلاثة حق على الله عونهم: الغازي والمكاتب والناكح يريد العفاف
- 1018 يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج
- 1019 ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا
- 1020 لا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ
- 1021 نهي النبي عن كسب الإماء
- 1022 نهى رسول الله ﷺ عن ثمن الكلب ومهر البغي وحلوان...
- 1023 اللهم لك الحمد أنت قيّم السموات والأرض ومن فيهن
- 1024 كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة
- 1025 فمن أصابه من ذلك النور اهتدى، ومن أخطأه ضل
- 1026 من بنى مسجدا لله بنى الله له في الجنة مثله
- 1027 من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة
- 1028 دعوه حتى يبول ثم صبوا عليه دلوا من ماء
- 1029 صلاة المرأة في بيتها خير من صلاتها في المسجد
- 1030 من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله
- 1031 وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض
- 1032 بشروا هذه الأمة بالسناء والرفعة والنصرة والتمكين في الأرض
- 1033 فإن طالت بك حياة، لترين الظعينة ترتحل من الحيرة، حتى...
- 1034 حق الله على العباد: عبادته وترك الشرك
- 1035 لن يبرح هذا الدين قائما يقاتل عليه عصابة من المسلمين...
- 1036 لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا
- 1037 لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن...
- 1038 ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على...
- 1039 أحب الطعام إلى الله طعام الجماعة
- 1040 طعام الواحد يكفي الاثنين
- 1041 طعام الاثنين كافي الثلاثة
- 1042 فضل السلام وأجره
- 1043 أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي
- 1044 أُعطِيت جوامع الكلم ونُصرت بالرعب وأحلت لي الغنائم
- 1045 إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك
- 1046 الله يقبض الأرض ويطوي السماء يوم القيامة
- 1047 لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة
- 1048 يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة
- 1049 سبب نزول: من اتخذ إلهه هواه
- 1050 من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر...
- 1051 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قال سهيل أما الرحمن فوالله ما...
- 1052 الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار
- 1053 إذا ثوب بالصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون وأتوها وعليكم السكينة
- 1054 أن تجعل لله ندا وهو خلقك
- 1055 لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا
- 1056 من قتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها
- 1057 لا تشركوا بالله شيئا ولا تقتلوا النفس ولا تزنوا ولا...
- 1058 آخر أهل الجنة دخولا وآخر أهل النار خروجا
- 1059 من عمل الذنوب كلها فهل له من توبة
- 1060 الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس وشهادة الزور
- 1061 وكان رسول الله ﷺ متكئا فجلس، فما زال يكررها
معلومات عن حديث: لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض
📜 حديث: لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








