حديث: ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٦١)﴾

عن عائشة قالت: كان المسلمون يرغبون في النفير مع رسول الله ﷺ، فيدفعون مفاتيحهم إلى ضُمنائهم، ويقولون لهم: قد أحللنا لكم أن تأكلوا ما أحببتم، فكانوا يقولون: إنه لا يحل لنا، إنهم أذنوا عن غير طيب نفس، فأنزل الله عز وجل: ﴿لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ﴾ إلى قوله: ﴿أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ﴾.

صحيح: رواه البزار - كشف الأستار (٢٢٤١) - وابن أبي حاتم في تفسيره (٨/ ٢٦٤٦) كلاهما من طريق إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، قالت: فذكرته.

عن عائشة قالت: كان المسلمون يرغبون في النفير مع رسول الله ﷺ، فيدفعون مفاتيحهم إلى ضُمنائهم، ويقولون لهم: قد أحللنا لكم أن تأكلوا ما أحببتم، فكانوا يقولون: إنه لا يحل لنا، إنهم أذنوا عن غير طيب نفس، فأنزل الله ﷿: ﴿لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ﴾ إلى قوله: ﴿أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث الشريف:
رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وهو حديث صحيح متفق عليه.


1. شرح المفردات:


● يرغبون في النفير: يشتاقون ويحرصون على الخروج للجهاد مع النبي ﷺ.
● يُدفعون مفاتيحهم: يسلمون مفاتيح بيوتهم أو مخازن طعامهم.
● إلى ضُمنائهم: إلى من يثقون بهم لحراسة أموالهم وبيوتهم (كالجيران أو الأصدقاء).
● أذنوا عن غير طيب نفس: سمحوا لهم بالأكل لكن بقلوب غير مطمئنة (خشية أن يكون الإذن مجاملَةً لا رغبةً حقيقية).


2. شرح الحديث:


كان الصحابة رضي الله عنهم يتشوقون للجهاد مع النبي ﷺ، فإذا خرجوا سلموا مفاتيح بيوتهم لأقاربهم أو جيرانهم لحراستها، وقالوا لهم: "خذوا من طعامنا ما تحتاجونه". لكن هؤلاء الأمناء كانوا يتورعون عن الأكل، قائلين: "لا يحل لنا؛ لأنهم أذنوا لنا وهم غير راغبين حقًا (خشية ضيق العيش أو غير ذلك)، فأنزل الله الآية الكريمة (سورة النور: 61) تبين أن الأكل من بيوت الأصدقاء أو البيوت التي أُعطيت مفاتيحها جائزٌ إذا أُذن لكم، ولا حرج في ذلك.


3. الدروس المستفادة:


● رفع الحرج في الشريعة: الإسلام دين يسر، يرفع المشقة عن الناس في الأمور المباحة.
● الأمانة والورع: ورع الضُمناء الذين امتنعوا عن الأكل خشية أن يكون الإذن غير صادق، يدل على علوِّ أخلاق الصحابة وتقواهم.
● التيسير على الناس: الآية جاءت لتخفيف الحرج وتسهيل المعاملات بين المسلمين.
● الثقة في الأصدقاء والأقارب: جواز الأكل من بيوت من تثق بهم إذا أذنوا لك، مما يعزز أواصر المحبة والتعاون.


4. معلومات إضافية:


- الآية الكريمة (النور: 61) نزلت لتؤكد أن الإذن بالدخول أو الأكل يكون بحسب العرف والثقة، ولا يحتاج إلى تصريحٍ في كل مرة.
- هذا الحديث مثال على كيف كانت تنزل الآيات لتحل إشكالات الصحابة العملية.
- الفقهاء استنبطوا من الآية جواز الأكل من بيت الصديق أو القريب إذا كان بينهما ثقة وعلاقة طيبة.

أسأل الله أن يفقهنا في الدين، ويجعلنا من المتقين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البزار - كشف الأستار (٢٢٤١) - وابن أبي حاتم في تفسيره (٨/ ٢٦٤٦) كلاهما من طريق إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، قالت: فذكرته. وإسناده صحيح.
وكذلك صحّحه الحافظ ابن حجر في «مختصر زوائد مسند البزار» (٢/ ٩٧).
وقوله: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا﴾.
هذه رخصة من الله في أن يأكل الرجل وحده وأن يأكل مع الجماعة، وإن كان الأكل مع الجماعة أفضل.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1038 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج

  • 📜 حديث: ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب