حديث: دعوه حتى يبول ثم صبوا عليه دلوا من ماء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (٣٦) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (٣٧)﴾

عن أنس بن مالك قال: بينما نحن في المسجد مع رسول الله ﷺ إذ جاء أعرابي، فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله: مه مه. قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تُزرِموه، دعوه» فتركوه حتى بال، ثم إن رسول الله ﷺ دعاه، فقال له: «إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر، إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن» أو كما قال رسول الله ﷺ قال: فأمر رجلا من القوم، فجاء بدلو من ماء، فشنّه عليه.

متفق عليه: رواه مسلم في الطهارة (٢٨٥) عن زهير بن حرب، حدثنا عمر بن يونس الحنفي، حدثنا عكرمة بن عمار، حدثنا إسحاق بن أبي طلحة، حدثني أنس بن مالك - وهو عم إسحاق -، قال: فذكره.

عن أنس بن مالك قال: بينما نحن في المسجد مع رسول الله ﷺ إذ جاء أعرابي، فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله: مه مه. قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تُزرِموه، دعوه» فتركوه حتى بال، ثم إن رسول الله ﷺ دعاه، فقال له: «إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر، إنما هي لذكر الله ﷿ والصلاة وقراءة القرآن» أو كما قال رسول الله ﷺ قال: فأمر رجلا من القوم، فجاء بدلو من ماء، فشنّه عليه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يحمل في طياته دروسًا عظيمة في التعامل مع الناس، والتربية، والحكمة في الدعوة إلى الله. وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا وفق المنهج المطلوب.

الحديث بلفظه كما ورد:


عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي، فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله: مه مه. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تُزرِموه، دعوه» فتركوه حتى بال، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه، فقال له: «إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر، إنما هي لذكر الله والصلاة وقراءة القرآن» أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فأمر رجلا من القوم، فجاء بدلو من ماء، فشنّه عليه.


1. شرح المفردات:


● أعرابي: هو من سكان البادية، الذي لم يعتاد حياة المدن وأحكامها، وغالبًا ما يكون قليل العلم بالشرائع.
● مه مه: كلمة تقال للزجر والإنكار، بمعنى: اكفف، أو اتقِ الله.
● لا تُزرِموه: من الزرم، وهو القطع والمنع بشدة. أي: لا تقطعوا عليه بوله، لا تمنعوه بعنف.
● دعوه: اتركوه دون إزعاج.
● فشنّه عليه: أي صب الماء على مكان البول. والشن: الصب.


2. شرح الحديث:


كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسًا في المسجد مع أصحابه، فدخل رجل أعرابي (من أهل البادية) ولم يكن يعرف حرمة المسجد، فبدأ يبول فيه. الصحابة رضي الله عنهم استنكروا هذا الفعل، وقالوا: "مه مه" ليمنعوه، لكن النبي صلى الله عليه وسلم نهاهم عن منعه بعنف، وأمرهم أن يدعوه حتى يفرغ من بوله. لماذا؟ لأن قطع البول فجأة قد يضره صحياً، والأهم أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يعلمه برفق، لا أن يزجره بعنف فينفر.
بعد أن انتهى الأعرابي من بوله، دعاه النبي صلى الله عليه وسلم وقال له بكلمات رقيقة واضحة: إن المساجد ليست مكانًا للبول أو أي قذر، وإنما هي للطاعة والعبادة مثل ذكر الله، والصلاة، وقراءة القرآن. ثم أمر رجلاً أن يأتي بدلو ماء ليطهر المكان.


3. الدروس المستفادة منه:


● الحكمة والرفق في الدعوة والتعليم: النبي صلى الله عليه وسلم لم يغضب أو يصرخ، بل تعامل بحلم وصبر، وعلم الأعرابي برفق. هذا منهج لكل داعية ومعلم.
● مراعاة حال الجاهل: الأعرابي كان جاهلاً بالحكم، فلم يعاقبه النبي، بل علمه. وهذا أصل في الشريعة: أن الجاهل يُعذر حتى يُعَلّم.
● تقديم المصلحة التعليمية على الانفعال: لو منعه الصحابة بعنف، لربما فر الأعرابي أو استمر على جهله. النبي قدم المصلحة التعليمية.
● تنظيف المساجد وتطهيرها: المساجد يجب أن تُحفظ طاهرة، وإذا وقع فيها نجاسة يجب تطهيرها فورًا.
● عدم التشديد في إنكار المنكر إذا ترتب عليه مفسدة أكبر: لو قطعوا بوله، لربما تأذى جسدياً أو نفسيًا، فكان الأولى تركه حتى يفرغ ثم تعليمه.
● التعاون على البر والتقوى: الصحابة ساعدوا في إحضار الماء وتنظيف المكان.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بآداب المسجد.
- فيه دليل على أن المساجد لها حرمة خاصة، ولا يجوز فيها ما ينافي الطهارة والعبادة.
- يستفاد منه أيضًا: أن التعليم بعد الفعل sometimes يكون أنجع، خاصة إذا كان الخطأ ناتجًا عن جهل.
- النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الحكمة والرحمة، وهذا من كمال خلقه ودعوته.

أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يجعلنا من المتعلمين والمعلمين برفق وحكمة. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الطهارة (٢٨٥) عن زهير بن حرب، حدثنا عمر بن يونس الحنفي، حدثنا عكرمة بن عمار، حدثنا إسحاق بن أبي طلحة، حدثني أنس بن مالك - وهو عم إسحاق -، قال: فذكره.
ورواه البخاري في الوضوء (٢١٩) من وجه آخر عن إسحاق به نحوه مختصرا.
وقوله: ﴿يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (٣٦) رِجَالٌ﴾ فيه إعلام بأن الرجال هم عمار المساجد، وأما المرأة فصلاتها في بيتها أفضل لها من الصلاة في المسجد، كما جاء في الحديث

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1028 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: دعوه حتى يبول ثم صبوا عليه دلوا من ماء

  • 📜 حديث: دعوه حتى يبول ثم صبوا عليه دلوا من ماء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: دعوه حتى يبول ثم صبوا عليه دلوا من ماء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: دعوه حتى يبول ثم صبوا عليه دلوا من ماء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: دعوه حتى يبول ثم صبوا عليه دلوا من ماء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب