حديث: بشروا هذه الأمة بالسناء والرفعة والنصرة والتمكين في الأرض

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (٥٥)﴾

عن أبي بن كعب: أن رسول الله ﷺ قال: «بشّر هذه الأمة بالسناء والرفعة والنصرة والتمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب».

حسن: رواه أحمد (٢١٢٢٠)، وصححه ابن حبان (٤٠٥)، والحاكم (٤/ ٣١١)، والمقدسي في المختارة (١١٥٤) كلهم من طريق الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب، قال: فذكره.

عن أبي بن كعب: أن رسول الله ﷺ قال: «بشّر هذه الأمة بالسناء والرفعة والنصرة والتمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث:
عن أبي بن كعب رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ قال: «بشّر هذه الأمة بالسناء والرفعة والنصرة والتمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب».


1. شرح المفردات:


● بشّر: أخبر بخبر سار يُسرُّ به المخاطَب.
● السناء: العلو والارتفاع في الشرف والمكانة.
● الرفعة: العزة والمنزلة الرفيعة بين الناس.
● النصرة: الغلبة على الأعداء والتأييد من الله تعالى.
● التمكين في الأرض: الاستخلاف والسلطان، بأن يصيروا حكامًا لأرض الله، يسوسونها بشريعته.
● عمل الآخرة: العبادات والقربات التي يُتقرب بها إلى الله، كالصلاة والصيام والصدقة والجهاد.
● للدنيا: لأجل طلب الدنيا وزينتها، لا لوجه الله تعالى.
● لم يكن له في الآخرة نصيب: أي لا ثواب له فيها، وإنما يحرم الأجر والثواب.


2. شرح الحديث:


يُبشر النبي ﷺ أمته بأن الله تعالى قد تكفل لها بأمور عظيمة، هي:
● السناء والرفعة: أي العلو في الدين والمنزلة الرفيعة بين الأمم، بالتمسك بالإسلام والعمل بطاعة الله.
● النصرة: بأن ينصرهم الله على أعدائهم ويؤيدهم ضد من عاداهم.
● التمكين في الأرض: بأن يجعلهم حكامًا مسيطرين على الأرض، يحكمون بشريعة الله، بعد أن كانوا مستضعفين.
ثم يُبين ﷺ شرطًا مهمًا لهذه البشارة، ويحذر من أمر خطير، فيقول: «فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب».
أي: أن هذه البشارة العامة لا تعم كل فرد من الأمة، بل هي للمؤمنين الصادقين الذين يبتغون وجه الله تعالى. أما من قام بعمل من أعمال الآخرة (كالصلاة، أو الصدقة، أو الجهاد، أو طلب العلم) لكنه لم يُرد به وجه الله، بل أراد به الدنيا (كالرياء، أو السمعة، أو المال، أو الجاه)، فإنه يحرم ثواب هذا العمل في الآخرة، ولا يكون له فيه نصيب، لأنه أشرك في نيته.


3. الدروس المستفادة منه:


1- بشارة بالأمن والنصر للمؤمنين: فيه تطييب لنفوس المسلمين، ووعد من الله بنصرة دينه وأهله، مما يعين على الصبر والثبات.
2- الإخلاص شرط لقبول العمل: العمل لا يقبل إلا إذا كان خالصًا لله تعالى، فمن عمل لغير الله حبط عمله.
3- التحذير من الرياء والعمل لأجل الدنيا: وهو مرض خفي يجب الحذر منه، فإنه يُذهب الأجر ويورد صاحبه المهالك.
4- الدنيا دار اختبار: فالعمل الصالح هو رأس مال الآخرة، فمن استثمره في الدنيا فلن يجده في الآخرة.
5- التمكين في الأرض نتيجة للإيمان والعمل الصالح: فالنصر والتمكين مرتبط بطاعة الله وابتغاء وجهه، لا بالمادة والقوة فقط.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● الحديث رواه الإمام أحمد في "مسنده"، وهو حسن في "صحيح الجامع".
● من أقوال العلماء في المعنى:
قال بعض العلماء: "هذا وعيد شديد لمن عمل عمل الآخرة يريد به الدنيا، فإنه يحرم ثواب الآخرة".
● العلاقة مع آيات القرآن:
مثل قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ} [الشورى: 20].
● تنبيه مهم:
ليس معنى الحديث أن من عمل للدنيا في أمور الدنيا المباحة يُعاقب، بل المقصود من عمل "عمل الآخرة" (أي العبادة) يريد به الدنيا.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المخلصين له في القول والعمل، وأن ينصر دينه ويعلي كلمته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢١٢٢٠)، وصححه ابن حبان (٤٠٥)، والحاكم (٤/ ٣١١)، والمقدسي في المختارة (١١٥٤) كلهم من طريق الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب، قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل الربيع بن أنس، فإنه حسن الحديث.
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1032 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بشروا هذه الأمة بالسناء والرفعة والنصرة والتمكين في الأرض

  • 📜 حديث: بشروا هذه الأمة بالسناء والرفعة والنصرة والتمكين في الأرض

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بشروا هذه الأمة بالسناء والرفعة والنصرة والتمكين في الأرض

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بشروا هذه الأمة بالسناء والرفعة والنصرة والتمكين في الأرض

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بشروا هذه الأمة بالسناء والرفعة والنصرة والتمكين في الأرض

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب