حديث: من رضيته لكم فأنكحوه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (٣٦)﴾

عن أنس قال: خطب النَّبِيّ ﷺ على جُلَيبيبٍ امرأة من الأنصار إلى أبيها، فقال: حتَّى أستأمر أمها. فقال النَّبِيّ ﷺ: «فنعم إذا» قال: فانطلق الرّجل إلى امرأته، فذكر ذلك لها، فقالت: لا ها اللهِ إذا، أمَا وجد رسول الله ﷺ إِلَّا جليبيبا، وقد منعناها من
فلان وفلان، قال: والجارية في سترها تستمع، قال: فانطلق الرّجل يريد أن يخبر النَّبِيّ ﷺ بذلك، فقالت الجارية: أتريدون أن تَرُدُّوا على رسول الله ﷺ أمره؟ ! إن كان قد رضيه لكم فأنكحوه، قال: فكأنها حلّت عن أبويها، وقا لا: صدقتِ. فذهب أبوها إلى النَّبِيّ ﷺ، فقال: إن كنت قد رضيتَه فقد رضيناه. قال: «فإني قد رضيته» فزوَّجَها. ثمّ فَزِعَ أهلُ المدينة، فركب جُليبيب، فوجدوه قد قُتِلَ، وحوله ناسٌ من المشركين قد قتلهم. قال أنس: فلقد رأيتُها وإنها لمن أنفق ثَيِّبٍ في المدينة.

صحيح: رواه أحمد (١٢٣٩٣)، وابن حبَّان (٤٠٥٩) كلاهما من طريق عبد الرزّاق - وهو في مصنفه (١٠٣٣٣) - حَدَّثَنَا معمر، عن ثابت البناني، عن أنس فذكره.

عن أنس قال: خطب النَّبِيّ ﷺ على جُلَيبيبٍ امرأة من الأنصار إلى أبيها، فقال: حتَّى أستأمر أمها. فقال النَّبِيّ ﷺ: «فنعم إذا» قال: فانطلق الرّجل إلى امرأته، فذكر ذلك لها، فقالت: لا ها اللهِ إذا، أمَا وجد رسول الله ﷺ إِلَّا جليبيبا، وقد منعناها من
فلان وفلان، قال: والجارية في سترها تستمع، قال: فانطلق الرّجل يريد أن يخبر النَّبِيّ ﷺ بذلك، فقالت الجارية: أتريدون أن تَرُدُّوا على رسول الله ﷺ أمره؟ ! إن كان قد رضيه لكم فأنكحوه، قال: فكأنها حلّت عن أبويها، وقا لا: صدقتِ. فذهب أبوها إلى النَّبِيّ ﷺ، فقال: إن كنت قد رضيتَه فقد رضيناه. قال: «فإني قد رضيته» فزوَّجَها. ثمّ فَزِعَ أهلُ المدينة، فركب جُليبيب، فوجدوه قد قُتِلَ، وحوله ناسٌ من المشركين قد قتلهم. قال أنس: فلقد رأيتُها وإنها لمن أنفق ثَيِّبٍ في المدينة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فهذا حديث شريف يحمل في طياته دروسًا عظيمة في الإيمان، والثقة برسول الله ﷺ، وطاعة الله ورسوله، وكيف أن القلوب المؤمنة تعلو فوق الاعتبارات الدنيوية. وإليكم الشرح الوافي لهذا الحديث:


رواية الحديث وتكميله:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: خَطَبَ النبيُّ ﷺ على جُلَيْبِيبٍ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ إِلَى أَبِيهَا، فَقَالَ: حَتَّى أَسْتَأْمِرَ أُمَّهَا. فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «فَنِعْمَ إِذًا». قَالَ: فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ إِلَى امْرَأَتِهِ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهَا، فَقَالَتْ: لا هَا اللهِ إِذًا، أَمَا وَجَدَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِلاَّ جُلَيْبِيبًا، وَقَدْ مَنَعْنَاهَا مِنْ فُلاَنٍ وَفُلاَنٍ. قَالَ: وَالْجَارِيَةُ فِي سِتْرِهَا تَسْتَمِعُ. قَالَ: فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ يُرِيدُ أَنْ يُخْبِرَ النَّبِيَّ ﷺ بِذَلِكَ، فَقَالَتِ الْجَارِيَةُ: أَتُرِيدُونَ أَنْ تَرُدُّوا عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ أَمْرَهُ؟! إِنْ كَانَ قَدْ رَضِيَهُ لَكُمْ فَأَنْكِحُوهُ. قَالَ: فَكَأَنَّهَا حَلَّتْ عَنْ أَبَوَيْهَا. وَقَالاَ: صَدَقْتِ. فَذَهَبَ أَبُوهَا إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ قَدْ رَضِيتَهُ فَقَدْ رَضِينَاهُ. قَالَ: «فَإِنِّي قَدْ رَضِيتُهُ». فَزَوَّجَهَا. ثُمَّ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ، فَرَكِبَ جُلَيْبِيبٌ، فَوَجَدُوهُ قَدْ قُتِلَ، وَحَوْلَهُ نَاسٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَدْ قَتَلَهُمْ. قَالَ أَنَسٌ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهَا وَإِنَّهَا لَمِنْ أَنْفَقِ ثَيِّبٍ فِي الْمَدِينَةِ.


1. شرح المفردات:


● جُلَيْبِيبٌ: هو صحابي جليل، قليل الذكر في المصادر، مما قد يدل على تواضع حاله الدنيوي، لكنه عظيم عند الله ورسوله ﷺ.
● خَطَبَ: طلب تزويجها له.
● حَتَّى أَسْتَأْمِرَ أُمَّهَا: حتى آخذ رأي أمها (وهذا من أدب الإسلام في المشورة في أمور الزواج).
● لا هَا اللهِ إِذًا: كلمة رفض وتعجب، أي: حاشا لله أن نزوجها له!
● مِنْ فُلاَنٍ وَفُلاَنٍ: من أشخاص آخرين (كانوا من الأغنياء أو ذوي المكانة).
● فِي سِتْرِهَا: خلف her veil (في حجابها، تسمع دون أن تُرى).
● حَلَّتْ عَنْ أَبَوَيْهَا: كأنها أزالت الإشكال وأطلقتهم من الحيرة والتردد.
● فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ: ذُعِرُوا (غارة أو هجوم مفاجئ).
● أَنْفَقِ ثَيِّبٍ: أجمل وأفضل امرأة متزوجة ثم ترملت (الثيب: التي سبق لها الزواج).


2. شرح الحديث:


● الموقف الأول: يتوسط النبي ﷺ لزواج جليبيب - وهو رجل قد لا يكون معروفًا بمكانة اجتماعية أو غنى - من امرأة أنصارية. يطلب الأب استشارة الأم، فيوافق النبي ﷺ على ذلك.
● رد فعل الأم: ترفض بشدة، متعجبة من أن يختار رسول الله ﷺ لهذه البنت رجلاً مثل جليبيب، بينما رفضوا من قبل رجالاً آخرين (ربما لأسباب مادية أو اجتماعية).
● موقف البنت العفيفة المؤمنة: من خلف ستارها، تسمع الكلام، فتتدخل بحكمة وإيمان قائلة: كيف تردون على رسول الله ﷺ؟! إذا كان قد رضيَه فهو خيرٌ لكم.
● استجابة الوالدين: ينشرح صدرها لكلامها، فيوافقان على الزواج.
● النتيجة: يذهب الأب إلى النبي ﷺ ويوافق على الزواج، فيتم الزواج.
● استشهاد جليبيب: في إحدى الغزوات، يُقتل جليبيب بعد أن قتل عددًا من المشركين حوله، مما يدل على شجاعته وفضله.
● ثناء أنس على المرأة: بعد استشهاد زوجها، أصبحت من أجمل النساء وأكثرهن ثراءً وفضلًا (وقد يكون ذلك بركة في طاعتها لله ورسوله).


3. الدروس المستفادة منه:


1- ثقة الصحابة برسول الله ﷺ: فالبنت فهمت أن رضا الرسول ﷺ عن جليبيب هو أعلى من أي اعتبار دنيوي.
2- طاعة الله ورسوله فوق كل اعتبار: حتى لو تعارض مع الرغبات الشخصية أو المفاهيم الاجتماعية.
3. **عدم النظر إلى الأمور
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٢٣٩٣)، وابن حبَّان (٤٠٥٩) كلاهما من طريق عبد الرزّاق - وهو في مصنفه (١٠٣٣٣) - حَدَّثَنَا معمر، عن ثابت البناني، عن أنس فذكره. وإسناده صحيح.
وقال الهيثميّ في «المجمع» (٩/ ٣٦٨): «رجال أحمد رجال الصَّحيح».
قوله: «فزعَ أهل المدينة» الظاهر منه أن قتله وقع في المدينة، ولكن الصَّحيح أنه وقع في غزوة من الغزوات كما في حديث أبي برزة الأسلمي الآتي، فالمراد من أهل المدينة، أي كانوا في الغزوة من أهل المدينة وهم يعرفونه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1199 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من رضيته لكم فأنكحوه

  • 📜 حديث: من رضيته لكم فأنكحوه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من رضيته لكم فأنكحوه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من رضيته لكم فأنكحوه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من رضيته لكم فأنكحوه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب