حديث: من يأتني بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (٩) إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (١٠)﴾

عن يزيد بن شريك التيمي قال: كنا عند حذيفة فقال رجل: لو أدركت رسول الله ﷺ قاتلت معه وأبليت، فقال حذيفة: أنت كنت تفعل ذلك؟ لقد رأيتنا مع رسول الله ﷺ ليلة الأحزاب، وأخذتنا ريح شديدة وقر، فقال رسول الله ﷺ: «ألا رجل يأتيني بخبر القوم، جعله الله معي يوم القيامة؟» فسكتنا، فلم يجبه منا أحد، ثم قال: «ألا رجل يأتيني بخبر القوم، جعله الله معي يوم القيامة؟» فسكتنا، فلم يجبه منا أحد، ثم قال: «ألا رجل يأتيني بخبر القوم، جعله الله معي يوم القيامة؟» فسكتنا، فلم يجبه منا أحد. فقال: «قم، يا حذيفة! فأتنا بخبر القوم» فلم أجد بدا، إذ دعاني باسمي أن أقوم، قال: «اذهب، فأتني بخبر القوم ولا تذعرهم عليّ» فلما وليت من عنده جعلت كأنما أمشي في حمام، حتى أتيتهم، فرأيت أبا سفيان يصلي ظهره بالنار، فوضعت سهمًا في كبد القوس، فأردت أن أرميه، فذكرت قول رسول الله ﷺ: «ولا تذعرهم علي» ولو رميته لأصبته. فرجعت وأنا أمشي في مثل الحمام، فلما أتيته أخبرته بخبر القوم، وفرغت قررت، فألبسني رسول الله ﷺ من فضل عباءة كانت عليه يصلي فيها، فلم أزل نائمًا حتى أصبحت فلما أصبحت قال: «قم، يا نومان!».

صحيح: رواه مسلم في الجهاد والسير (١٧٨٨: ٩٩) من طرق عن جرير، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه (يزيد بن شريك) قال: فذكره.

عن يزيد بن شريك التيمي قال: كنا عند حذيفة فقال رجل: لو أدركت رسول الله ﷺ قاتلت معه وأبليت، فقال حذيفة: أنت كنت تفعل ذلك؟ لقد رأيتنا مع رسول الله ﷺ ليلة الأحزاب، وأخذتنا ريح شديدة وقر، فقال رسول الله ﷺ: «ألا رجل يأتيني بخبر القوم، جعله الله معي يوم القيامة؟» فسكتنا، فلم يجبه منا أحد، ثم قال: «ألا رجل يأتيني بخبر القوم، جعله الله معي يوم القيامة؟» فسكتنا، فلم يجبه منا أحد، ثم قال: «ألا رجل يأتيني بخبر القوم، جعله الله معي يوم القيامة؟» فسكتنا، فلم يجبه منا أحد. فقال: «قم، يا حذيفة! فأتنا بخبر القوم» فلم أجد بدا، إذ دعاني باسمي أن أقوم، قال: «اذهب، فأتني بخبر القوم ولا تذعرهم عليّ» فلما وليت من عنده جعلت كأنما أمشي في حمام، حتى أتيتهم، فرأيت أبا سفيان يصلي ظهره بالنار، فوضعت سهمًا في كبد القوس، فأردت أن أرميه، فذكرت قول رسول الله ﷺ: «ولا تذعرهم علي» ولو رميته لأصبته. فرجعت وأنا أمشي في مثل الحمام، فلما أتيته أخبرته بخبر القوم، وفرغت قررت، فألبسني رسول الله ﷺ من فضل عباءة كانت عليه يصلي فيها، فلم أزل نائمًا حتى أصبحت فلما أصبحت قال: «قم، يا نومان!».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النصي الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه، معتمدًا على كبار شروح الحديث المعتمدة لدى أهل السنة وال الجماعة.

أولاً. شرح المفردات:


● أبليت: بذلت جهدًا عظيمًا وأظهرت شجاعة وصبرًا.
● ليلة الأحزاب: أي ليلة غزوة الخندق (سنة 5 هـ).
● ريح شديدة وقر: برد قارس وريح باردة شديدة.
● لا تذعرهم علي: لا تُفزعهم أو تُرعبهم فتلفت انتباههم إلي.
● كأنما أمشي في حمام: المشي في مكان دافئ، كناية عن الشعور بالأمان والطمأنينة.
● يصلّي ظهره بالنار: يدنو من النار ليتدفأ بها.
● قررت: استقر بي البرد وهدأت.
● نومان: من النوم، كناية عن كثرة نومه.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحكي الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه واقعة حدثت في غزوة الخندق، حينما اشتد الحصار على المسلمين وتعرضوا لريح شديدة وبرد قارس. قام رسول الله ﷺ يطلب متطوعًا ليخرج لاستكشاف أخبار جيش المشركين، ويعد هذا المتطوع بأن يكون رفيقه في الجنة، لكن الخوف من العدو وشدة البرد جعلت الصحابة يسكتون. بعد ثلاث مرات من النداء، اختار النبي ﷺ حذيفة لهذه المهمة.
أمره النبي ﷺ ألا يثير ذعر المشركين، فذهب حذيفة متسللاً، ورأى أبا سفيان يدنو من النار ليتدفأ، وهمّ أن يرميه بسهم لكنه remembered أمر النبي ﷺ بعدم إفزاعهم. عاد حذيفة وأخبر النبي ﷺ بالأخبار، ثم دفئه النبي ﷺ بعباءته حتى نام نوماً عميقاً.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- الشجاعة والإقدام في طاعة الله ورسوله: تضحية حذيفة رضي الله عنه في خضم الخطر.
2- الطاعة الكاملة لأوامر النبي ﷺ: حتى في أصعب الظروف، لم يخالف حذيفة أمر النبي بعدم إفزاع العدو.
3- مكانة الصحابة وصدق إيمانهم: رغم خوفهم، إلا أنهم كانوا صادقين في عطائهم عندما يُختارون.
4- رحمة النبي ﷺ واهتمامه بأصحابه: حيث دفأ حذيفة واعتنى به بعد عودته.
5- فضل الدعوة إلى الخير وبيان الجزاء العظيم: حيث وعد النبي ﷺ المتطوع بمرافقته في الجنة.

رابعًا. فوائد إضافية:


- الحديث يدل على معجزة من معجزات النبي ﷺ، حيث مشى حذيفة في معسكر الأعداء دون أن يراه أحد.
- فيه بيان لحكمة النبي ﷺ في عدم إثارة العدو حتى لا يستعدوا للهجوم.
- يظهر أهمية الاستكشافات العسكرية في الإسلام، وهي من أساليب الحرب المشروعة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الجهاد والسير (١٧٨٨: ٩٩) من طرق عن جرير، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه (يزيد بن شريك) قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1175 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من يأتني بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة

  • 📜 حديث: من يأتني بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من يأتني بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من يأتني بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من يأتني بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب