حديث: إن كان ذلك إلي فإني لا أريد يا رسول الله أن أوثر عليك أحدا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ ي َعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا (٥١)﴾

عن معاذة، عن عائشة أن رسول الله ﷺ كان يستأذن في يوم المرأة منا، بعد أن أنزلت هذه الآية ﴿تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ﴾ فقلت لها: ما كنت تقولين؟ قالت: كنت أقول له: إن كان ذلك إلي فإني لا أريد يا رسول الله أن أوثر عليك أحدًا.

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٧٨٩) ومسلم في الطلاق (١٤٧٦) كلاهما من حديث عاصم الأحول، عن معاذة فذكرته.

عن معاذة، عن عائشة أن رسول الله ﷺ كان يستأذن في يوم المرأة منا، بعد أن أنزلت هذه الآية ﴿تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ﴾ فقلت لها: ما كنت تقولين؟ قالت: كنت أقول له: إن كان ذلك إلي فإني لا أريد يا رسول الله أن أوثر عليك أحدًا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس من حديث نبيه الكريم.
الحديث الذي ذكر رواه الإمام البخاري في صحيحه (4788) والإمام مسلم في صحيحه (1473)، وهو حديث عظيم يدل على أدب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وحسن تعاملها مع النبي صلى الله عليه وسلم.

أولاً. شرح المفردات:


● يستأذن: يطلب الإذن والدخول عليهن.
● في يوم المرأة: في اليوم المخصص لها من أيام زوجاته صلى الله عليه وسلم.
● تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ: تؤخر من تشاء منهن ولا تدعوها في ليلتها.
● وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ: وتضم إلى بيتك وتدعو من تشاء في ليلتها.
● وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ: ومن طلبت إعادتها ممن قد أبعدتها وأخرتها عن نوبتها.
● لا أُؤْثِرُ عَلَيْكَ أَحَدًا: لا أفضّل عليك أحداً، أي أنا أختارك وأرضى بقضائك.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبرنا هذا الحديث عن حالة خاصة في بيت النبوة، وذلك بعد نزول الآية 51 من سورة الأحزاب، والتي أعطت النبي صلى الله عليه وسلم خياراً خاصاً في ترتيب أيام زوجاته، حيث كان له أن يؤوي من يشاء منهن في ليلتها التي ليست من نصيبها، أو يؤخر من يشاء.
وفي هذا السياق، كان النبي صلى الله عليه وسلم يتودد إلى أزواجه ويستأذن عليهن في يوم إحداهن، أي يزورها في اليوم المخصص لها، تأليفاً لقلوبهن ورفقاً بهن.
فسألت الصحابية الجليلة معاذة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: ماذا كنتِ تقولين له عندما يستأذن عليكِ في يومك؟ فأجابته بأدب جمّ وذكاء نادر، قائلة: كنت أقول له: إن كان الأمر بيدي (أي اختيار التأخير أو الإيواء) فإني لا أختار أحداً عليك يا رسول الله، بل أختارك وأرضى بقضائك وحكمك.
فمعنى قولها: أنا لا أتمسك بحقي في ليلتي، بل أجعله لك، فافعل ما تشاء، فأنت أحب إلي من نفسي وحقي.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- أدب الزوجة مع زوجها: الحديث نموذج رفيع للأدب الرفيع الذي يجب أن تتحلى به الزوجة مع زوجها، بحيث تقدّمه على رغباتها الشخصية وأنانيتها.
2- التضحية في سبيل إسعاد الشريك: تضحيتهن رضي الله عنهن بحقهن الشرعي في سبيل إرضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وإسعاده.
3- حسن العشرة والمعاشرة: النبي صلى الله عليه وسلم هو المشرع وهو سيد البشر، ومع ذلك كان يستأذن ويلاطف زوجاته، مما يدل على أهمية الرفق واللين في المعاشرة الزوجية.
4- الرضا بقضاء الله وقدره: قول عائشة "لا أريد أن أوثر عليك أحداً" يعبر عن رضا تام بقسمة الله وقضائه، وأن رضا النبي صلى الله عليه وسلم هو غايتها.
5- ذكاء وفطنة أم المؤمنين عائشة: حيث أجابت بهذه الإجابة الحكيمة التي تجمع بين الأدب الكامل والذكاء العاطفي، فاستحقت بذلك أن تكون أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذه الآية والحديث فيهما بيان لخصوصية النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الأحكام التي لا تُشرع لأمته، كعدم التقيد بالعدل في القسم بين الزوجات في الإيواء والمبيت، إذ كان العدل في ذلك واجباً على غيره من الأمة.
- هذا الموقف يدل على المكانة العظيمة لأمهات المؤمنين رضي الله عنهن، وعلى شدة حبهن للنبي صلى الله عليه وسلم وتفضيلهن له على كل شيء.
أسأل الله أن يرزقنا الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وحسن الاتباع لسنته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٧٨٩) ومسلم في الطلاق (١٤٧٦) كلاهما من حديث عاصم الأحول، عن معاذة فذكرته.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1219 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن كان ذلك إلي فإني لا أريد يا رسول الله أن أوثر عليك أحدا

  • 📜 حديث: إن كان ذلك إلي فإني لا أريد يا رسول الله أن أوثر عليك أحدا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن كان ذلك إلي فإني لا أريد يا رسول الله أن أوثر عليك أحدا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن كان ذلك إلي فإني لا أريد يا رسول الله أن أوثر عليك أحدا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن كان ذلك إلي فإني لا أريد يا رسول الله أن أوثر عليك أحدا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب