حديث: ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (٤١)﴾

عن أبي الدّرداء قال: قال النَّبِيّ ﷺ: «ألا أُنبِّئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم». قالوا: بلى. قال: «ذكر الله تعالى».
فقال معاذ بن جبل: ما شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله.

حسن: رواه الترمذيّ (٣٣٧٧)، وابن ماجة (٣٧٩٠)، وأحمد (٢١٧٠٢)، وصحّحه الحاكم (١/ ٤٩٦) كلّهم من طرق عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن زياد بن أبي زياد مولى ابن عَيَّاش، عن أبي بحرية (هو عبد الله بن قيس)، عن أبي الدّرداء فذكره.

عن أبي الدّرداء قال: قال النَّبِيّ ﷺ: «ألا أُنبِّئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم». قالوا: بلى. قال: «ذكر الله تعالى».
فقال معاذ بن جبل: ما شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

الحديث الشريف:


عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ:
«ألا أُنبِّئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم».
قالوا: بلى. قال: «ذكر الله تعالى».
فقال معاذ بن جبل: ما شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله.


1. شرح المفردات:


● أُنبِّئكم: أخبركم.
● أزكاها: أطهرها وأنقاها.
● مليككم: ملككم وهو الله تعالى.
● الذهب والورق: الذهب والفضة (يشير إلى الإنفاق المالي في سبيل الله).
● تلقوا عدوكم: تواجهوا أعداءكم في القتال.
● أنجى: أكثر إنقاذًا ونجاة.


2. شرح الحديث:


يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث فضل ذكر الله تعالى، حيث يسأل الصحابة بصيغة استفهام تحفيزية لتشويقهم إلى معرفة أفضل الأعمال، ثم يذكر لهم صفات هذا العمل:
● خير أعمالكم: أي أفضل الأعمال على الإطلاق.
● أزكاها عند مليككم: أطهرها وأقربها إلى القبول عند الله.
● أرفعها في درجاتكم: الأعلى ثوابًا وأعظم رفعة في الجنة.
● خير من إنفاق الذهب والورق: أفضل من الصدقة بالمال، مع أن الإنفاق في سبيل الله من الأعمال العظيمة.
● خير من الجهاد في سبيل الله: بل يفوق فضلُ ذكر الله فضلَ الجهاد الذي يُقتل فيه المسلم أو يقتل عدوه، مما يدل على علوّ منزلة الذكر.
ثم يُجيب النبي ﷺ بأن هذا العمل هو ذكر الله تعالى، وهو يشمل جميع أنواع الذكر: التسبيح، التهليل، التكبير، الحمد، الدعاء، قراءة القرآن، وغيرها من الأذكار المشروعة.
ثم يعقّب معاذ بن جبل رضي الله عنه بقوله: "ما شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله"، أي أن الذكر سبب للنجاة من عذاب الله في الدنيا والآخرة، لأنه يقوي الإيمان ويُبعد عن المعاصي.


3. الدروس المستفادة:


● فضل ذكر الله: هو من أعظم الأعمال وأقربها إلى الله، ويُغني عن كثير من الطاعات لو قورن بها.
● الذكر أفضل من الجهاد في بعض الأحوال: ليس تقليلاً من شأن الجهاد، ولكن لبيان أن الذكر قد يكون أفضل في أوقاتٍ أو لأشخاصٍ لا يستطيعون الجهاد.
● الذكر سبب للنجاة: كما قال معاذ، فهو يحمي من الغفلة والمعاصي، ويُنجي من عذاب الله.
● الحث على المداومة على الذكر: ينبغي للمسلم أن يجعل لسانه رطبًا بذكر الله في كل وقت وحال.


4. معلومات إضافية:


● الذكر يشمل: الذكر بالقلب واللسان، والأفضل أن يجتمعا.
● من أعظم الذكر: قراءة القرآن، وقول "لا إله إلا الله"، و"سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر".
● الذكر لا يشترط فيه الطهارة: فيجوز الذكر على كل حال إلا في المواضع التي نهى الشرع عنها (كالحمام).
● الذكر يزرع الطمأنينة: كما قال تعالى: ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ (الرعد:28).

أسأل الله أن يجعلنا من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٣٣٧٧)، وابن ماجة (٣٧٩٠)، وأحمد (٢١٧٠٢)، وصحّحه الحاكم (١/ ٤٩٦) كلّهم من طرق عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن زياد بن أبي زياد مولى ابن عَيَّاش، عن أبي بحرية (هو عبد الله بن قيس)، عن أبي الدّرداء فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد الله بن سعيد بن أبي هند فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
والأحاديث الواردة في ذكر الله عز وجل كثيرة وهي مذكورة في كتاب الأدعية والأذكار.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1209 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم

  • 📜 حديث: ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب