حديث: ما لنا لا نذكر في القرآن كما يذكر الرجال

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (٣٥)﴾

عن أم سلمة، زوج النَّبِيّ ﷺ تقول: قلت للنبي ﷺ: ما لنا لا نذكر في القرآن كما يذكر الرجال؟ قالت: فلم يرعني ذات يوم ظهرا إِلَّا نداؤه على المنبر، قالت: وأنا أُسرّح رأسي، فلففتُ شعري، ثمّ خرجتُ إلى حجرة بيتي، فجعلت سمعي عند الجريد، فإذا هو يقول على المنبر: يا أيها الناس، إن الله يقول في كتابه: ﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾ إلى آخر الآية ﴿أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾.

صحيح: رواه النسائيّ في الكبرى (١١٣٤١) - واللّفظ له - من طريق المغيرة بن سلمة أبي هشام المخزومي -، ورواه أحمد (٢٦٥٧٥)، والطَّبرانيّ في الكبير (٢٣/ ٢٩٣ - ٢٩٤) من طريق عفّان بن مسلم - كلاهما (المغيرة وعفان) عن عبد الواحد بن زياد، حَدَّثَنَا عثمان بن حكيم، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن شيبة، عن أم سلمة فذكرته.

عن أم سلمة، زوج النَّبِيّ ﷺ تقول: قلت للنبي ﷺ: ما لنا لا نذكر في القرآن كما يذكر الرجال؟ قالت: فلم يرعني ذات يوم ظهرا إِلَّا نداؤه على المنبر، قالت: وأنا أُسرّح رأسي، فلففتُ شعري، ثمّ خرجتُ إلى حجرة بيتي، فجعلت سمعي عند الجريد، فإذا هو يقول على المنبر: يا أيها الناس، إن الله يقول في كتابه: ﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾ إلى آخر الآية ﴿أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقول.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح، وفيه دروس وعبر جليلة.

أولاً. شرح المفردات:


● ما لنا لا نذكر في القرآن كما يذكر الرجال؟: أي لماذا لا يُذكر النساء صراحة في القرآن بالثناء والأجر كما يُذكر الرجال؟
● فلم يرعني: أي فما فاجأني أو ما أنذرني.
● ذات يوم ظهرا: في وقت الظهيرة.
● نداؤه على المنبر: أي صوت النبي ﷺ يخطب على المنبر.
● أُسرّح رأسي: أمشط شعري وأهتم به.
● لففتُ شعري: جمعته وربطته بسرعة.
● حجرة بيتي: الغرفة أو الجزء المخصص لها في البيت.
● الجريد: سعف النخل أو الحصير الذي كان سقف الحجرة منه، فجعلت أسمع من خلاله.

ثانياً. شرح الحديث:


تخبرنا السيدة أم سلمة رضي الله عنها، وهي من أفقه نساء الأمة، أنها سألت النبي ﷺ سؤالاً يعبر عن حرص المرأة المسلمة على معرفة مكانتها في دين الله، وفطنتها لتفاصيل النصوص. لاحظت أن الخطاب في القرآن كثيراً ما يأتي بلفظ المذكر، مثل "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا"، فسألت: أين ذكر النساء الصريح الذي يبين أن الأجر والثواب يشملنا كما يشمل الرجال؟
فلم يرد عليها النبي ﷺ في الحال، بل انتظر حتى نزل الوحي بهذه الآية الكريمة. ثم فاجأها ذات يوم وهو يخطب على المنبر في وقت الظهيرة – وهو وقت قد لا يتوقعه الناس للخطبة – فبادرت مسرعة لتسمع ما يقول، وهي في حال انشغالها بترتيب شعرها، فربطته بسرعة وخرجت إلى جوار حجرتها لتستمع من خلال السقف.
فإذا بالنبي ﷺ يقرأ على الناس الآية 35 من سورة الأحزاب، والتي نزلت رداً على سؤالها، ليبيّن للجميع أن النساء شقائق الرجال في التكليف والثواب، وأن الله تعالى قد ذكر المؤمنات صراحةً وعدهم بمغفرته وأجره العظيم.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- مكانة المرأة في الإسلام: يرد هذا الحديث على كل من يتهم الإسلام بإهانة المرأة أو التقليل من شأنها. فقد نزلت آية كاملة في القرآن لتطمئن قلوب المؤمنات وتؤكد على مساواتهن مع الرجال في الأصل والتكليف والجزاء، إذا قمن بما أمرهن الله به.
2- حرص الصحابيات على العلم: يسجل لنا هذا الحديث صورة رائعة لحرص أمهات المؤمنين ونساء الصحابة على فهم دينهن، وعدم التردد في سؤال النبي ﷺ عن كل ما يشغل بالهن. فسؤال أم سلمة نابع من الفطنة والذكاء والرغبة في اليقين.
3- أدب الصحابة مع النبي ﷺ: لم تعترض أم سلمة أو تتضجر من تأخر الجواب، بل انتظرت بأدب حتى جاءها الرد من السماء، وهو أعظم وأكمل.
4- عناية الله تعالى بأمور الأمة: الله تعالى يسمع همس العباد ويسائلهم، ويجيب على تساؤلاتهم في الوقت المناسب بما هو خير لهم.
5- فضل أم سلمة رضي الله عنها: كان سؤالها سبباً في نزول هذه الآية العظيمة التي انتفعت بها كل امرأة مسلمة إلى يوم القيامة.

رابعاً. معلومات إضافية:


الآية الكاملة التي استشهد بها النبي ﷺ هي قوله تعالى:
> إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا.
(سورة الأحزاب: الآية 35)
فهي آية شاملة ذكرت أنواعاً من العبادات والأخلاق الحسنة، وقرنت فيها النساء بالرجال في كل وصف، ليكون ذلك أبلغ في تطمين القلب وأحرى في إثارة الهمة للعمل.
نسأل الله أن يجعلنا من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات، وأن يغفر لنا ويؤتينا من فضله الأجر العظيم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائيّ في الكبرى (١١٣٤١) - واللّفظ له - من طريق المغيرة بن سلمة أبي هشام المخزومي -، ورواه أحمد (٢٦٥٧٥)، والطَّبرانيّ في الكبير (٢٣/ ٢٩٣ - ٢٩٤) من طريق عفّان بن مسلم - كلاهما (المغيرة وعفان) عن عبد الواحد بن زياد، حَدَّثَنَا عثمان بن حكيم، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن شيبة، عن أم سلمة فذكرته. وإسناده صحيح.
ورواه أحمد (٢٦٥٧٥) من طريق يونس بن محمد، والطَّبرانيّ في الكبير (٢٣/ ٢٩٨ - ٢٩٩) من
طريق محمد بن المنهال كلاهما عن عبد الواحد بن زياد، حَدَّثَنَا عثمان بن حكيم، حَدَّثَنَا عبد الله بن رافع، عن أم سلمة فذكرته.
وإسناده صحيح أيضًا وكلا الطريقين محفوظان فإن عبد الرحمن بن شيبة وعبد الله بن رافع سمعا من أم سلمة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1196 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما لنا لا نذكر في القرآن كما يذكر الرجال

  • 📜 حديث: ما لنا لا نذكر في القرآن كما يذكر الرجال

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما لنا لا نذكر في القرآن كما يذكر الرجال

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما لنا لا نذكر في القرآن كما يذكر الرجال

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما لنا لا نذكر في القرآن كما يذكر الرجال

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب