حديث: أهلكت عاد بالدبور

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (٩) إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (١٠)﴾

عن ابن عباس، عن النبي ﷺ قال: «نصرت بالصّبا، وأهلكت عاد بالدبور».

متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤١٠٥) ومسلم في صلاة الاستسقاء (١٧: ٩٠٠) كلاهما عن طريق شعبة، حدثني الحكم، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن النبي ﷺ قال: فذكره.

عن ابن عباس، عن النبي ﷺ قال: «نصرت بالصّبا، وأهلكت عاد بالدبور».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث:
عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ قال: «نُصِرْتُ بِالصَّبَا، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ».
(رواه الإمام مسلم في صحيحه، والإمام أحمد في مسنده، وغيرهما).


1. شرح المفردات:


● نُصِرْتُ: أي حُزْتُ النصرَ والعون من الله تعالى.
● بِالصَّبَا: الريح التي تهب من المشرق، وهي معروفة باللطافة والخير.
● أُهْلِكَتْ عَادٌ: قوم عاد الذين أهلكهم الله بكفرهم وعتوهم.
● بِالدَّبُورِ: الريح التي تهب من المغرب، وهي شديدة وقوية، معروفة بالهلاك والعذاب.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث الشريف يبيّن نعمة الله على نبيه ﷺ وعلى المؤمنين، ويقارن بين رحمة الله بقوم وعذابه لآخرين، وذلك عبر آيتين من آياته في الرياح.
● قوله: «نُصِرْتُ بِالصَّبَا»:
يعني أن الله تعالى أيَّد نبيه ﷺ ونصره بريح الصَّبا، وذلك في غزوة الأحزاب (الخندق) عندما أرسل الله ريحًا شديدة على المشركين، قلبت قدورهم، واقتلعت خيامهم، وأطفأت نيرانهم، وزلزلت قلوبهم، فكانت سببًا في هزيمتهم ونصر المؤمنين. والصَّبا ريح طيبة معينة على الخير، جاءت نصرًا من الله لنبيه والمؤمنين.
● قوله: «وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ»:
يعني أن الله أهلك قوم عاد -وهم قوم نبي الله هود عليه السلام- بريح الدبور، وهي ريح شديدة قوية، باردة أو حارة، تهب من المغرب، جاءت عليهم سبع ليال وثمانية أيام حتى أهلكتهم ودمرتهم بسبب كفرهم وعنادهم.
كما قال تعالى:
{وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ} [الحاقة: 6
وقال: {سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا} [الحاقة: 7].


3. الدروس المستفادة:


1- بيان قدرة الله تعالى: فالريح من آيات الله، يُنْعِم بها على من يشاء، ويعذب بها من يشاء.
2- النصر من عند الله: نصر النبي ﷺ لم يكن بقوته أو قوة أصحابه، بل بتأييد الله ونصره.
3- العبرة من قصص الأمم السابقة: فيه تحذير من الكفر والطغيان، كما حدث مع قوم عاد.
4- التفكر في نعم الله: فالصَّبا نعمة وخير، بينما الدبور قد يكون عذابًا على المعاندين.
5- التسليم لحكمة الله: فالله يحكم بما يشاء، وهو الحكيم الخبير.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من معجزات النبي ﷺ، حيث أخبر عن أمر غيبي يتعلق بالرياح ونصرته بهلاك الأعداء.
- يُستحب للمسلم أن يدعو عند هبوب الرياح بأن يقول كما علمنا النبي ﷺ: «اللهم اجعلها رياحًا ولا تجعلها ريحًا» (أي رياح خير ورحمة، ولا تجعلها عذابًا).
- القصة مذكورة في القرآن بتفصيل أكبر في سور: الأعراف، هود، المؤمنون، الشعراء، فصلت، وغيرها.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤١٠٥) ومسلم في صلاة الاستسقاء (١٧: ٩٠٠) كلاهما عن طريق شعبة، حدثني الحكم، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن النبي ﷺ قال: فذكره.
قوله: «نصرت بالصبا» بفتح المهملة وتخفيف الموحدة وهي الريح الشرقية.
وقوله: «الدبور»: هي الريح الغربية.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1174 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أهلكت عاد بالدبور

  • 📜 حديث: أهلكت عاد بالدبور

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أهلكت عاد بالدبور

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أهلكت عاد بالدبور

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أهلكت عاد بالدبور

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب