حديث: أبو بكر وعمر يجآن عنق عائشة وحفصة يسألان النبي النفقة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (٢٨) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (٢٩)﴾

عن جابر بن عبد الله قال: دخل أبو بكر يستأذن على رسول الله ﷺ. فوجد الناس جلوسًا ببابه، لم يؤذن لأحد منهم، قال: فأذن لأبي بكر. فدخل، ثم أقبل عمر فاستأذن فأذن له، فوجد النبي ﷺ جالسًا حوله نساؤه واجمًا ساكتًا. قال: لأقولن شيئًا أُضحك النبي ﷺ، فقال: يا رسول الله! لو رأيت بنت خارجة! سألتني النفقة، فقمت إليها فوجأت عنقها. فضحِكَ رسول الله ﷺ وقال: «هن حولي كما ترى. يسألنني النفقة» فقام أبو بكر إلى عائشة يجأُ عنقَها، فقام عمر إلى حفصة يجأُ عنقَها. كلاهما يقول: تسألن رسول الله ﷺ ما ليس عنده. فقلن: والله! لا نسأل رسول الله ﷺ شيئًا أبدًا ليس عنده. ثم اعتزلهن شهرًا أو تسعًا وعشرين. ثم نزلت عليه هذه الآية: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ﴾ حتى بلغ ﴿مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: ٢٨ - ٢٩] قال: فبدأ بعائشة. فقال: «يا عائشة! إني أريد أن أعرض عليك أمرًا أحب أن لا تعجلي فيه حتى تستشيري أبويك» قالت: وما هو؟ يا رسول الله! فتلا عليها الآية. قالت: أفيك، يا رسول الله، أستشير أبوي؟ بل أختار الله ورسوله والدار الآخرة. وأسألك أن لا تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت. قال: «لا تسألني امرأة منهن إلا أخبرتها. إن الله لم يبعثني معنِّتًا ولا متعنِّتًا ولكن بعثني معلمًا ميسرًا».

صحيح: رواه مسلم في الطلاق (١٤٧٨) عن زهير بن حرب، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا
زكريا بن إسحاق، حَدَّثَنَا أبو الزُّبير، عن جابر بن عبد الله فذكره.

عن جابر بن عبد الله قال: دخل أبو بكر يستأذن على رسول الله ﷺ. فوجد الناس جلوسًا ببابه، لم يؤذن لأحد منهم، قال: فأذن لأبي بكر. فدخل، ثم أقبل عمر فاستأذن فأذن له، فوجد النبي ﷺ جالسًا حوله نساؤه واجمًا ساكتًا. قال: لأقولن شيئًا أُضحك النبي ﷺ، فقال: يا رسول الله! لو رأيت بنت خارجة! سألتني النفقة، فقمت إليها فوجأت عنقها. فضحِكَ رسول الله ﷺ وقال: «هن حولي كما ترى. يسألنني النفقة» فقام أبو بكر إلى عائشة يجأُ عنقَها، فقام عمر إلى حفصة يجأُ عنقَها. كلاهما يقول: تسألن رسول الله ﷺ ما ليس عنده. فقلن: والله! لا نسأل رسول الله ﷺ شيئًا أبدًا ليس عنده. ثم اعتزلهن شهرًا أو تسعًا وعشرين. ثم نزلت عليه هذه الآية: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ﴾ حتى بلغ ﴿مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: ٢٨ - ٢٩] قال: فبدأ بعائشة. فقال: «يا عائشة! إني أريد أن أعرض عليك أمرًا أحب أن لا تعجلي فيه حتى تستشيري أبويك» قالت: وما هو؟ يا رسول الله! فتلا عليها الآية. قالت: أفيك، يا رسول الله، أستشير أبوي؟ بل أختار الله ورسوله والدار الآخرة. وأسألك أن لا تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت. قال: «لا تسألني امرأة منهن إلا أخبرتها. إن الله لم يبعثني معنِّتًا ولا متعنِّتًا ولكن بعثني معلمًا ميسرًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن هذا الحديث العظيم الذي رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، يروي لنا قصة ذات عبرة ودروس عظيمة، تتعلق بمعاشرة النبي ﷺ لأزواجه، وموقف الصحابة منه، ونزول الوحي في شأنه.

أولاً. شرح المفردات:


● يستأذن: يطلب الإذن للدخول.
● واجمًا ساكتًا: صامتًا لا يتكلم، مما يدل على وجود شيء من الجدية أو الحزن.
● أُضحك: أُفرح وأُسر.
● بنت خارجة: يقصد عمر ابنته حفصة، وهي إحدى زوجات النبي ﷺ.
● فوجأت عنقها: أي ضربتها على عنقها ضربة ليست شديدة، من الوجء وهو الضرب.
● يجأ عنقها: نفس المعنى، وهو ضرب العنق للتأديب.
● اعتزلهن: أي هجرهن ولم يدخل عليهن.
● معنتًا: أي متشددًا ومتعبًا للناس.
● متعنتًا: أي متكلفًا في طلب العنت والمشقة.

ثانيًا. شرح الحديث:


يبدأ الحديث بدخول أبي بكر الصديق رضي الله عنه على النبي ﷺ، ثم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فيجده ساكتًا حزينًا، وحوله زوجاته. ففهم عمر أن هناك أمرًا يزعج النبي ﷺ، فأراد أن يخفف عنه ويُدخل السرور عليه، فحكى له أن ابنته حفصة طلبت منه نفقة فلم يستطع تلبية طلبها فضرب عنقها. فضحك النبي ﷺ لأنه يعاني من نفس الموقف، حيث طلبن منه الزوجات النفقة وهو لا يملك ما يعطيهن.
فما كان من أبي بكر وعمر إلا أن قاما إلى ابنتيهما عائشة وحفصة فضربا عنقيهما تأديبًا لهما على طلبهما من النبي ﷺ ما ليس عنده. فندمت الزوجات وقلن: "والله لا نسأل رسول الله ﷺ شيئًا أبدًا ليس عنده".
ثم اعتزل النبي ﷺ نساءه شهرًا أو تسعًا وعشرين يومًا، لا يدخل عليهن،表达ًا عن عدم رضاه عن طلبهن المتكرر للنفقة رغم علمهن بضيق حاله. ثم نزلت الآيات من سورة الأحزاب (28-29) تخير نساء النبي بين الحياة الدنيا وزينتها، أو الله ورسوله والدار الآخرة.
فبدأ النبي ﷺ بعائشة رضي الله عنها، وعرض عليها الأمر، ونصحها أن تستشير والديها قبل أن تقرر. فكان ردها قويًا في إيمانها، حيث اختارت الله ورسوله والدار الآخرة دون تردد، وطلبت من النبي ألا يخبر بقية الزوجات بقرارها، حتى لا يقلدنها مجاملة. ولكن النبي ﷺ رفض ذلك، وأخبر أنه لم يبعث ليكون متشددًا أو متكلفًا، بل معلماً ميسرًا.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- أدب الاستئذان: وهو أدب عظيم دلت عليه السنة، حيث كان الصحابة يستأذنون قبل الدخول على النبي ﷺ.
2- حسن المعاشرة: النبي ﷺ كان يعامل زوجاته بأعلى درجات الأدب والحلم، حتى عندما غضب منهن لم يسيء إليهن، بل اعتزلهن حتى ينزل الوحي.
3- حرص الصحابة على رسول الله: موقف عمر بن الخطاب يدل على حرصه على إدخال السرور على قلب النبي ﷺ.
4- التأديب الحكيم: موقف أبي بكر وعمر من ابنتيهما يدل على حرصهما على تأديبهما حتى لا تثقلان على رسول الله ﷺ.
5- قوة إيمان أمهات المؤمنين: خاصة موقف عائشة رضي الله عنها حيث فضلت الله ورسوله والدار الآخرة على الدنيا وزينتها.
6- التيسير ورفض التشدد: قول النبي ﷺ: "إن الله لم يبعثني معنّتًا ولا متعنّتًا ولكن بعثني معلمًا ميسرًا" هو قاعدة عظيمة في الدعوة إلى الله باللين والسهولة ورفض الغلو والتشدد.

رابعًا. معلومات إضافية:


- نزلت الآيات في سورة الأحزاب (28-29) تخيير نساء النبي، واخترن الله ورسوله والدار الآخرة، فكان ذلك مدعاة لزيادة أجرهن وفضلهن.
- هذا الحديث يدل على أن النبي ﷺ كان فقيرًا لا يملك المال، ومع ذلك كان راضيًا بقسمة الله، وزوجاته رضين بحاله.
- القصة تدل على أن الاعتزال أحيانًا يكون حلاً تربويًا حكيمًا، كما فعل النبي ﷺ مع زوجاته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الطلاق (١٤٧٨) عن زهير بن حرب، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا
زكريا بن إسحاق، حَدَّثَنَا أبو الزُّبير، عن جابر بن عبد الله فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1188 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أبو بكر وعمر يجآن عنق عائشة وحفصة يسألان النبي النفقة

  • 📜 حديث: أبو بكر وعمر يجآن عنق عائشة وحفصة يسألان النبي النفقة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أبو بكر وعمر يجآن عنق عائشة وحفصة يسألان النبي النفقة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أبو بكر وعمر يجآن عنق عائشة وحفصة يسألان النبي النفقة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أبو بكر وعمر يجآن عنق عائشة وحفصة يسألان النبي النفقة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب