ما لنا لا نذكر كما يذكر الرجال

حديث: ما لنا لا نذكر كما يذكر الرجال

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (٣٥)﴾

عن ابن عباس قال: قالت النساء: يا رسول الله ما لنا لا نذكر كما يذكر الرجال فأنزل الله: ﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (٣٥)﴾.

حسن: رواه ابن جرير في تفسيره (١٩/ ١١١)، والطَّبرانيّ في الكبير (١٢/ ١٠٨) كلاهما من طريق أبي كدينة يحيى بن مهلب، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن ابن عباس فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي رواه الإمام أحمد وغيره عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، يروي لنا قصة عظيمة ويرد على سؤال مهم، ويحتوي على آية كريمة من سورة الأحزاب تحمل معاني عميقة.

أولاً. شرح مفردات الحديث:

● "ما لنا لا نذكر كما يذكر الرجال": أي لماذا لا يُذكر فضلنا وثوابنا في القرآن كما يُذكر فضل الرجال وثوابهم.
● "فأنزل الله": أي استجابة لدعائهن وطلبهن، أنزل الله تعالى هذه الآية الكريمة.
● المغفرة: ستر الذنوب والتجاوز عنها.
● الأجر العظيم: الثواب الكبير الذي هو الجنة.

ثانياً. شرح الحديث وقصته:

● السياق: جاءت النساء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكين من أن القرآن يذكر المؤمنين والصابرين وغيرهم من الذكور، ويخافن أن لا يشملهن هذا الثواب أو أن يكون فضل الرجال أكبر.
● الاستجابة الإلهية: فجاء الرد الإلهي سريعاً ومباشراً في سورة الأحزاب، ليؤكد أن الثواب والفضل في الإسلام ليس قاصراً على الرجال، بل يشمل النساء والرجال على حد سواء، ما دامت كل نفس تعمل الصالحات وتلتزم بتقوى الله.
● معنى الآية: تعدّدت الصفات الحميدة في الآية (الإسلام، الإيمان، القنوت، الصدق، الصبر، الخشوع، الصدقة، الصيام، حفظ الفرج، ذكر الله كثيراً) وجاءت بصيغة المذكر والمؤنث (المسلمين والمسلمات... إلخ) ليكون ذلك تأكيداً على مساواة الجنسين في التكليف والثواب، وأن طريق الجنة مفتوح للجميع.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- عدالة الإسلام ومساواته بين الرجل والمرأة في الكرامة الإنسانية والأجر والثواب، فليس هناك تمييز في القيمة عند الله إلا بالتقوى والعمل الصالح.
2- جواز سؤال المرأة واستفسارها عن أمور دينها، وحرص الصحابيات على الفهم والاستزادة من الخير.
3- اهتمام القرآن بردّ مشاعر المؤمنات وطمأنتهن، مما يدل على رحمة الإسلام وعدالته.
4- الحث على التنافس في الخيرات بين الرجال والنساء، فكلما ازداد العمل الصالح، ازداد القرب من الله.
5- أن ذكر الله كثيراً من أعظم القربات التي يعمّ ثوابها الرجال والنساء، وهو من أسباب المغفرة والأجر العظيم.

رابعاً. معلومات إضافية:

- هذه الآية نزلت في سياق طمأنة النساء وتثبيتهن، وهي جزء من سورة الأحزاب التي تناولت كثيراً من الأحكام المتعلقة بالأسرة والنساء.
- يستفاد من هذا أن الدعوة إلى الله والحث على الخير يجب أن تشمل الرجال والنساء، وأن الخطاب الديني ينبغي أن يكون متوازناً يذكر كلا الجنسين.
- هذه الآية تردّ على من يتهم الإسلام بأنه يظلم المرأة أو يقلل من شأنها، فهي نص صريح في تكريم المرأة ومساواتها بالرجل في التكريم الإلهي والثواب الأخروي.
أسأل الله أن يجعلنا من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات، وأن يغفر لنا ويرحمنا ويجعل الجنة مثوانا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن جرير في تفسيره (١٩/ ١١١)، والطَّبرانيّ في الكبير (١٢/ ١٠٨) كلاهما من طريق أبي كدينة يحيى بن مهلب، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن ابن عباس فذكره.
وإسناده حسن من أجل يحيى بن مهلب فإنه حسن الحديث، وكذلك فيه قابوس بن أبي ظبيان وقد تكلم فيه ولكنه حسن الحديث إذا لم ينفرد بما لا أصل له.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1197 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما لنا لا نذكر كما يذكر الرجال

📜 حديث: ما لنا لا نذكر كما يذكر الرجال

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ما لنا لا نذكر كما يذكر الرجال

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ما لنا لا نذكر كما يذكر الرجال

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ما لنا لا نذكر كما يذكر الرجال

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية