حديث: أصيب سعد يوم الخندق وضرب النبي خيمة ليعوده
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا (٢٦)﴾
متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤١٢٢) ومسلم في الجهاد (٦٥: ١٧٦٩) كلاهما من طريق عبد الله بن نمير، حدثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقرأ. هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث عظيم فيه عدة دروس وعبر. سأشرحه لك جزءاً جزءاً بإذن الله.
أولاً. شرح المفردات:
● أصيب سعد: أي جرح سعد بن معاذ رضي الله عنه.
● يوم الخندق: هي غزوة الأحزاب التي حفر فيها المسلمون خندقاً للدفاع عن المدينة.
● رماه: أطلق عليه السهم.
● حبان بن العرقة: هو أحد فرسان قريش ومشهور برمي السهام.
● في الأكحل: وهو عرق كبير في الذراع، إذا قطع نزف الدم بشدة.
● خيمة في المسجد: أي ضرب له فسطاطاً (خيمة) داخل مسجده ﷺ ليكون قريباً منه ويسهل عيادته.
● يعوده: يزوره ويطمئن على صحته.
● ينفض رأسه من الغبار: أي يزيل الغبار عن رأسه بعد الاغتسال.
● بني قريظة: هم قبيلة يهودية كانت تسكن في ضواحي المدينة، ونقضت عهدها مع المسلمين وتحالفت مع الأحزاب.
● نزلوا على حكمه: قبلوا أن يحكم فيهم رسول الله ﷺ.
● رد الحكم إلى سعد: فوض النبي ﷺ الحكم فيهم إلى سعد بن معاذ، لأنه كان حليفاً لهم في الجاهلية فكان أعدل في حكمه.
● تقتل المقاتلة: الرجال البالغين الذين يقاتلون.
● تسبى النساء والذرية: تؤخذ النساء والأطفال سبياً (أسرى).
● تقسم أموالهم: تؤول أموالهم غنيمة للمسلمين.
ثانياً. شرح الحديث:
يحدثنا هذا الحديث عن حدثين مهمين متتاليين في غزوة الخندق:
1- إصابة سعد بن معاذ رضي الله عنه: أثناء القتال في غزوة الخندق، أصيب الصحابي الجليل سعد بن معاذ بسهم أطلقه أحد فرسان قريش، فأصاب عرق الأكحل في ذراعه، وهو جرح خطير. فحرص النبي ﷺ على العناية به personally، فضرب له خيمة داخل المسجد النبوي ليكون قريباً منه ويسهل على النبي زيارته والاطمئنان عليه. وهذا يدل على مكانة سعد ومنزلته عند رسول الله ﷺ.
2- نزول جبريل عليه السلام والأمر بقتال بني قريظة: بعد انتهاء المعركة وانسحاب الأحزاب، ظن النبي ﷺ أن الأمر قد انتهى، فخلع سلاحه واغتسل من غبار المعركة. وفي هذه اللحظة، جاءه جبريل عليه السلام -والغبار لا يزال على رأسه- مستعجلاً، ومعلماً إياه أن الحرب لم تنته بعد، وأن الله تعالى يأمره بالخروج إلى بني قريظة الذين غدروا ونقضوا العهد وتحالفوا مع الأحزاب ضد المسلمين. فاستجاب النبي ﷺ فوراً لأمر ربه، وخرج بالمسلمين إلى حصون بني قريظة. حاصرهم المسلمون حتى استسلموا ووافقوا على أن يحكم فيهم رسول الله ﷺ.
3- حكم سعد بن معاذ في بني قريظة: هنا تظهر حكمة النبي ﷺ السياسية والقضائية العظيمة. فبدلاً من أن يحكم فيهم بنفسه، رد الحكم إلى سعد بن معاذ -مع أنه جريح- وذلك لأن بني قريظة كانوا حلفاءَ لسعد وقومه (الأوس) في الجاهلية. فبهذا يكون الحكم أبلغ في العدالة وأقطع لحجة المعتدين. فحكم سعد رضي الله عنه -وهو حكم موافق لحكم الله تعالى في محاربيه و الغادرين- أن تُقتل رجالهم المقاتلون، وتُسبى نساؤهم وذراريهم، وتُقسّم أموالهم غنيمة للمسلمين. ونفذ رسول الله ﷺ هذا الحكم.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- الرحمة والاهتمام بالصحابة: حرص النبي ﷺ على زيارة المرضى والاهتمام بهم، وتخصيصه خيمة لسعد في المسجد showes عناية فائقة بأصحابه.
2- طاعة الله ورسوله الفورية: النبي ﷺ كان متعباً من عناء الحرب، لكنه لم يتردد لحظة في تنفيذ أمر الله بمجرد أن بلغه على لسان جبريل.
3- الحكمة في القيادة وإدارة الأزمات: تصرف النبي ﷺ برد الحكم إلى سعد كان تصرفاً حكيماً جداً، لأنه أزال أي شبهة قد تثار حول حكمه في خصومه السابقين، وجعل الحكم صادراً من حليف سابق لهم، فكان أعدل وأقنع.
4- جزاء الغدر والخيانة: نقض العهد وخيانة المجتمع والدولة من أعظم الذنوب، وكان عقاب بني قريظة رادعاً لكل من يفكر في الغدر بالمسلمين. وحكم سعد كان وفقاً لما نزل في القرآن في شأن المحاربين المعتدين (الذين يقاتلونكم).
5- مكانة سعد بن معاذ: الحديث يبرز مكانة هذا الصحابي الجليل، حتى إن النبي ﷺ خصه بهذه العناية، وولاه هذا الحكم العظيم، وكان موته بعد هذه الحادثة مباشرة بسبب جرحه، فاستشهد وانتقل إلى الرفيق الأعلى.
رابعاً. معلومات إضافية:
- هذا الحكم الذي حكم به سعد موافق لما جاء في سورة المائدة في شأن المحاربين: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّ
تخريج الحديث
وزاد مسلم قول عروة: فأخبرت أن رسول الله ﷺ قال: «لقد حكمت فيهم بحكم الله عز وجل».
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 1184 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 1159 ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه
- 1160 ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله
- 1161 كانوا يرون سالما ولدا وأنزل الله فيه ما علمت
- 1162 الاستسقاء بالنجوم، والنياحة
- 1163 من ادعى لغير أبيه وهو يعلمه فقد كفر
- 1164 من ترك دينا فعلي قضاؤه
- 1165 النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم
- 1166 من ترك كلّا أو ضياعا فأنا وليه
- 1167 فأيكم ما ترك دينا أو ضيعة فادعوني، فأنا وليه
- 1168 والذي نفس محمد بيده، إن على الأرض من مؤمن إلا...
- 1169 من ترك دينا أو ضياعا فإلي وعلي
- 1170 نسخ الارث بالحلف
- 1171 واخيت أنا كعب بن مالك وأورثونا وأورثناهم
- 1172 عن عائشة في قوله: إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ...
- 1173 دعاء: اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا
- 1174 أهلكت عاد بالدبور
- 1175 من يأتني بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة
- 1176 آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله ﷺ يقرؤها
- 1177 من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
- 1178 عن أنس بن مالك قال نزلت هذه الآية في أنس...
- 1179 السائل عمن قضى نحبه
- 1180 اهزم الأحزاب اللهم اهزمهم وزلزلهم
- 1181 حبسنا يوم الخندق عن الظهر والعصر والمغرب والعشاء
- 1182 عزة الله ونصره لعبده المؤمن
- 1183 قال حين أجلي الأحزاب: الآن نغزوهم، ولا يغزوننا
- 1184 أصيب سعد يوم الخندق وضرب النبي خيمة ليعوده
- 1185 عاقبة يهود بني قريظة بعد نقض العهد
- 1186 رسول الله ﷺ يخير أزواجه ويبدأ بعائشة
- 1187 سبب نزول: إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما
- 1188 أبو بكر وعمر يجآن عنق عائشة وحفصة يسألان النبي النفقة
- 1189 خيرنا رسول الله فاخترنا الله ورسوله
- 1190 عن ابن عباس: الآية نزلت في نساء النبي خاصة.
- 1191 خرج النبي وعليه مرط مرحل من شعر أسود
- 1192 اللهم هؤلاء أهلي
- 1193 رسول الله ﷺ مع علي وحسن وحسين آخذ كل واحد...
- 1194 نزول آية التطهير في بيت أم سلمة ودعاء النبي لأهل...
- 1195 النبي ﷺ يدعو لأهل بيته ويقول: اللهم هؤلاء أهل بيتي...
- 1196 ما لنا لا نذكر في القرآن كما يذكر الرجال
- 1197 ما لنا لا نذكر كما يذكر الرجال
- 1198 ما أرى كل شيء إلا للرجال وما أرى النساء يذكرن...
- 1199 من رضيته لكم فأنكحوه
- 1200 قصة جليبيب
- 1201 أحب أهلي إلي فاطمة بنت محمد
- 1202 كانت زينب تفخر على أزواج النبي ﷺ تقول: زوجكن أهاليكن،...
- 1203 عن عائشة: لو كان محمد كاتمًا شيئًا لكتم هذه الآية
- 1204 لا يمنعن أحدكم هيبة الناس أن يقول في حق
- 1205 أنا اللبنة وأنا خاتم النبيين
- 1206 مثلي ومثل الأنبياء كمثل رجل بنى بنيانا إلا موضع لبنة
- 1207 فضل النبي على الانبياء بست خصال
- 1208 الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات
معلومات عن حديث: أصيب سعد يوم الخندق وضرب النبي خيمة ليعوده
📜 حديث: أصيب سعد يوم الخندق وضرب النبي خيمة ليعوده
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أصيب سعد يوم الخندق وضرب النبي خيمة ليعوده
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أصيب سعد يوم الخندق وضرب النبي خيمة ليعوده
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أصيب سعد يوم الخندق وضرب النبي خيمة ليعوده
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








